طرق الخدمة الاجتماعية فى المجال المدرسي
الخدمة الاجتماعية
الخدمة الاجتماعية هي نوع من أنواع الخدمات التي تتسم بالطابع الإنساني، فهي تُساعد الإنسان على تحسين جودة حياته عبر توفير مجموعة من الحلول للعراقيل والمشكلات التي تحد من تمتعه بحقوقه الحياتية على اختلافها، مما يؤدي بالمحصلة إلى تنمية المُجتمع، وتقوية نظامه الاجتماعي والنظم الأخرى فيه، ومن المجالات التي يمكن تطبيق مفهوم الخدمة الاجتماعية عبرها هي المدرسة، وهذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال.
طرق الخدمة الاجتماعية فى المجال المدرسي
في البداية نود الإشارة إلى أنّ الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي، يتحمل مسؤوليتها الأخصائي الاجتماعي أو المرشد النفسي الذي يُعتبر أحد أعضاء الهيئة التربوية والتعليمية في المدرسة بشكلٍ أساسي، ويُعيّن بصورةٍ رسمية من وزارة التربية والتعليم، ولا تخلو مدرسةً منه على الأغلب، إلا في بعض المدارس الصغيرة، وفيما يأتي نذكر لكم أهم طرق الخدمة الاجتماعية التي يُقدمها:
مساعدة ذوي الحالات الاجتماعية الخاصة
تتعدد الحالات الاجتماعية التي يعيش فيها الطلبة، فهناك الطلبة الذين تعرضوا لتجربة انفصال مريرة بين الوالدين، وأثر ذلك جليّاً على تحصيلهم العلمي، وشخصيتهم بين زملائهم الطلبة، بالإضافة إلى الطلاب الذي تعرضوا للتعنيف الأسري أو خارج الأسرة بأنواعه؛ كالضرب، أو السجن تحت إطار الجُنحة القانونية، أو ربما الاغتصاب والتحرش الجنسي، ولا سيما الفتيات وبعض المراهقين.
يستمع الأخصائي لهموم هؤلاء، ويُساندهم قدر الإمكان، ويُقدم لهم بعض الحلول، ليرجع بعد فترة للاطمئنان على أحوالهم، كما أنّ الأخصائي يساعد الطالب الذي يحتاج إلى التصرف بالطريقة المناسبة في المدرسة، طالباً من بقية الطلبة مساعدة زميلهم على تجاوز محنته دون أن يعلم هو بذلك.
رفع أسماء الطلبة المحتاجين للإدراة
يتحمل الطالب مسؤولية دفع الرسوم الرمزية بداية كل عامٍ دراسي، إلا أن البعض يُعاني من أوضاع الفقر، أو غياب المُعيل بفعل المرض أو الموت، لذا فإن الأخصائي يجمع الأسماء، ثم يرفعها ضمن قوائم وتوصيات إلى الإدارة التي بدورها تُعفي هؤلاء من الرسوم، بل تبحث بحسب مبادئ العملية التربوية على حلولٍ مُساعدة لهؤلاء، كتحويل ملفات عوائلهم إلى وزارة العمل أو الشؤون الاجتماعية.
تقديم الحلول
بيئة المدرسة كأي وسطٍ حياتي قد يتعرض لحدوث خللٍ أو مشكلةٍ، ومنها مشاكل الطلبة السلوكية أو المتعلقة بقوانين المدرسة؛ مثل: عدم التزام بعض الطلبة بالزي المدرسي، مما يُدل على عدم اكتراث الطالب بالعملية التعليمية، أو عدم اقتناعه بأهمية المدرسة بالأساس، وحال هذه المشكلة كحال مشكلة التأخر على الدوام المدرسي، أو التسرب من المدرسة خلال الدوام، وعليه يجلس الأخصائي مع الطالب، ويُحاول جاهداً معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك، ثم يقدم الحلول المُمكنة، فإذا كان السبب يتعلق بالطريقة الفظة لتعامل بعض المدرسين، فيحاول المرشد النفسي أو الأخصائي الاجتماعي التفاهم معه، أما إذا تعدت الأسباب حدود المدرسة، فيمكن استدعاء الأهل للتشاور والتوصل إلى حل.
المشاكل النفسية
من الطبيعي أنّ يمر الطلبة بالعديد من التغيّرات النفسية خلال مرحلة الدراسة، ولا سيما المتوسطة منها، والتي تتزامن مع بداية مرحلة المراهقة، والتي تُفرز العديد من المشكلات بين الطلبة، وتتمثل بالغيرة، والشعور بضرورة الثأر للنفس، وما إلى ذلك من مشاجرات الطلبة، وتلاسنهم في كثيرٍ من الأحيان.
المشاكل النفسية والعصبية الخاصة
قد يمر الطالب بنوعٍ خاصٍ من المشكلات العصبية أو النفسية؛ كأن يكون مُصاباً بالصرع، أو يتعرض لسببٍ ما لتشنجاتٍ عصبية، وربما قد مر في مرحلة ما بالفصام، أو الانفصال عن الواقع، وبالتزامن مع خطته العلاجية خارج المدرسة، يُقدم له الأخصائي داخلها بعض النصائح، في حين يوجه زملائه حول كيفية التعامل معه، وينطبق الأمر على المُعلمين أيضاً.
المشاكل السلوكية
قد ينحرف الطالب لبعض السلوكيات الخطرة؛، كمشاهدة الأفلام الإباحية داخل المدرسة، أو التدخين، وربما تعاطي المخدرات، والسرقة، والتصرف بطريقةٍ عدوانية؛ كضرب الطلبة، وتعنيف المعلمين أيضاً.
كيفية الدراسة واختيار التخصص
يُعتبر الأخصائي الاجتماعي بمثابة الداعم النفسي للطلبة داخل المدرسة، فهو الصديق الذي يلجؤون إليه بعيداً عن جدية بقية المعلمين، وهو الشخص الذي لا ينتمي إلى عوائلهم التي غالباً ما تنغمس في هموم الحياة بعيداً عن مشاكلهم ومدهم بالحلول، ومن بين الأمور التي يقدمها الأخصائي لهم كيفية الدراسة، ولا سيما وقت الامتحانات أو خلال المراحل المصيرية، مثل: مرحلة الثانوية العامة، بالإضافة إلى تقديمه النصائح والأسس التي يستطيع الطالب من خلالها تحديد التخصص الذي سوف يلتحق به عند انضمامه للجامعة.