كيف نتعلم الحب
الحب
الحبّ من أهم الوشائج التي تنظِّم العلاقات الإنسانيِّة المتعدّدة، فالحبُّ شعور إيجابيٌّ نحوَ فرد أو قضيَّة، أو فكرة معيَّنة، فهو إذاً انفعالٌ شعوريٌّ عامَّة يشترك الكلُّ فيه، وتعتري الكلَّ آثاره، والحبُّ أنواع، ولا يمكن أبداً حصره في زاوية معيّنة ضيِّقة، تُفْرِغُ الحبَّ من معناه الحقيقيِّ، وَتُقَزِّمه، فهناك حبٌّ للقيم الإنسانيَّة والأخلاقيَّة الرفيعة، وهناك حبُّ الإنسان لوطنِه، وحبُّ الإنسان لرسالتِه السامية، وهناك حبٌّ في الدين والعقيدة.هناك حبٌّ لفكرةِ العلاقات الإنسانيَّة، وصفات جوهريَّة في الفرد بغضّ النظر عن وطنه أو عقيدتِه، فالحبُّ كما نلحظُ متعدّد ومتشعِّب، وسنقتصر الحديث هنا على الحبِّ الذي يتعلق بالعلاقات الإنسانيَّة، والعلاقات المجتمعيَّة، من ناحية عناصره التي يقوى بها، ومن ناحية آثاره وفوائده، مُعَرِّجاً في ذلك أيضاً على بعض آثار انعدام قيمة الحبِّ في حياتنا.
مقوّمات الحبّ
حتى يقوى الحبُّ في حياتنا فلا بدَّ له من كيفيّة، وهي على النحو التالي:
- إيثار المصلحة العامَّة على المصلحة الخاصَّة، فمتى قدَّم الفرد مصالحَ الجماعة على المصلحة الذاتيَّة فإنَّه يُعلي قيمة الحبِّ للجماعة، ويرفع من شأنها.
- التضحية، وذلك بأن يبذلَ الفرد من أجل المجتمعِ ومن أجل أفراده ماديَّاً، أو غير ذلك من أساليب البذل المستطاعة، وفي ذلك أيضاً رفع لشانِ الحبِّ، ولقيمته في الحياة.
- الوعي، وذلك بأن يعيَ الفرد قيمة قيام العلاقات الإنسانيَّة على الحبِّ، والثمار العظيمة المترتّبة على ذلك.
- القدوة الحسنة، بأن يكون الإنسان قدوةً حسنة في الحبِّ لغيرِه، شخصاً كان أو جماعة، وللقدوة الحسنة أثرٌ عظيم في نشر القيم الإيجابيَّة والتشجيع عليها وتعزيزها.
- تعلُّم مَداخِلِهِ المؤدّية إليه، سلوكيَّة كانت أو لفظيَّة، فالحبُّ يحتاجُ إلى مداخل معيَّنة، كالكلام المناسب، والسلوك الجيِّد والتحلي بالأخلاق والصفات المناسبة.
- التأثّر بصفاتِ الأشخاص الذين تمتّعوا بصفة الحبِّ في المجتمع، حتى ذاع صيتهم وانتشرت أخبارهم.
- متابعة مواقع ومصادر التنمية البشريّة، المتعلِّقة بكيفيَّة اكتساب وتعزيز بعض الدوافع الإيجابيَّة، كدافعِ الحبِّ
آثار الحبِّ
إنّ للحبّ آثاراً عظيمةً تعودُ على الفرد وعلى المجتمع على حدّ سواء، وذلك كما يلي:
- آثار الحبّ على الفرد
- طمأنينة للنَّفس وراحة للضمير.
- الشعور بالسعادة.
- القدرة على مواجهةِ صعوبات الحياة .
- آثار الحبّ على المجتمع
- تماسك المجتمع وترابطه.
- تقدّم المجتمع وازدهاره.
- انتشار القيم السلبيّة، والحدُّ من القيم السلبيّة.
إنَّ التربية الحكيمة الراشدة هي التي تقومُ على غرس قيم الحبُّ في نفوس الناشئة، وتنبذ قيم الكراهية والبغضاء، والأمم الحيَّة كذلك هي التي تجعلُ من الحبِّ ثقافةً أصيلة فيها.