طريقة الاستشفاء بماء زمزم
الاستشفاء بماء زمزم
لا يخفى على مسلمٍ ما لماء زمزم من مكانةٍ وفضلٍ؛ فهي أفضل ماءٍ على وجه الأرض، وبه غُسل قلب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- صغيرًا، ويحرص كلّ من زار بيت الله الحرام على الشرب والارتواء منه، وحمل بعضٍ منه إلى بلاده، وقد وردت أحاديث نبويَّةٌ عديدةٌ في فضل ماء زمزم ، وأثرها في الاستشفاء، وفيما يأتي ذكرٌ لعددٍ من فوائد ماء زمزم وأقوال العلماء في الاستشفاء بها.
ماء زمزم لما شُرب له
جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (ماءُ زمزمَ لِما شُرِبَ له)، وقد فهم العلماء من الحديث أنّ من شرب ماء زمزم لنيةٍ خيرٍ؛ كشفاءٍ أو رزقٍ أو تفريج همٍّ أو غير ذلك، تحقّق له قصده وأناله الله -سبحانه وتعالى- بمشيئته وعونه ما نواه وأراده.
ماء زمزم غذاءٌ وشفاء
رُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ شرب ماء زمزم يشبع شاربه ويقوّيه؛ إذ يسدّ مسدّ الطعام، وأنّ شربه شفاءٌ من الأسقام -بإذن الله تعالى- لما شربه لذلك، كما في روي في الحديث: (خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ ، وشِفاءٌ من السُّقْمِ).
ماء زمزم فيه شفاءٌ للحمّى
إنّ الماء سببٌ للتبريد عن المحموم وتخفيف الحرارة عنه، ومن ذلك ماء زمزم؛ حيث رُوي عن عبد الله بن عباس أنّه أرشد إلى ذلك كما ورد في صحيح البخاري أنّ التابعيّ أبي جَمْرةَ نصْرُ بنُ عِمرانَ الضُّبَعيُّ قال: (كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ عَبَّاسٍ بمَكَّةَ، فأخَذَتْنِي الحُمَّى، فَقالَ: أبْرِدْهَا عَنْكَ بمَاءِ زَمْزَمَ؛ فإنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: الحُمَّى مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ، فأبْرِدُوهَا بالمَاءِ. أوْ قالَ: بمَاءِ زَمْزَمَ).
ماء زمزم غنيٌّ بالأملاح والمعادن
يشير المختصون إلى احتواء ماء زمزم على أملاحٍ ومواد معدنيَّةٍ مفيدةٍ للجسم ولها دورٌ في وقايته من الإصابة ببعض أمراض القلب والروماتيزم والعظام؛ حيث ذكر العلماء احتواء ماء زمزم على مادة الكالسيوم المفيدة للجسم، والمساعدة على تقوية العظام ووقايتها من الهشاشة.
شرب ماء زمزم وآدابه
يستحبّ للمسلم شرب ماء زمزم و التضلّع منه؛ أي الإكثار من شربه حتى يمتلئ جوف الشارب منه ويصل إلى أضلعه، ولشرب زمزم آدابٌ يستحبّ للمسلم فعلها، ومنها ما يأتي:
- استقبال القبلة.
- التسمية والدعاء بكلّ ما يريده المسلم ويرتجيه من وجوه الخير مع اليقين بالإجابة.
- الشرب على دفعاتٍ ثلاثٍ لا على نفسٍ واحدٍ.
قصة ماء زمزم
حين ترك سيّدنا إبراهيم -عليه السّلام- زوجته هاجر وابنه إسماعيل في مكة وكانت أرضًا جرداء، ودعا ربّه بأن يرزقهم ابالرّزق الطّيب وأن يجعل أفئدة النّاس تهوي إليهم وتسكن معهم حتّى تزيل وحشتهم؛ فجاء الغوث من ربّ العالمين لهاجر وابنها، ونزل الملك جبريل عليه السّلام ليضرب بجناحه الأرض فيتفجّر منها ينبوعٌ من الماء فتسارع هاجر إليه فتغرف منه الماء بعد أن أعياها الجهد والتّعب وهي تسعى بين الصّفا والمروة بحثًا عن الماء.
وتفجّر بئر ماء زمزم لهاجر وابنها -عليهما السلام-، وعمرت بعدها مكّة المكرّمة بالناس التي توافدت وسكنت قرب الماء، وبقيت ماء زمزم إلى يومنا هذا تروي كلّ من زار أرض مكّة المكرّمة قاصدًا بيت الله الحرام؛ فهي ماءٌ مباركةٌ لا تنضب ولا تنقطع بإذن الله -تعالى- وأمره.