طريقة صلاة العصر
كيفيّة أداء صلاة العصر
ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- انه كان يبدأ صلاته بالوضوء مع الإحسان فيه، ثُمّ يستقبل القبلة، ويكبّر تكبيرة الإحرام، ثُمّ يقرأ بسورة الفاتحة، ويقرأ بعدها بما تيسّر له من القُرآن، ثُمّ يركع حتى يطمئن فيه، بقدر تسبيحةٍ واحدةٍ أو ثلاثُ تسبيحاتٍ، ثُم يرفع من ركوعه قائماً، ويعتدل، ويطمئن فيه مع نَصْب ظَهْره، ثُمّ يسجد مرّتين، مع الاطمئنان فيهما بقدر تسبيحةٍ أو ثلاث تسبيحاتٍ.
ثمّ يؤدّي الرّكعة الثانية كالأولى، ثمّ يجلس للتشهّد، ثمّ ينهض قائماً لأداء الركعتَين الثالثة والرابعة كسابقتَيهما دون القراءة بعد القاتحة، ويجلس للتشهّد كاملاً، ويسلّم عن يمينه ويساره.
دليل كيفية أداء صلاة العصر
وقد وردت الكيفيّة التي كان النبي يؤدي بها صلاة العصر في بعض الأحاديث، منها: ما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِن صَلَاةِ الظُّهْرِ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ، وسُورَتَيْنِ يُطَوِّلُ في الأُولَى، ويُقَصِّرُ في الثَّانِيَةِ ويُسْمِعُ الآيَةَ أَحْيَانًا، وكانَ يَقْرَأُ في العَصْرِ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ وسُورَتَيْنِ، وكانَ يُطَوِّلُ في الأُولَى).
ما يقرأ من القرآن في صلاة العصر
أمّا ما يُسن قراءته في صلاة العصر؛ فقد ذهب الحنفيّة والشافعيّة إلى استحباب القراءة بأوساط المُفصّل.
والمُفصّل يبدأ من سورة ق إلى آخر سورةٍ في القُرآن، أمّا المالكيّة فذهبوا إلى سُنيّة القراءة بقِصار السُّور؛ كسورة الضُحى، وسورة القَدْر، وغيرهما من السُّور، أمّا الحنابلة فذهبوا إلى أنّ القراءة في صلاة العصر تكون بنصف القراءة في صلاة الظُّهر؛ أيّ بنصف الطِوال من المفصّل.
الجهر والإسرار في صلاة العصر
يسنّ للمصلّي أن يصلّي صلاة العصر سرّاً، سواء كان منفرداً أو إماماً أو مأموماً، وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، بينما يرى الحنفية أنّ الإسرار في صلاة العصر واجب، والرّاجح في ذلك ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من سنّية الإسرار في صلاة العصر، فلو جهر فيها من أجل تعليم أو نحوه فإنّ صلاته صحيحة، لكنّه خالف السّنة.
وتكمن الحكمة في عدم الجهر بصلاة العصر وذلك لأنّها صلاة نهار، والنّهار جعله الله -تعالى- للسّعي في الرّرزق والقيام بالأعمال المختلفة، فكان الإنسان منشغلاً في أوقات النّهار، ولذلك ناسبه أن يصلّي ويقرأ في الصّلوات النّهارية في سرّه، كي لا يتشتتّ ذهنه وينشغل بأي شيء آخر، على خلاف صلوات اللّيل التي يصلّيها المسلم بعد فراغه من أعمال النّهار، فيصلّيها جهراً ويستمع إلى الإمام وينصت ويتدبّر وتسكن نفسه.
سبب تسمية صلاة العصر
ذهب أهل العلم إلى أنّ السبب في تسمية العصر بذلك؛ لمُعاصرته ومُقارنته لوقت الغُروب بخروج وقت صلاة الظُهر؛ بحيث يصبح ظلّ كلّ شيءٍ مثله، ولأن عَصْر الشيء: آخره؛ ووقت العصر يكون في آخر النهار، حين لا يبقى شيئاً منه.
كما تُسمّى صلاة العصر بالصلاة الوسطى، لحديث عائشة -رضي الله عنها-: (عَنْ أَبِي يُونُسَ، مَوْلَى عَائِشَةَ، أنَّهُ قالَ: أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا، وَقالَتْ: إذَا بَلَغْتَ هذِه الآيَةَ فَآذِنِّي: {حَافِظُوا علَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى}[البقرة:238] فَلَمَّا بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا فأمْلَتْ عَلَيَّ: {حَافِظُوا علَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى}، وَصَلَاةِ العَصْرِ، {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}. قالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُهَا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ).،
وورد عن ابن مسعود أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال للصحابة -رضي الله عنهم-: (الصَّلَاةِ الوُسْطَى، صَلَاةِ العَصْرِ)؛ وسبب تسميتها بذلك؛ لأنها مُتوسطةٌ بين صلاتَين في الليل، وصلاتَين في النّهار.
خلاصة المقال: صلاة العصر صلاة سرّية، ولا يستحسن للمصلّي منفرداً أو مأموماً الجهر بها، يؤدّي المسلم صلاة العصر أربع ركعات، ويسنّ أن يطوّل في الرّكعة الأولى كما كان يفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، يسنّ أن يقرأ المصلّي في الرّكعتين الأوّلين من صلاة العصر من سور القرآن المفصّل، سمّيت صلاة العصر بهذا الاسم؛ وذلك لأنّ العصر يطلق على آخر الشّيء، ووقت صلاة العصر يكون هو آخر وقت للنّهار.