أسباب ضعف اللغة العربية
أسباب ضعف اللغة العربية لدى العامة
يشترك في ظاهرة ضعف اللغة العربية مجموعة من الأسباب، فتعلم اللغة العربية غير مرتبط بتعليمها، وعدم ارتباط تعلمها من جهة بمصادرها الرئيسة كالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. واللجوء إلى تعلم اللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية، وعدم وجود قاموس لغوي حديث يتلاءم مع متطلبات مراحل التدريس المختلفة، وعدم تشجيع القراءة الحرة مع قلة توافر مصادرها لا سيّما أدب الأطفال، استخدام نظريات تعلم اللغة من اللغات الأخرى من دون تطويرها بما يناسب خصوصية اللغة العربية.
أسباب ضعف اللغة العربية لدى الطلبة
يرى الكثير من الباحثين انتشار ظاهرة ضعف اللغة العربية لدى الطلبة لأسباب عدة، منها:
- نتيجة لتفشي العامية في المجتمع العربي، وهي راجعة لثنائية اللغة بين المدرسة والبيت والشارع.
- سوء تصميم المناهج التعليمية، لعدم بروز عنصر التشويق بها وعدم ارتباطها وتكاملها بحياة الطالب وميوله ومتطلباته العصرية.
- الطرق التي يستخدمها المعلم وتدني معرفته بطرق التقويم المناسبة وطرق التدريس المناسبة.
- قلة اهتمام الطلبة في إدراك المهارات الأساسية اللازمة لتعلم اللغة العربية وعدم إبداء الرغبة في ذلك.
- هبوط المشهد الثقافي العربي بشكل عام، كعدم الثقة بمصادر التثقيف كالمواد المقروءة.
- التغير الحاصل في الحياة المادية الحالية، والصراع الفكري للمجتمع العربي في ظل التنقلات الحضارية التي يشهدها العالم العربي.
أسباب الضعف في الاستماع
يعود الضعف في الاستماع لعدة أسباب قد تتعلق بالمستمع ذاته، مثل؛ مشكلات خلقية عضوية لديه، كضعف الجهاز السمعي أو وجود بعض المشاكل الأخرى التي قد يكون لها علاج في حين أن بعضها الآخر دائم، أو مشكلات نفسية عقلية كالعزوف عن الاستماع وعدم القدرة على تحمله بسبب تدني مستوى الذكاء وتدني القدرة الذهنية لدى المتلقي، أو بسبب قلة المخزون اللغوي والثقافي لدى المستمع مما يجعل المادة المسموعة صعبة الفهم والتلقي عليه، مما يكون ضعفًا عند الاستماع.
وقد تكون الأسباب في نوعية المادة المختارة بحيث تكون أعلى من مستوى المستمع، أو بعيدة عن ميوله وحاجاته، وقد تكمن الأسباب أيضًا في المعلم من خلال طريقة طرحه غير المشوقة لمادة الاستماع، أو عدم تقديره لمقدار الزمن المتطلب، وقد تكون الأسباب من خلال أمور خارجية تتمثل بتواجد إزعاج يعكر صفو الاستماع أو دخول شخص ما، أو كلام أحد المستمعين وطرحه للتساؤلات الكثيرة أثناء الاستماع.
ومن أسباب الضعف في الاستماع أيضًا؛ عوامل عديدة تكمن في الكلم ذاته، كالتفكك في التراكيب وعدم الدقة في التنظيم، إضافة إلى غموض المصطلحات، وقد تكون قدرة المستمع قليلة، مما يؤدي إلى التفسير الخاطئ والغامض للكلمات والمصطلحات، والقصور في ترجمتها أو فهمها بطريقة مناسبة أو ملائمة.
أسباب الضعف في تحدث اللغة العربية
يعود الضعف في تحدث اللغة العربية إلى أن بعض الأطفال يفضلون التحدث باللغات الأجنبية أكثر من اللغة العربية، مما ينعكس عليهم في كبرهم ويزيد من ضعفهم في اللغة الأم عند التحدث بها، كما أن انتشار العامية باعتبارها أقل رسمية بين الناس والأصدقاء أدى إلى ضعف التحدث باللغة العربية الفصحى، ويعد نقص الثروة اللغوية لدى الطلبة نتيجة استخدامهم اللغة في نطاق الحصة الدراسية فقط مؤشرًا على ضعف تحدثهم خارج الحصة بين بعضهم البعض.
كما ويشار إلى أن انحصار تعلم اللغة بجانب واحد ومجال معين يؤدي بشكل تلقائي إلى حدوث ضعف وقصور لدى المتعلم، إذ يقوم البعض بتعلم اللغة العربية من أجل الدين فقط، ولن ننكر أهمية اللغة في الجانب الديني، ولكن فكرة انحصار اللغة بمجال الدين وحده يؤدي إلى ضعف التحدث باللغة العربية في مجالات أخرى مختلفة نظرًا لقصر المفردات المطلوبة وعدم قدرة الشخص على توظيف بعض الكلمات ضمن السياقات المطلوبة في المجالات المتبقية.
أسباب الضعف في قراءة اللغة العربية
يعود السبب في ضعف القراءة إلى عدم اهتمام المدرس بطلابه وقلة تدريبهم وعدم تنويع الأنشطة والطرق أثناء القراءة مع ندرة تحدث المدرس والتزامه باللغة الفصحى، إضافة إلى أسباب تعود للمتعلم ذاته كحالة الطالب الصحية كضعف البصر لديه أو السمع أوالحالة النفسية كفقدانه والديه وفقدان الشغف للتعلم أو ضعف الرغبة بشكل عام لدى الطالب لتعلم أي شيء جديد، وقد تكون الأسباب في الكتاب من خلال عدم استخدام ألوان جاذبة ومشجعة أو من خلال خلو المواد من المواضيع التي يميل لها المتعلم ولقراءتها.
أسباب الضعف في كتابة اللغة العربية
يعود السبب في ضعف الكتابة لدى المعظم هذه الأيام بسبب التكنولوجيا وانتشارها الواسع وتحديدًا انتشار مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كالفيس بوك والانستغرام والتويتر وغيره، إذ كثرت الأخطاء الاملائية والنحوية والتي يتم تداولها بشكل كبير بين الناس، مما أدى إلى تآلف الناس على تلك الكلمات المغلوطة املائيًا ونحويًا واعتبارها صحيحة، كما أن لكل شخص منهجه في التواصل وطريقة الكتابة دون مرجعية أساسية صحيحة يستند لها، مما أدى إلى كثرة الأخطاء في كتابة الهمزات والتاء والتنوين وغيره الكثير.
هل للمعلم دور في ضعف اللغة العربية؟
يلعب المعلم دورًا هامًا في تحسين اللغة العربية أو ضعفها لدى الطلبة، إذ يؤدي الضعف الموجود في قدرة معلمي اللغة العربية إلى انتقال الضعف تلقائيًا للطلبة، فيفتقد بعض المعلمين إلى الكفاءة المطلوبة في اللغة وتعليمها، كما أنهم يفتقدون إلى الوسائل المشجعة والجذابة للطلبة، ويفتقدون إلى المهارات المطلوبة التي ترتقي بالطالب وتنهض به نحو الأفضل، وكل تلك الأمور تجعل من المعلم سببًا في ضعف اللغة العربية، ويشار إلى أن الجامعات لم تعد تخرج معلمين أكفاء قادرين على شرح اللغة بالطريقة المناسبة.
هل للمناهج دور في ضعف اللغة العربية؟
تعد المناهج التي تدرس في الجامعات والمدراس والمعاهد أحد أسباب ضعف اللغة العربية، إذ إن المناهج ثابتة ولا تغيير فيها، بل تتسم بالجمود، وما زالت تدرس بطريقة سيباويه وغيره، مع تواجد مصطلحات كثيرة بالأدب سواء بالبلاغة أو الشعر أو غيره يتم شرحها والحديث عنها دون تطبيقها فعليًا كالحديث عن الوصل أو القطع وشبه كمال الانقطاع، فجميعها مصطلحات تدرس نظريًا فقط، إضافة إلى أن إعداد المناهج يتم بفترة بسيطة جدًا وبسرعة عالية مما لا يتيح تنظيمها وترتيبها بشكل سليم وصحيح.
هل للبيئة والأهل دور في ضعف اللغة العربية؟
يلعب كل من الأهل والبيئة المحيطة دورًا كبيرًا في تحسين اللغة لدى الأطفال أو ضعفها، فالأسرة هي المنشىء الأول للإنسان والحاضنة له والمعلمة، فعندما تقوم الأسرة بزرع فكرة الاحتفاء والتقدير للغة أخرى غير العربية في عقول أطفالها، فإن ذلك يؤدي إلى ضعف اللغة العربية لدى الطفل، فاللسان يجب أن يكون متمرسًا على اللغة الأم وأسسها منذ الطفولة، وذلك يبدأ في الأسرة ومنذ نعومة الأظافر، كما ويجب توعية الطفل بأهمية اللغة العربية وجمالياتها والالتزام بفهمها وتطبيقها والتحدث بها.
مقترحات لتحسين مستوى اللغة العربية
هناك مجموعة من المقترحات التي من الممكن أنْ تحسن مستوى ضعف اللغة العربية، وتتلخص هذه المقترحات في:
- تدريس قواعد اللغة العربية لما لها من ارتباط في إتقان باقي مهارات اللغة العربية كالاستماع والتحدث والقراءة والكتابة.
- فرض تعليم اللغة العربية في جميع الدول العربية وخاصة في المرحلة الأساسية وإلغاء فكرة عولمة اللغات الأجنبية.
- تكثيف الدورات التدريبية لمعلمي اللغة العربية في مجال إتقان المهارات الشفوية والكتابية.
- إثراء المكتبات العربية من خلال التأليف بالفصحى وخاصة كتب الأطفال.
الخلاصة
يتواجد عدة أسباب تؤدي إلى ضعف تعلم اللغة العربية، وقد تتمثل جوانب الضعف في كل من الاستماع والتحدث والكتابة والقراءة، وتعزى أسباب الضعف عند المتعلمين لعدة أمور تتمثل بالمتعلم ذاته ورغبته وتفاعله واستجابته، وبالمعلم ودوره في طرح المادة وطرقه ومتابعته، كما أن المادة التي يتعلمها الشخص في المدارس والجامعات والمعاهد قد تكون سببًا في ضعف تعلم اللغة، ويشار إلى أن البيئة والأهل والأصدقاء والتكنولوجيا بشكل عام هي أمور ساهمت في ضعف اللغة العربية عند ناطقيها.
يشير تفشي الضعف لدى متعلمي العربية إلى حتمية الانتباه من أجل تحسين مستواها، مما يتوجب تقديم مجموعة من الاقتراحات تتمثل بتدريس القواعد وتكثيف الدورات التدريبية وغيره الكثير مما يعود على اللغة بالنفع والفائدة، كي لا تتراجع إلى الوراء أكثر.