عبد الرحمن الناصر (أمير أندلسي)
نشأة عبد الرحمن الناصر
هو عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم، قُتل والده وهو طفل صغير، كان يبلغ من العمر ثلاثة أسابيع، قام بتربيته جده الأمير عبدالله بن محمد، رباه خير تربية، فقد رباه على العلم والقيادة وحسن الإدارة، ومخافة الله -تعالى-، والصبر والجهاد في سبيل الله -تعالى-، وأن يكون عادلاً مع القريب والبعيد.
الخليفة عبد الرحمن الناصر
تولى عبد الرحمن الناصر، قيادة الأمور في الأندلس، فقام بتغيير وتنظيف المراكز الكبرى الموجودة في الأندلس، من وزراء وقادة الجيش من الفاسدين، ووضع مكانهم من يتصف ب الورع ومخافة الله -تعالى-، وإعطائهم مراكز قيادية في قرطبة، وكان في ذلك الوقت لا يملك إلا قرطبة وما حولها من القرى، وكانت قرطبة في ذلك الوقت من أكبر مدن الأندلس، فهي كانت عاصمة الأندلس لسنوات كثيرة.
وبدأ الإصلاح في مدينة قرطبة، ثم رفع من منزلة العلماء وأعلى من شأنهم، وطبق تعاليم الدين الحنيف على نفسه وشعبه، وأعلن عبد الرحمن الناصر عن قيام الخلافة في بلاده، ولقب بالناصر لدين الله -تعالى-، وسُمي أيضاً بأمير المؤمنين، واهتم ببناء مدينة الزهراء ، وذلك لأن قصر الخليفة في قرطبة كان قديماً، فلم يتسع لوزراء الخليفة، وكان موقع القصر في وسط المدينة بين شعبه.
ومن أهم الانتصارات والمعارك والفتوحات التي قام بها وخاضها، عبد الرحمن الناصر، أنه أخذ جيشه واتجه به إلى ليون، ليحارب النصارى وسميت هذه بموقعة الخندق ، وفيها هُزم المسلمون وقُتل وأُسر منهم خمسون ألفاً، فانسحب عبد الرحمن الناصر بجيشه ورجعوا إلى مدينة قرطبة، عاصمة الدولة الأندلسية.
أعمال عبد الرحمن الناصر
قام الخليفة عبد الرحمن الناصر بالقضاء على ثورة عمر بن حفصون، لأنه ارتد عن الإسلام، وأعطاه 192 حصناً، واستطاع أيضاً ضم مدينة إشبيلية وجيان وإستجه، أيضاً اتجه عبد الرحمن ليقاتل النصارى في مملكة ليون، وأيضاً من الناحية العسكرية أنشأ أسطول بحري، للحفاظ على أمن مدينة قرطبة، وبلغ الأسطول البحري مائتي سفينة، وعدد الجيش مئة ألف مقاتل.
واهتم أيضاً بمجال الزراعة وتصدير المنتجات الزراعية، مثل القطن والكتان والفواكه، وتوسع في الأنشطة الاقتصادية كالصناعة وأنشأ العديد من المصانع، والصناعات التي اشتهروا بها كصناعة السفن والجلود والأدوية، وأنشأ الأسواق في عدة أماكن من المدينة، وأنشأ العديد من المناجم، فاستخرجوا النحاس والفضة والذهب، وقويت الشرطة في عهده وانتشرت مراكز الشرطة في جميع أنحاء المدينة، لحفظ الأمن.
وانتشر التعليم وكان له نهضة واسعة وكبيرة في عهد الخليفة الأندلسي عبد الرحمن الناصر فأنشأ المدارس في جميع أنحاء المدينة، وأنشأ محاكم المظالم، لحل النزاعات والخلافات والمنازعات بين الناس، وقبل موت الخليفة الأندلسي عبد الرحمن الناصر، استخلف على الحكم من بعده قبل موته، ابنه الحكم بن عبد الرحمن الناصر.