طريقة الدعاء في السجود
الدعاء
يعتبر الدعاء شريعة من الشرائع المهمّة في الإسلام والتي تزيد الصلة بين العبد وخالقه، فهو الرغبة إلى الله عزّ وجلّ واستمداد المعونة منه من خلال إظهار الافتقار إلى الله تعالى واستشعار الخضوع والذلّة، وبناءً على هذا فإنّ الدعاء أقرب ما يكون إلى الله الخالق العظيم وأقوى شعائر الإيمان، وقد روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان يكثر من الدعاء ويلحّ في طلبه حتّى يستجيب له الله عزّ وجلّ، وقد دعا النبي صلّى الله عليه وسلّم عباد الله المؤمنين أن يقتدوا به وألّا يقنطوا من رحمة الله، بل يزيدوا في الدعاء ويكثروا منه حتّى ينالوا الغاية من دعائهم، وقد ذكر القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأمثلة عن الأنبياء والصحابة والصالحين وما كانوا يدعون به الله في محنهم ونعمهم أي في السراء والضراء، فقد فاضت ألسنتهم بالابتهالات والأدعية الروحية المليئة بالتجارب والقضايا الروحية والقيم الإنسانيّة والدينيّة، وفي هذا إشارة على ضرورة التضرّع لله واللجوء إليه في كافة الحالات لأنّه وحده المستحقّ للتبجيل والتعظيم.
طريقة الدعاء في السجود
جعل الله تعالى الصلاة أحد الشرائع المفروضة على المؤمنين، وقرن بها الكثير من العبادات الأخرى، فكان الدعاء أحد هذه العبادات المشروعة في الصلاة، حيث جعل الله تعالى أفضل محل للدعاء هو عند السجود، فقد ثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: (...ألَا وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)، وقال أيضاً: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ)، حيث يكون الساجد أقرب ما يكون إلى الله تعالى في السجود، كما أن فيه تضرعاً لله عزّ وجلّ واستعلاءً لمكانته ومنزلته العالية والعظيمة.
فعلى المصلي الساجد أن يقوم بفعل ما ورد عن النبي فيبدأ سجوده بما يُشرع قوله من الأذكار والتسبيح، ثم يكثر بعدها من الدعاء بما شاء من أمور الدنيا والآخرة، وما فيه الخير في الدنيا والآخرة، فالدعاء في السجود ليس له حدّ محدود، والأولى الالتزام بالأدعية المأثورة، ومن أفضل الدعاء أن يقول: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار)، و (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره)، ونحو ذلك.
أهمية الدعاء
أمر الله عباده المؤمنين باللجوء إليه في جميع الأوقات واستشعار عظمته في كلّ الأمور، فكان الدعاء أحد المظاهر الدالّة على استشعار عظمة الخالق والإيمان بقدرته، وقد بيّن الله تعالى في مواضع كثيرة من القرآن الكريم فضل الدعاء، حيث قال عز وجل في كتابه الكريم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، وفي هذه الآية دلالة على أنّ الله تعالى أقرب ما يكون إلى عباده في وقت الدعاء، كما أنّه عزّ وجلّ لا يضيع أمل من يلجأ إليه بل يقف بجانبه ويعينه في أشد المحن والشرور، كما ودعا الله عباده أن يخلصوا دعائهم لله وأن يكون دعائهم منطلقاً من قلب خالص النية لله عز وجل.