طرق عقاب المراهقين
طرق فعالة لمعاقبة المراهقين
من أهم الطرق الفعالة لعاقب الطفل المراهق لاسيما إذا كان من نوعية الشخصية العنيدة ما يلي:
منع المراهق من الخروج
والمنع؛ إيقاف الطفل عن فعل أمر محبب وهو الخروج للأمور الترفيهية فقط، فالخروج ذو الهدف التعليمي متاح، وفي هذا النوع من العقاب على مقدم الرعاية توضيح العواقب الناتجة عن الخروج من المنزل، ويتم إيقافه في حال تحقق الهدف المرغوب وهو توقف السلوك السلبي.
يكمن الأثر الإيجابي في هذا النوع من العقاب بإعطاء المراهق فرصة لتحمل مسؤولية ما يصدر عنه من سلوك وزيادة القدرة على التحكم بالتصرفات الذاتية، تقديم خبرة فكرية عقلية للمراهق (حل المشكلات)؛ إتاحة التفكير بطريقة جديدة في حال الشعور بالإحباط لعدم الحصول على أمر مرغوب فيه (الخروج مقابل منع الخروج)، وبالتالي تطوير الجانب النفسي على المستوى البعيد.
حرمان المراهق من بعض الأمور
والحرمان يقوم على مبدأ العقوبة بالإبعاد؛ وفيه يسحب من المراهق أمور محببة لديه مثل الحرمان من مكافأة مادية متكررة، أو الحرمان من زيارة دار السينما لمشاهدة عرض الفلم المفضل لديه، يكمن الأثر الإيجابي في هذا العقاب في زيادة وعي المراهق بنتائج السوك الصادر عنه وبالتالي زيادة الوعي حول مفهوم الاستقلال مقابل المسؤولية، ويجب التنويه إلى أن لا يكون الحرمان في الأمور التي تعد احتياجات أساسية لنمو السليم، والتي تشمل الطعام والشراب والممارسات الرياضية.
غالبًا لا يجب أن تستمر مدة العقاب بالحرمان لفترات طويلة حتى لا يعتاد الطفل على عدم وجود الأمر المحبب فيفقد العقاب هدفه، لذا يحرم المراهق من الأمر المحبب لفترات تمتد من يومين إلى أسبوع على أبعد تقدير مع محاولة تعديل السلوك خلال هذه الفترة.
عقاب المراهق بالهجر
يكون الهجر بتقليل التفاعل مع المراهق لمدة معينة باليوم وليس لعدة أيام حتى لا يترتب على هذا النوع من العقاب الأثر السلبي وتتكون المشاعر السلبية من المراهق تجاه الأهل، ويكون وذلك بإعطاء المراهق الفرصة للتفكير في ما قام به من سلوك وفهم المشاعر التي تكونت لديه نتيجة ما قام به من فعل غير مرغوب فيه، مع مراعاة إظهار الحب والاحترام والتقدير ومشاركته الأمور الأساسية مثل تناول الطعام.
والأثر الإيجابي المترتب على الهجر يظهر في أن المراهق يحظى بقدر من الخصوصية للتفكير في الفعل غير المرغوب فيه دون الشعور بالضغط النفسي الهائل الناتج عن كلام الأهل السلبي في بعض الأحيان.
فرض قيود إضافية على المراهق.
هنا يُعطى المراهق حدود واضحة ومعينه مقابل مساحة من الحرية، فالمراهق لن يتعلم من الحدود والقيود الجديدة فقط؛ فالتجربة والخطأ أحد أهم الوسائل التربوية المتبعة في التعلم، وهنا نجد ضمنيًا الأثر الإيجابي للقيود فهي تزيد من تعلم المراهق وإكسابه الخبرات المختلفة.
بعض القيود تستمر مع المراهق لفترات طويلة خاصة التي تعمل على زيادة اكتساب السلوكيات الإيجابية والأخلاق الحميدة, لكن في المجمل القيود التي تحد من حرية المراهق لا يفضل أن تستمر أكثر من أسبوع كما في المنع من الأمور المحببة. وأهم الأمثلة على ذلك:>
- تحديد مدة الخروج مع الأصدقاء والأقارب.
- التفكير قبل أي فعل.
- مناقشة السلوكيات المشكوك في أثرها الإيجابي بشكل يومي.
- كتابة مذكرات يومية لزيادة الوعي بطبيعة السلوك.
مشاركة المراهق في الأعمال المنزلية
وهنا يقوم المراهق ذكر أو أنثى بالأعمال المنزلية كنوع من زيادة المسؤولية، وأهم هذه الأعمال:
- المساعدة في إعداد الطعام.
- أعمال تنظيف مرافق المنزل.
- الاعتناء بالنباتات المنزلية.
- الاعتناء بالأخوة الصغار لمدة ساعة في اليوم.
يكمن الأثر الإيجابي لهذا النوع من العقاب في زيادة خبرات الطفل الحياتية والاداركية العقلية، ويزيد من فرص حرصه وانتباهه على سلوكياته وتحمله المسؤولية. وبما يخص مدة استمرار العقاب فيعتمد ذلك على طبيعة المراهق وتحسن سلوكه وطبيعة تجاوبه فلا يمكن تحديد مدة زمنية لمثل هذا النوع من العقاب.
القيام بأعمال مفيدة
تساعد هذه الأعمال المراهق على التقليل من السلوك السلبي نتيجة التعامل مع سلوك جديد ذو أثر إيجابي على جميع مناحي النمو، كما وتزيد من قدرة المراهق على الالتزام، وينتهي هذا النوع من العقاب مع انتهاء مدته مع إمكانية تكراره عند الحاجة، ومن أمثلة هذه الأعمال ما يلي:
- الأعمال الخيرية التطوعية.
- التمارين الجسدية.
- التدريب المهني ضمن ميول المراهق.
- الدورات التدريبية.
نصائح لعقاب المراهقين بطريقة صحيحة
أهم النصائح التي لا بد من اتباعها في حال عقاب المراهق :
- فهم خصائص المرحلة العمرية والابتعاد عن إصدار الأحكام وأي نوع من أنواع العنف، حيث على مقدم الرعية إعطاء المساحة الكافية للمراهق للتعبير عن نفسه وذاته حتى في حال صدور السلوك السلبي عنه.
- منح الاهتمام والتوجيه العقلي؛ مخاطبة عقل المراهق أمر مهم حيث استخدام العبارات الإيجابية والتحفيزية مع المراهق ذات أثر إيجابي أكبر من استخدام أسلوب الأمر أو الفرض.
- ضبط السلوكيات؛ لا يمكن توجيه سلوك المراهق بشكل معين وصدور سلوك مغاير من قبل الأهل، وعليه لا بد من اتساق سلوك الأهل مع توجهاتهم.
- إعطاء الأولويات؛ لا بد من مراعاة الاحتياجات النفسية للمراهق خاصة أن هذه المرحلة حساسة، وعليه تعطى الاحتياجات النفسية من الحب والاهتمام أولوية عن العقاب دائمًا حتى يكون العقاب مثمر.
- وضع الحدود والأهداف مع المراهق؛ مناقشة طبيعة العقاب ومدته وشكله لا بد أن تكون بالاتفاق مع المراهق حتى يشعر بقدر المسؤولية المترتبة على ما يصدر عنه من فعل، مع مراعاة إيجاد نسبة وتناسب بين حجم الخطأ ونوع العقاب.
- ضبط الذات والتحكم بالانفعالات؛ طبيعة مرحلة المراهقة تتميز بالحساسية الزائدة وهذا يتطلب من مقدم الرعاية التحكم بأعلى قدر ممكن بانفعالاته للتعامل مع المراهق بشكل صحيح.
الخلاصة:
مرحلة المراهقة مرحلة حساسة وحرجة وتتطلب من مقدمي الرعاية سواءً الأهل أو جهات مختصة ضمن المؤسسات تفهُم طبيعة المرحلة واستخدام العقاب بطريقة إيجابية دون ترك أثر سلبي، وأهم هذه الطرق العقاب بالإبعاد بمختلف أشكاله، مع مراعاة معايير عامة ونصائح تقوم بشكل أساسي على طبيعة السمات للمرحلة العمرية للمراهق التي تتميز بالاندفاعية والاستقلالية والرغبة في الشعور بالتحرر من مختلف القيود.