حكم استخدام معجون الأسنان في رمضان
حكم استخدام معجون الأسنان في رمضان
يُكره للصائم استعمال معجون الأسنان في نهار رمضان؛ خوفاً من دخول شيءٍ منه إلى الجوف، وإن لم يقصد الصائم دخوله، ممّا يؤدّي بالتالي إلى فساد صومه، ومع ذلك فإن استطاع استعماله دون أن يبتلع شيئاً منه؛ فلا يفسد صيامه، وقد نصّت المذاهب الفقهيّة على ذلك؛ فبيّنت أنّ فساد الصيام مرتبطٌ بما يَصِل الحَلْق؛ وبناءً على ذلك فإنّ ما يدخل الفم فقط، ولا يصل الحلق؛ لا يُفسد الصيام، على اعتبار أنّ الفم عضوٌ ظاهرٌ، وليس باطن؛ فالصائم يتمضمض ولا يفسد به صيامه.
حكم استخدام السواك في رمضان
اتّفق العلماء على جواز استعمال الصائم السواك في أوّل النّهار، أمّا في غيره من الأوقات فللعلماء فيه تفصيل، وبيانه على النحو الآتي:
- الشافعيّة: يُكره للصائم استعمال السواك في نهار رمضان بعد الزوال*، سواءً كان الصيام فرضاً، أم نفلاً، واستدلّوا بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ، يَومَ القِيَامَةِ، مِن رِيحِ المِسْكِ).
- الحنفيّة: قالوا بجواز التسوّك للصائم، دون التفريق بين السِّواك الرَّطب والجافّ، أو بين أوّل النهار وآخره.
- المالكيّة: قال الإمام مالك بجواز استعمال السِّواك للصائم مُطلقاً، سواءً في أوّل النهار، أو في آخره؛ إذ كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يتسوّك، ويداوم على ذلك، ذلك إن كان السواك جافّاً، أمّا إن كان رَطِبَاً؛ فيُكره للصائم التسوّك به؛ خوفاً من وصول شيءٍ منه إلى الحَلْق.
- الحنابلة: قالوا باستحباب استعمال الصائم السِّواك الجافّ، قبل الزوال، ويُباح إن كان السِّواك رَطِباً، ويُكره التسوّك بعد الزوال.
التفضيل بين السواك وفرشاة الأسنان
وردت عدّة أحاديث نبويّةٍ تبيّن فضل السواك، وتحثّ على استعماله، وذلك يشمل كلّ أداةٍ تُستخدم لتنظيف الأسنان؛ كالفرشاة، إذ يتحقّق باستعمالها تنظيف الأسنان، ودلكها، كما أنّ السواك لا يُحصر بعود الأراك فقط، فلفظ السواك يُطلق على أي عودٍ يُستعمل لتنظيف الأسنان، ومن الجدير بالذكر أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يقتصر تسوّكه على عود الأراك؛ بل كان يتسوّك بغيره أيضاً، إلّا أنّ غالب تسوّكه كان بالأراك، كما ثبت ذلك عن ابن مسعود -رضي الله عنهما-، في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده: (عنِ ابنِ مسعودٍ، أنَّهُ كانَ يجتَني سواكًا منَ الأراكِ)، وبناءً على ذلك فالفقهاء لم يقتصروا بأحكام السِّواك عليه؛ وإنّما بكلّ ما تتحقّق به نظافة الفم والأسنان.
مُفطراتٌ متعلّقةٌ بالفم والأسنان
المضمضة والاستنشاق
اتّفق العلماء على أنّ المبالغة في المضمضة والاستنشاق سنّةٌ لغير الصائم؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إذا توضَّأْتَ فأبْلِغْ في المضمضةِ والاستنشاقِ ما لم تكن صائِمًا)، وتُكره للصائم؛ خوفاً من وصول شيءٍ من الماء إلى الحَلْق، ويُقصد بالمبالغة في المضمضة: وصول الماء إلى أقصى الحنك، واللثة، ووجهي الأسنان، والمبالغة في الاستنشاق: وصول الماء إلى الأنف.
وقد بحث أهل العلم حكم صيام من وصل إلى جوفه شيء من ماء المضمضة أو الاستنشاق، وخلاصة أقوالهم في المسألة على النّحو الآتي:
- القول الأوّل: قال المالكيّة، والحنفيّة؛ بأنّ الصائم يفطر بسبب وصول الماء إلى الجوف، بالمضمضة والاستنشاق، سواءً بالغ فيهما، أم لا.
- القول الثّاني: قال الشافعيّة بأنّ الصائم يفطر؛ إن وصل الماء إلى الجوف، بسبب المبالغة في المضمضة والاستنشاق، وإن لم يبالغ فلا يفطر.
- القول الثّالث: قال الحنابلة بعدم بطلان صيام من وصل الماء إلى جوفه، بسبب المضمضة والاستنشاق .
بلع الطعام العالق بين الأسنان
اختلف العلماء في الحكم على صيام مَن بلع الطعام العالق بين أسنانه، وذهبوا في ذلك إلى قولَين، بيانهما فيما يأتي:
- القول الأوّل: قال جمهور العلماء؛ من الشافعيّة، والمالكيّة، والحنابلة، إنّ تعمّد الصائم ابتلاع شيءٍ من الطعام العالق بين أسنانه؛ فإنّه يفطر.
- القول الثّاني: قال الحنفيّة بأنّ ابتلاع الطعام العالق بين الأسنان؛ لا يُفطر.
خلع الضرس في نهار رمضان
خلع الضرس في نهار رمضان لا يؤثّر على الصيام، إلّا إن تسبّب الخلع بدخول شيءٍ، من الدم أو الماء إلى الحَلْق، فبذلك يفسد الصيام، ويتوجّب حينها الإمساك وإتمام صيام بقيّة اليوم، والقضاء بعد رمضان.
الدم النازل من فم ولثة الصائم
يتوجّب على الصائم تطهير فمه من الدم النازل من فمه أو لثته، إلى أن يتأكّد من طهارته تماماً، وإن دخل شيءٌ من الماء، أو الدم، إلى حَلْقه دون قصدٍ؛ فلا حرج في ذلك.
الهامش
*بعد الزوال: ميل الشمس عن وسط السماء، إلى جهة الغرب، وهو وقت دخول صلاة الظهر.