طرق إعطاء الإنسولين
طرق إعطاء الإنسولين
في الحقيقة، لا يتوفر الإنسولين فمويًّا على شكل حبة دواء، ولا يُمكن إعطاؤه بهذه الطريقة، ذلك أنّ الجسم سيهضمها قبل أن تصِل إلى الدم، وهذا ما يستوجب اتباع الطرق التي تُمكّن من وضع الإنسولين في مجرى الدم مباشرةً، ويتمّ ذلك بواسطة أدوات طبيّة مخصصة؛ مثل الحقن، أو القلم، أو المضخة، أو جهاز الاستنشاق (بالإنجليزية: Inhaler)، وفيما يلي تفصيل لأهم طرق إعطاء الإنسولين:
أقلام الإنسولين
يُمثل قلم الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin pens) جهاز بسيط يُستخدم كوسيلة لحقن الإنسولين، ويحتوي القلم على خرطوشة الإنسولين (بالإنجليزية: Cartridge)، وجزء مُدرّج لقياس وتحديد الجرعة بدقة، وإبرة تُستخدم لمرة واحدة ثم يتمّ التخلص منها، ويُشار إلى أنّ قلم الإنسولين أصبح من الوسائل الشائع استخدامها من قِبل المُصابين بالسّكري نظرًا لدقته العالية وسهولة استخدامه، بالإضافة إلى اعتباره وسيلة مريحة للمرضى الذين يحتاجون لعدّة جرعات، أو أولئك الذين يُعانون من مشاكل بصرية، أو ذو الخبرة المعرفية القليلة بوسائل استخدام الإنسولين.
أنواع أقلام الإنسولين
تتوفر أقلام الإنسولين بأشكالٍ وعلاماتٍ تجاريّة عدّة، ولكن أغلبها يندرج تحت فئتين رئيسيتين، وهما كالتالي:
- قلم الإنسولين الذي يُستخدم لمرة واحدة: حيث يحتوي هذا النوع من أقلام الإنسولين على خرطوشة الإنسولين المملوءة مُسبقًا، بحيث يتمّ استخدام هذا النّوع من أقلام الإنسولين لمرةٍ واحدة، ثمّ التخلص من القلم بالكامل.
- قلم الإنسولين القابل لإعادة الاستخدام: يُمكن أن يستخدم هذا النوع من أقلام الإنسولين مراتٍ عديدة، حيثُ إنّه يحتوي على خرطوشة الإنسولين القابلة للاستبدال، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة التخلص من الخرطوشة بمُجرد تفريغها واستبدالها بأخرى جديدة، وفيما يتعلّق بالإبر المُستخدمة في حقن الإنسولين فيجدُر بالشخص التخلّص من الإبرة المُخصصة للاستخدام لمرةٍ واحدة بعد كلّ مرةٍ يتمّ فيها حقن الإنسولين، كما أنّ الاهتمام الجيد بقلم الإنسولين يتيح إمكانية استخدامه لسنواتٍ عديدة.
تحضير قلم حقن الإنسولين قبل الحقن
يتمّ تحضير قلم حقن الإنسولين قبل الحقن باتباع الخطوات التالية:
- فحص القلم: يجب التأكد من احتواء القلم على النّوع المناسب من الإنسولين والتأكد من تاريخ الصلاحية، وأنّ الكمية كافية وتُغطي الجرعة التي حدّدها الطبيب.
- تحريك وخلط الإنسولين الذي يستلزم استخدامه ذلك: يجب تحريك الإنسلوين المخلوط مُسبقًا أو المتوسط بحركاتٍ لطيفة مثل قلبه على جانبه ولفه بين راحتيّ اليدين ، ويجدر التنويه إلى أنّ الإنسولين سريع المفعول وطويل المفعول لا يستلزم استخدامهم إجراء الخلط طالما أنّ العبوة تحتوي على أحد النوعين لوحده.
- تركيب إبرة جديدة: يجب وضع الإبرة في المكان المحدد لها بالقلم، وفقاً لتعليمات الشركة المصنعة، ومن ثمّ نزع الغطاء المُحيط بالإبرة.
- تحديد الجرعة وحقنِها: يجدُر تحديد الجرعة الصحيحة التي وصفها الطبيب، وذلك بإدارة قرص القلم حسب تعليمات مقدّم الرعاية الصحيّة.
الحقن بقلم الإنسولين
يتمّ إدخال طرف القلم في الجلد بزاوية مقدارها 90 درجة، ومن ثمّ الضغط على زر الجرعات حتى مشاهدة "0"، ويُنصح بالعدّ لعشرة ثواني قبل إزالة الإبرة من الجلد، وذلك لضمان الحصول على الجرعة الكاملة، وفي حال كانت إبرة القلم طويلة؛ أيّ أنّ طولها تجاوز 8 مليمتر، فقد تستدعي الحاجة رفع الجلد قبل الحقن أو الحقن بزاوية مُعينة، وبعد الانتهاء من ذلك يتمّ التخلص من الإبرة وعدم استخدامها مرةً أخرى.
حقنة الإنسولين
تُمثل حقنة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin syringes) جهاز بسيط يحوي مركز مجوف، ومكبس، وإبرة، وغطاء لحماية الإبرة قابل للإزالة، ويُشار إلى وجود علامات وخطوط على سطح الحقنة للمساعدة على ضبط كميّة الإنسولين التي سيتمّ سحبُها بدقة، وعادةً ما يتمّ حقن الإنسولين في الأنسجة الدهنية التي تقع أسفل الجلد مباشرةً، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك بعض أنواع الحقن التي تُتيح إمكانية خلط أكثر من نوع من الإنسولين في حقنة واحدة وفقًا لتعليمات الطبيب.
تعبئة حقنة بنوع من الإنسولين
هناك عدّة خطوات يتمّ اتباعها عند القيام بملء الحقنة بنوعٍ واحد من الإنسولين، وهي كالتالي:
- غسل اليدين بالماء والصابون، ومن ثم تجفيفهما بشكلٍ جيد.
- التأكد من نوع الإنسولين، وتاريخ صلاحيته، وعدم احتوائه على تكتّلات على جانبيّ الزجاجة، وفي حال وجود تكتلات فيجدُر التخلّص من هذه الزجاجة واستبدالها بأخرى جديدة.
- لف زجاجة الإنسولين بين راحتيّ اليدين لخلطه، وبخاصّة الإنسولين متوسط المفعول كونه عكِر، ويجدُر تجنّب هزّ الزجاجة، وفي هذا السياق يُشار إلى عدم الحاجة لخلط الإنسولين الصافي غير العكِر.
- خلع الغطاء البلاستيكي في حال وجوده على زجاجة الإنسولين، ومسح الجزء العلوي من علبة الإنسولين الزجاجيّة بالكحول وتركها لتجفّ.
- تحديد جرعة الإنسولين المُراد استخدامها، ومن ثمّ نزع الغطاء عن الإبرة مع مراعاة عدم لمس الإبرة لإبقائها مُعقمة.
- سحب المكبس (بالإنجليزية: Plunger) من المحقنة بهدف إضافة كمية من الهواء مساوية تقريبًا لجرعة الإنسولين.
- وضع الإبرة في الجُزء المطاطي العلوي من عبوة الإنسولين ودفع المكبس.
- قلب عبوة الإنسولين رأساً على عقب، بحيث يُصبح رأس الإبرة في سائل الإنسولين، ومن ثمّ يتمّ سحب المكبس للحصول على جرعة الإنسولين الصحيحة في الحقنة.
- إخراج الحقنة من العبوة بعد التأكد من عدم وجود فقاعات من الهواء، مع الحرص على عدم مُلامسة الإبرة الأشياء المُحيطة بها، وفي حال وجود فقاعات فيجدُر العمل على إخراجها؛ ويتمّ ذلك عن طريق الإمساك بالحقنة وعبوة الإنسولين بيدٍ واحدة، والنّقر على الحقنة برفق باستخدام اليد الأخرى، بحيث تطفو الفقاعات إلى الأعلى، ومن ثمّ يتمّ دفع الفقاعات مرةً أخرى في عبوة الإنسولين، ويلي ذلك سحب المكبس للأسفل مرةً أخرى إلى أن يتم الحصول على الجرعة الصحيحة .
تعبئة حقنة نوعين من الإنسولين
فيما يلي خطوات تعبئة الحقنة بنوعين من الإنسولين:
- الانتباه لذات الأمور التي تمّت الإشارة إليها سابقًا، مثل التحقق من تاريخ انتهاء صلاحية الإنسولين، وأنّ نوعي الإنسولين المُختارين هما المناسبين، وعدم وجود أيّ تكتلات أو جزيئات فيهما، وتحريك الإنسولين برفق بين راحتيّ اليدين مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الإنسولين الصافي لا يحتاج للخلط كما تمّت الإشارة سابقًا، وتحضير عبوّات الإنسولين وفي حال كانت جديدة فيجب إزالة الغطاء عنها، ومن ثمّ إزالة غطاء الإبرة.
- في حال استوجب الأمر خلط الإنسولين متوسط المفعول مع نوعٍ آخر ؛ كسريع المفعول، فيستوجب الأمر تفريغ الهواء بنفس جرعة متوسط المفعول في عبوة الإنسولين متوسط المفعول، ومن ثم تفريغ الهواء بنفس جرعة سريع المفعول في عبوة الإنسولين سريع المفعول، ومن ثمّ سحب جرعة الإنسولين سريع المفعول، يلي ذلك سحب جرعة متوسط المفعول، بمعنى آخر يجدُر تفريغ الهواء في الإنسولين العكِر في البداية، بينما سحب جرعته في النهاية، مع الأخذ بعين الاعتبار الخطوات التي تمّ شرحُها سابقًا عند أخذ جرعة إنسولين من نوعٍ واحد، والانتباه إلى أنّ جرعة الإنسولين العكِر ستتمّ إضافتها إلى جرعة الإنسولين الآخر، وبالتالي يستلزم الأمر الانتباه لإجمالي الجرعات التي يحتاجها الفرد، والسحب إلى أن يتمّ وصول المؤشر إلى قيمة الجرعة الإجمالية وفقًا لتوصيات الطبيب.
إعطاء حقنة الإنسولين
يُعطى الإنسولين في حالات استخدام الحقنة عن طريق حقنه في طبقة الدهون تحت الجلد، ويتمّ ذلك بقرص الجلد أيّ أَخْذ الجلد بأطراف الأصابع ولَوْيه، بحيث يلي ذلك إدخال الإبرة مائلةً بزاوية 45 درجة، وفي حال كان الجلد سميك فيُمكن أن تُحقن الإبرة بزاوية 90 درجة، مع الأخذ بعين الاعتبار حقن الإنسولين ببطء عند إدخال الإبرة في الجلد لتفريغ الكمية كاملة، والانتظار لمدة خمس ثوان بعد الحقن ثم سحب الإبرة بنفس الزاوية التي تم إدخالها بها، وتجدُر الإشارة إلى ضرورة الضغط على موقع الحقن لبضع ثوانٍ في حال حدوث تسريب للإنسولين من منطقة الحقن، مع ضرورة استشارة الطبيب بعد ذلك فقد يستلزم الأمر تغيير زاوية أو موقع الحقن في بعض الحالات تجنبًا لحدوث التسريب، كما ويجب التخلّص من الإبرة والحقنة في حاوية صلبة وعدم إعادة استخدامها مرةً أخرى نهائياً.
مضخة الإنسولين
تُعرّف مضخة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin pumps) على أنّها جهاز يتمّ تزويده بالبطاريات ويقوم بضخّ الإنسولين بانتظام طوال اليوم، فالمضخة بديل للحقن ومتوفرة فقط للمُصابين بمرض السّكري من النوع الأول، ويُشار إلى تثبيتها غالباً على الخصر بالرغم من احتمالية أن يتمّ ذلك في مناطق مختلفة من الجسم، وتُعد خياراً مثالياً لمرضى السّكري اللذين يُعانون من صعوباتٍ في السيطرة على نسبة السكر في الدم باستخدام الوسائل الأخرى؛ كالقلم والحقن.
أنواع مضخات الإنسولين
هُناك نوعان من مضخات الإنسولين، وهما كالتالي:
- المضخة المربوطة: (بالإنجليزية: Tethered pump)، تعمل على ضخّ الإنسولين من المخزن الموجود في المضخة إلى الجسم عبر أنبوب بلاستيكي رفيع متصل بإبرة أو أنبوب ضيق، ويتم إدخال الإبرة أو الأنبوب الضيق تحت الجلد ممّا يُتيح حدوث امتصاص تدريجي للإنسولين إلى مجرى الدم.
- المضخة اللاصقة: (بالإنجليزية: Patch pump)، تعمل بآلية مُشابهة تقريبًا للمضخات المربوطة، باستثناء أنّ المضخة ترتبط مباشرةً بالجلد دون الحاجة لوجود أنابيب بلاستيكية لإيصال الإنسولين.
المرشحون لاستخدام مضخة الإنسولين
يُنصح بمضخة الإنسولين للمرضى الذين يرغبون باتباع وسيلة علاج مرنة نظرًا لعدم قدرتهم على التحكّم المثالي بالنّظام الذي يعتمد على الحقِن، فهُناك بعض المرضى مرشحون لاستخدام هذه الوسيلة أكثر من غيرهم، وهم على النّحو التالي:
- المرضى المُصابين بالنوع الأول من السّكري، أو المُصابين بالنوع الثاني ويُعانون من نقص الإنسولين بشكلٍ مُطلق.
- المرضى الذين أظهرت نتيجة تحليل السكر التراكمي (بالإنجليزية: Hemoglobin A1c)، واختصاراً (HbA1c)، لديهم قيمةً أعلى من 7%، أو في حال بقاء قيمة السكر التراكمي مرتفعة لدى الأطفال بالرغم من استخدام حقن الإنسولين، أو الأطفال الذين يُعانون من تقلباتٍ كبيرةٍ في مستويات سكر الجلوكوز بغضّ النّظر عن مستوى السّكر التراكمي .
- المرضى الذين يعانون من هبوطٍ حادّ مُتكرر في مستوى سكر الدم.
- المُعاناة سابقًا من مشاكل مُرتبطة بالجلوكوز؛ مثل الحُماض الكيتوني السكري (بالإنجليزية: Diabetic Ketoacidosis) (*).
- المرضى الذين يستصعبون إدارة الإنسولين عن طريق الحقن اليومية، بحيث تحدّ من حياتهم اليومية وتحقيق أهدافهم.
- الأشخاص الذين يُعانون من تأثيرات مُفرطة للإنسولين، مثل الحساسية أو المقاومة الشديدة.
- المرضى الذين يعانون من ظاهرة الفجر (بالإنجليزية: Dawn phenomenon) (*).
- حالات خاصة، مثل مرحلة الحمل وفي بعض حالات ما قبل الحمل، أو الأطفال صغار السنّ، أو الرياضيين والمراهقين الذين يُعانون من اضطرابات الأكل.
- المرضى الذين يعانون من رهاب الإبرة (بالإنجليزية: Trypanophobia).
- الأشخاص خاصّة الأطفال اللذين يُعانون من مُضاعفاتٍ مُعينة؛ تحديدًا مضاعفات في الأوعية الدموية الصغيرة (بالإنجليزية: Microvascular complications)، أو في حال وجود عوامل خطر لهذه المُضاعفات.
الإنسولين المستنشق
يعمل الإنسولين الذي يُعطى عن طريق الحقن بشكلٍ جيّد لإدارة مرض السّكري، ولكن يرى بعض المُختصين أنّ القيام بإدخال الإنسولين بطرقٍ أخرى غير الحقن قد يكون خياراً أفضل، وبناءً على الدراسات والأبحاث المُجراة تمّت الموافقة من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير في يونيو 2014 م على جهاز استنشاق يحتوي على الإنسولين المُستنشق سريع المفعول، وهو جهاز استنشاق يُشبه إلى حدٍّ كبير الجهاز الذي يستخدمه مرضى الربو ، فعند استنشاق المريض باستخدام الجهاز فإنّ الإنسولين سينتقل إلى الرئتين على شكل بودرة.
إيجابيات استخدام الإنسولين المستنشق
فيما يلي بعض من إيجابيات استخدام جهاز الإنسولين المستنشق:
- يُقلل من خطر هبوط السكر في الدم، حيث يبدء مفعوله بعد مرور من 12 إلى 15 دقيقة، ويخرج من الجسم خلال ثلاث ساعات.
- يُعدّ وسيلة مريحة، وفعّالة، وغير مؤلمة، بحيث يتمّ إطلاق الإنسولين في الجسم بمجرد القيام باستنشاقه من خلال الرئتين ويُطلق في الممرات الهوائية الصغيرة التي تعمل على نقل الإنسولين إلى مجرى الدم بسرعة.
- يعتبر جهاز الاستنشاق صغيرالحجم نسبياً، حيث يُمكن وضعه في محفظة صغيرة، بما يُسهّل بقائه مع الشخص عند تنقله.
- يحتوي على ترميز لوني يُسهّل تحديد الجرعات وبالتالي تقليل احتمالية حدوث أخطاء، فاللون الأزرق يدلّ على وجود أربع وحدات، واللون الأخضر لثماني وحدات، والأصفر لاثنتي عشرة وحدة من الإنسولين.
- يتمّ تغيير الجهاز كل أسبوعين ولا يحتاج إلى عناية خاصّة به، باستثناء ضرورة تغطيته بالغطاء الخاصّ به بعد الانتهاء من الاستخدام.
- يُعد الجهاز بسيط وسهل الاستخدام، فلا يحتاج سوى وضع نقاطات (بالإنجليزية: Blister) المسحوق الموصوفة من قِبل الطبيب المُختصّ داخل الجهاز، ومن ثمّ وضع الجهاز على الفم والتنفس بعمق بشكلٍ بطيء لمدة خمس ثواني، ومن ثم التنفس بشكلٍ طبيعي.
سلبيات استخدام الإنسولين المستنشق
على الرغم من أنّ بعض العلامات التجارية للإنسولين المُستنشق حظيت على موافقة الغذاء والدواء إلّا أنّ هذا النّوع من الإنسولين غير مُستخدم بشكلٍ واسع نظرًا لآثاره الجانبية ومحاذير استخدامه، فقد ينتج عن استخدام جهاز استنشاق الإنسولين بعض الآثار الجانبية؛ مثل انخفاض مستوى السكر بالدم، أو التهابات الحلق ، أو السّعال، إضافةً إلى عدم مُلائمة جهاز الاستنشاق للعديد من الأشخاص، مثل المدخنين أو المصابين بأمراض الرئة مثل الانسداد الرئوي المزمن وأمراض الربو، كما أنّ هذا الخيار لا يُعدّ مُلائمًا لحالات السّكري الطارئة؛ مثل الحُماض الكيتوني السكري.
طرق أخرى لإعطاء الإنسولين
في الحقيقة هُناك طرق أخرى لإعطاء الإنسولين إضافةً إلى تلك الموضّحة سابقًا، ونذكر منها ما يلي:
- المحقنة النفاثة: (بالإنجليزية: Jet injector)، تستخدم للأشخاص الذين يُعانون من مرض السكري ولا يستطيعون تحمّل وخز الإبر، فالمحقنة تحوي عدة جرعات من الإنسولين، وهي طريقة سهلة الاستخدام، وفيها يمسك المريض ببساطة المحقنة على الجلد، ويقوم بدفع زر خاصّ لإعطاء الجرعة، وتجدر الإشارة إلا أنّ هذه الطريقة غير شائعة الاستخدام كالطرق الأخرى، بالإضافة لكونها قد تكون مزعجة للبعض فقد تسبب بظهور بعض الكدمات على الجلد.
- الحقن في الوريد: تستخدم طريقة حقن الإنسولين مباشرةً في الوريد تحت إشراف طبي دقيق، حيثُ يُضاف الإنسولين للسوائل التي تُعطى عن طريق الوريد للسيطرة على مرض السكري أثناء العمليات الجراحية، أو في وحدة العناية المركّزة.
تحديد الطريقة المناسبة
يعتمد اختيار الطريقة والجهاز المناسب على عدة أمور، وفيما يلي بعضاً منها:
- القدرة على إدراك المؤشر المُرتبط بمقدار الجرعة: تحتوي أغلب الأجهزة باستثناء الحقن على نقرة مسموعة لكل وحدة أو وحدتين من الإنسولين، وذلك يساعد بشكلٍ كبير المرضى الذين لديهم مشاكل في الرؤية ، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ بعض أجهزة الإنسولين تحتوي على أدوات تكبير تُمكّن من رؤية مؤشر الجرعة بشكلٍ أوضح.
- القدرة على التعامل مع الجهاز: يعتمد اختيار الجهاز المناسب على استطاعة المريض على التأكد من دقة الجرعة، وتنظيف الجهاز، والتعرف على نقاط الخلل التي قد تحصل به والقدرة على إدراكها وصيانتها.
- القدرة على إعطاء الحقن بشكلٍ صحيح: يجب التأكد من قدرة المريض على أخذ الحقنة بطريقة صحيحة، وتثقيفه، وتدريبه من قِبل الإخصائي.
مكان حقن الإنسولين
يُمكن إعطاء حقن الإنسولين في مناطق مختلفة من الجسم مثل البطن والتي تُعد من أفضل المناطق نظرًا لسهولة امتصاص الإنسولين عند حقنه في البطن، ومن المناطق الأخرى التي يتمّ حقن الإنسولين فيها منطقة الأرداف، والجزء الخارجي من الفخدين، والجزء الخلفي من أعلى الذراعين، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب حقن الإنسولين في منطقة ما حول الصرة، أو في المناطق التي تحوي على ندب وشامات .
نصائح لتسهيل العلاج بالإنسولين
نصائح لتخفيف ألم الحقن
لحسن الحظ فإن حقن الإنسولين رفيعة جداً وغير مؤلمة بشكلٍ كبير، كما أنّ هناك بعض الطرق التي تُساعد في التقليل من الألم الذي يسببه حقن الإنسولين، وفيما يلي بيان لبعضها:
- تجنّب استخدام الإبرة الواحدة لأكثر من مرة، حيث إنّ الإبرة الجديدة أكثر قوة في الحقن ولا تُسبّب الألم.
- استخدام إبرة ذات سماكة منخفضة جدًا.
- استخدام إبرة قصيرة لا تتجاوز 6 مليمتر.
- حقن الإنسولين على درجة حرارة الغرفة.
- تمرير قطعة من الثلج على البشرة قبل الحقن.
- تجنّب الحقن عند التعقيم بالكحول إلى حين التأكد من جفافها بشكلٍ كامل.
- تجنّب شدّ الأعصاب، والحرص على الاسترخاء قدر الإمكان ذلك أنّ التوتر يزيد من حساسية الأعصاب في موضع الحقن.
نصائح لمنع تراكم الشحم تحت الجلد
يعد التضَخّم الشَحْمِيّ تحت الجلد (بالإنجليزية: Lipohypertrophy) المُتمثل بتراكم الدهون تحت الجلد من أكثر المضاعفات الموضعية شيوعاً والناتجة عن استخدام الإنسولين، فعلى الرغم من أنّ الجرح الناتج عن حقن الإنسولين لا يعد مؤلماً، إلّا أنّ القيام بالحقن بشكلٍ متكرر في نفس المنطقة من الجسم قد يؤدي إلى تراكم الدهون واحتمالية التسبّب بظهور كدمات وانتفاخات، إضافةً إلى زيادة سماكة الجلد، ويؤدي تراكم الدهون بهذه الطريقة إلى التقليل من امتصاص الإنسولين بنسبةٍ قد تصلّ إلى 25%، وبالتالي ضعف السّيطرة على نسبة السّكر في الدم، ولمنع تراكم الدهون تحت الجلد يُنصح بما يلي:
- تغيير مواقع الحقن: يُنصح باستخدام أجزاء مختلفة من الجسم لإجراء الحقن بها وفقًا لما ينصح به الطبيب.
- استخدام إبرة جديدة: يجب تغيير إبرة الحقن عند كلّ استخدام، وهذه تعد الطريقة الأفضل لتقليل الألم وضمان فعالية جرعة الإنسولين.
نصائح للحد من نسيان العلاج
نسيان تناول الإنسولين قد يؤثر بشكلٍ كبير في ضبط نسبة السكر في الدم، حيثُ يُمكن أن يؤدي نسيان حقنة واحدة فقط في الأسبوع إلى رفع مستوى الهيموغلوبين التراكمي بنسبةٍ قد تصِل إلى 0.5%، ولأجل ذلك ينصح باتباع بعض النّصائح للحدّ من نسيان جرعة الإنسولين، وفيما يلي بيان لأبرزها:
- ربط موعد جرعة الإنسولين بعادة يومية؛ مثل موعد تناول وجبة الإفطار أو موعد تنظيف الأسنان.
- وضع الإنسولين والمواد اللازمة للجرعة في مكانٍ مناسب تحت مرأى الشخص.
- تجنب التشتت والحرص على التركيز على عملية الحقن عند حلول موعد الجرعة، تجنّبًا لنسيان الجرعة بسبب الانشغال بأعمال أخرى.
- ضبط منبه للتذكير، أو كتابة تذكير على ورق الملاحظات اللاصقة في أماكن مرئية، أو قد يطلب الشخص من الآخرين تذكيره بالجرعة.
الهوامش:
(*) الحُماض الكيتوني السكري: إنتاج الجسم مستويات عالية من أنواع مُعينة من أحماض الدم التي يُطلق عليها الكيتونات، وتُمثل هذه الحالة أحد المُضاعفات الخطيرة لمرض السّكري التي تتطوّر نتيجة عدم قدرة الجسم على إنتاج كميةٍ كافيةٍ من الإنسولين.
(*) ظاهرة الفجر: ارتفاع مستويات سكر الدم لدى المُصابين بالسّكري بنسبٍ غير طبيعية في الصباح الباكر، وعادةً ما يحدث ذلك خلال الفترة ما بين الثانية والثامنة صباحًا.
فيديو عن سلسلة أنواع الإنسولين
يتحدث الفيديو عن سلسلة أنواع الإنسولين.