طرق إبداعية لتسميع القرآن
طرق إبداعية لتسميع القرآن
ينبغي على معلم القرآن الكريم أن يختار أفضل الوسائل والأساليب لإنجاح حلقة تحفيظ القرآن الكريم، مع دوام المتابعة والمراجعة لما تمّ إنجازه من قبل طلابه؛ وذلك يكون من خلال تسميع الآيات والسور القرآنية، وفيما يأتي نعرض بعض الطرق الإبداعية التي قد تعين المعلمين والمربين على تسميع الآيات المحفوظة، على نحوٍ نافع ماتع:
التكرار عشرون مرة
وذلك يكون بتكرار نصاب الحفظ من ِقبَلِ الطالب عشرين مرة؛ بحيث يتمّ توزيع هذه العدد بين المعلم نفسه، وبين الأهل، والزملاء المتقنين؛ فتتحصّل مشاركة الجميع لهذا الأجر والثواب، ويتحقق بذلك تمكين الحفظ، وعند الانتهاء من هذا التسميع بالوقت المحدد من المعلم -كأن يعطيهم لهذه المهمة أسبوعاً كاملاً-؛ يُكرّم الطالب الذي استطاع تسميع حفظه عشرين مرة.
السرد الجماعي
تتمثل طريقة السرد الجماعي بأن تقوم كل مجموعة من الطلاب بتسميع النصاب المقرر حفظه في بداية جلسة الحفظ بطريقة جماعية؛ وتظهر أهمية هذه الطريقة بتنشيط الطلاب، ورفع هممهم، وإعطاء الفرصة لغير التمكنين من تقويّة الحفظ وتثبيته.
البطاقات المرقمة
بتوزيع بطاقات مرقمة على الطلاب، بحيث تحتوي كل منها على موضعٍ من مواضع التسميع، ثمَّ يبدأ المعلم باختيار رقم عشوائي، ومن يكون بحوزته رقم البطاقة المختارة يقف أمام زملائه؛ حتى يقوم بتسميع النصاب المقرر في بطاقته، مع تتبع زملائه لسلامة حفظه؛ فيكون التقويم من الطلاب أنفسهم وبإشراف المعلم.
السبورة الصغيرة
يأخذ كل طالب سبورة صغيرة مكونة من ورق ملون داخل غلاف بلاستيكي؛ حتى يتمكن من الكتابة عليها بقلم خاص قابل للمسح، ثمَّ يكتب كل طالب مقطعاً قصيرة من آية كريمة؛ من نفس النصاب المقرر للحفظ، ثمّ يتمّ تبادل السبورات بين الطلاب حتى يُكتب كلٍ منهم المقطع الكامل للآية القرآنية، أو يُسمِّع المقطع المكتوب له أمام الجميع.
كما يمكن أن يوزع المعلم السبورات على الطلاب، ثم يبتدأ هو بقراءة آية قرآنية دون إكمالها، وبعدها يُتيح الوقت الكافي للطلاب لإكمال هذه الآية -من حفظهم المسبق- كتابةً على السبورة الصغيرة، وبعد ذلك يتم تبادل السبورات بين الطلاب للتصحيح والتصويب، وأثناء ذلك يتفقد المعلم سير العمل بالشكل الصحيح.
آية مع طالب
يبدأ المعلم في هذه الطريقة بقراءة أول آية قرآنية من مقرر الحفظ بشكل جهري، ثم يشير إلى أحد الطلاب بطريقة عشوائية ليقوم الطالب بتسميع الآية التي تليها، ثم يشير هذا الطالب إلى أيّ زميل آخر ليقرأ الآية التي تليها، وهكذا إلى أن يقرأ كل واحد من الطلاب آية قرآنية حتى نصاب الحفظ.
آية مع جماعة
وذلك بأن يقرأ الطالب آية من بداية النصاب، ثمَّ يقرأ بقية زملائه الآية التي تليها، بعد ذلك يقرأ طالب آخر آية أخرى ثم الجماعة حتى ينتهي الوجه أو مقرر النصاب؛ وليحرص المعلم على اختيار الطلبة المتقنين للحفظ وللتلاوة في البداية؛ لتشجيع بقيّة الطلاب على إتقان الحفظ والتلاوة .
التسميع حتى الخطأ
تتمثل طريقة التسميع حتى الخطأ؛ بأن يقرأ الطالب مقرر الحفظ أمام زملائه حتى يُخطئ؛ فإذا أخطأ انتقل الدور للشخص الذي يليه، وهكذا حتى ينتهي النصاب، وأفضل طالب يسمع المقرر دون أن يُخطئ يتمّ تكريمه وتعزيزه.
ألوان وأرقام
يقوم المعلم بتوزيع بطاقات فيها أرقام أو ألوان على التلاميذ، ويختار رقماً أو لوناً، والذي معه اللون أو الرقم يكون له دور التسميع، ويمكن كذلك توزيع بطاقات تحمل ذات اللون أو ذات الرقم، وعلى كل منها آية قرآنية من مقرر الحفظ؛ ويجب على الطلاب الذين يحملون ذات اللون أو ذات الرقم التجمع مع بعضهم البعض لترتيب الآيات القرآنية على النحو الصحيح.
التسميع بالمواضيع
بحيث يتمّ تقسيم الآيات القرآنية المقررة بحسب المواضيع؛ وبالتالي تسميع الآيات القرآنية بناءً على ذلك؛ فعلى سبيل المثال تقوم مجموعة من الطلاب بتسميع الآيات التي ذكر فيها نبي من الأنبياء، ومجموعة أخرى تقوم بتسميع الآيات التي تتحدث عن عبادة معينة.
ومجموعة ثالثة تقوم بتسميع الآيات التي تتحدث عن الجنة أو النار، وغير ذلك، وفي غالبية الأوقات تُستخدم هذه الطريقة إذا تطلب الأمر مراجعة أكثر من جزء أو أكثر من سورة.
تسميع القرآن الكريم
التسميع هو الوسيلة الفعالة والقوية لتثبيت المعلومات المحفوظة، وزيادة القدرة على تذكر الأمور لفترة زمنية أكبر، ويُقصد بتسميع القرآن الكريم: "أن يعرض الطالب ما حفظه من القرآن الكريم على معلمه؛ فيحدد الأستاذ مقطعاً من الآيات -طال أو قصر على حسب قدرة الطالب على الحفظ-، يطالب الدارس بحفظها في المنزل وفي الغد أو المجلس الآخر، يستمع المعلم إلى قراءة الطالب لهذه الآيات حفظاً".
وتعدّ هذه الطريقة من أكثر الطرق الأكثر انتشاراً وتمكيناً لحفظ القرآن الكريم، وتظهر فائدة تسميع آيات القرآن الكريم من خلال ما يأتي:
- تعاهد القرآن الكريم؛ وفي هذا تطبيق لوصية النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (تَعاهَدُوا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَصِّيًا -تفلتاً- مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها).
- التماس الفضل الوارد في تدارس القرآن الكريم؛ والمذكور في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
- التعاون على حفظ القرآن الكريم؛ فالمسلم يتقوى مع الجماعة، ويحثّه ذلك على دوام التسميع والمتابعة والمنافسة.
- مساعدة العوام على حفظ آيات القرآن الكريم؛ ممن لا يستطيعون القراءة ولا يُحسنونها؛ فسامعهم لتسميع الآيات القرآنية من الآخرين أدعى لحفظها، وترسيخها بشكل صحيح.
- تنبّه المسلم على مواضع الخطأ والخلل في حفظه؛ وهذا لا يكون إلا بالتسميع وعرض الحفظ على غيره.