طريقة لجلب الرزق
طرق جلب الرزق
قدّر الله الرزق للإنسان منذ بدء خلقه، وقبل أن يكون واعيًا لذلك، فقد جاء في الحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه-، قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وكَّلَ بالرَّحِمِ مَلَكًا، يقولُ: يا رَبِّ نُطْفَةٌ؟ يا رَبِّ عَلَقَةٌ؟ يا رَبِّ مُضْغَةٌ؟ فإذا أرادَ أنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قالَ: أذَكَرٌ أمْ أُنْثَى، شَقِيٌّ أمْ سَعِيدٌ، فَما الرِّزْقُ والأجَلُ، فيُكْتَبُ في بَطْنِ أُمِّهِ).
وينبغي للإنسان أن يتوكل على الله -تعالى- في كل شؤونه ومنها الرزق، وأن يفعل الأسباب التي تؤدي للرزق مع تمام توكله على الله؛ لأن الرزق مقدر ومعلوم في علم الغيب عند الله -سبحانه وتعالى-، يقول تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ).
وأمّا فيما يتعلق بطرق جلب الرزق، فقد ذكر العلماء عدة أمور تساعد على تيسير وصول الرزق للعبد، وتساعد على طرح البركة فيه، وأهم هذه الطرق نبينها من خلال العناوين الآتية:
التوكل على الله تعالى
جاء في الحديث النبوي الشريف الذي رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (لو أنَّكم توكَّلونَ على اللهِ حقَّ توكُّلِه لرزقَكم كما تُرزقُ الطيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا).
وهذا الحديث يبين أهمية التوكل على الله -تعالى- ودوره في استجلاب المصالح، ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة، وذلك بأن يطمئن الإنسان ويتوكل على الله، ويتيقن مع أنه لا يعطي أحد شيئًا ولا يمنعه إلا بإذن الله -تعالى-، ولا يضر ولا ينفع أحد إلا بإذن الله أيضًا.
ومن فائدة التوكل أنه يجلب الرزق للعبد، يقول -تعالى-: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)،كما أن التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب، إلا أنه يعطي العبد طمأنينة بأن ما هو مقسوم له من رزق لن يذهب لغيره، وبهذا يطمئن العبد ويسكن قلبه.
الإكثار من الاستغفار والذكر
ذكر العلماء أيضًا أنّ من أهم أسباب جلب الرزق الحمد والشكر لله، والإكثار من الاستغفار، فإنه من استبطأ الرزق فعليه بالإكثار من الاستغفار، فإنّ الاستغفار يجلب الرزق، وييسره للعبد من حيث لا يحتسب.
يقول الله -عز وجل-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا).
كثرة الصدقات وإخراج الزكاة
إن مما يعين على الرزق، ويعين على تيسيره للعبد، الإكثار من الصدقات سواء أكانت فرضًا أو نفلًا، وإخراج الزكاة المفروضة على المال، فإن للصدقة الكثير من الفوائد والتي منها البركة في الرزق، كما أن فيها أسرارًا كثيرة، فإنّ في التصدق الخروج من حبّ النفس للمال وحبّ تملكه وجمعه، كما أنها تزيد في العمر، وتدفع ميتة السوء عن الشخص.
صلة الرحم
جاء في الحديث الشريف قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)، وفي هذا الحديث وصية للإنسان بأن يحافظ على رحمه، وأن يستمر في صلة أقاربه والإحسان إليهم، فإن لهذا الأمر بركة عظيمة في جلب الرزق، وطرح البركة فيه، وتيسيره للعبد، فإنّ صلة الرحم تجلب للواصل سعة الرزق.
التقوى وفعل الطاعات واجتناب المحرمات
إنّ مما يجلب الرزق أيضًا وييسره للإنسان تقوى الله -سبحانه وتعالى-، وتقوى الله تتحقق بترك المعاصي واجتناب المحرمات، وفعل الخيرات والحرص عليها، لما لها من بركة في حياة المسلم، والتقوى تكون بأن لا يبخس الإنسان الحق المالي لغيره، ولا يماطل في الدين دون ضرورة، ولا يأكل حق أحد ظلمًا.
ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
التوجه إلى الله بالدعاء
إن من أعظم العبادات التوجه إلى الله -تعالى- بالدعاء، وهو مستحب ومندوب، فالله قريب من عباده يجيب دعاءهم، يقول -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، وقال -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
ويمكن للعبد أن يتوجه إلى الله بالدعاء في أي شيء من أمور دينه ودنياه، ومن ذلك أن يدعو الله بأن يوسع عليه في رزقه، وأن يرزقه من حيث لا يحتسب، فالدعاء من أعظم ما يجلب الرزق وييسره.