ضغط الدم المرتفع وعلاجه بالأعشاب
هل يمكن علاج ضغط الدم المرتفع بالأعشاب
قد تساعد بعض الأعشاب على التخفيف من ارتفاع ضغط الدم، إلا أنَّ من الضروري توخي الحذر عند استخدام أيٍّ منها، فبعض الأعشاب قد تحتوي على مكوناتٍ غير مذكورةٍ على الملصقات التي توضّح المكونات والموضوعة خلف العلب، والتي قد تسبب تعارضاً مع الأدوية التي وصفها الطبيب، أو مع الأدوية التي لا تستلزم وصفةً طبية، ويجدر التنبيه إلى أهمية استشارة الطبيب قبل تناول أي نوعٍ من الأدوية التي تحتوي على الأعشاب، أو مستخلصات الأعشاب.
وتعدّ أفضل طريقةٍ للسيطرة على ضغط الدم المرتفع؛ استخدام الأدوية المناسبة التي وصفها الطبيب المختصّ، بالإضافة إلى اتباع نظامٍ غذائيٍ صحي، وممارسة التمارين الرياضيّة والنشاط البدني، والالتزام بأسلوب حياةٍ وسلوكياتٍ صحيّة.
أعشاب مفيدة لارتفاع ضغط الدم
نذكر فيما يأتي بعض الأعشاب التي تساعد في خفض ضغط الدم، مع التنبيه على أهميّة استشارة الطبيب قبل استخدام أيٍّ منها:
- الريحان: أشارت دراسةٌ نشرتها مجلة Hypertension Research عام 2010، والتي أجريت على فئرانٍ مصابة بارتفاع ضغط الدم، أنَّ استخدام الريحان قد ساعد في خفض ضغط الدم الانقباضي (القراءة العليا لضغط الدم)، والانبساطي (القراءة السفلى لضغط الدم) بحوالي 15-20 مليمتراً زئبقيّاً، ويجدر التنبيه إلى أنّ نتائج هذه الدراسة غير مؤكدة على البشر بعد.
- البقدونس: أشارت دراسةٌ نشرتها مجلة Journal of Ethnopharmacology عام 2019، والتي أجريت على فئرانٍ مصابةٍ بارتفاعٍ في ضغط الدّم، أنَّ مستخلص نبات البقدونس قد ساعد على خفْضِ مستويات ضغط الدم الانبساطي والنقباضي، وضغط الدم الشرياني؛ وذلك لاحتوائه على مركّباتٍ تساعد في توسعة الأوعية الدمويّة، ولكن ما زالت هناك حاجةٌ لإجراء دراساتٍ أخرى لمعرفة تأثير البقدونس في الضغط عند البشر.
- عشبة البراهمي: (اسمها العلمي: Bacopa monnieri)؛ أشارت دراسةٌ نشرتها مجلة Journal of Ethnopharmacology عام 2011، والتي أجريت على الفئران، أنَّ استخدام هذه العشبة قد ساعد على خفض ضغط الدم الانبساطي والانقباضي دون التأثير في نبض القلب؛ وذلك عن طريق إطلاق غاز أكسيد النتريك من البطانة الغشائية إلى الأوعية الدموية؛ إضافةً إلى تأثيرها على توازن أيونات الكالسيوم في خلايا العضلات الملساء للأوعية الدموية، كما أنَّ بعض المركّبات الموجودة في عشبة البراهمي قد تساعد على توسعة الأوعية الدموية أيضاً، ولكن ما زالت هناك حاجةٌ لإجراء دراساتٍ أخرى لتأكيد هذه النتائج على البشر.
- الثوم: أشار تحليلٌ شموليٌّ ضمّ أكثر من 12 تجربةً سريريّةً، ونُشر في مجلة Experimental and Therapeutic Medicine عام 2019، أنَّ مكمّلات الثوم الغذائية قد تساعد على خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، وقد ارتبط ذلك بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 16-40%.
- الزعتر: أشارت دراسةٌ نشرتها مجلة Acta poloniae pharmaceutica عام 2014، والتي أجريت على الفئران، أنَّ تناول مستخلص نبات الزعتر ساعد على خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، ومعدل ضربات القلب أيضاً، ولكن ما زالت هناك حاجةٌ لدراسات أخرى لمعرفة تأثير الزعتر في البشر .
- القرفة: أشار تحليلٌ شموليٌّ لنتائج 9 تجارب سريريّة؛ نُشر في مجلة Critical reviews in food science and nutrition عام 2020؛ إلى أنَّ مكمّلات القرفة ساعدت على خفض ضغط الدم الانبساطي والانقباضي.
- الزنجبيل: أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة Nutrition عام 2017، أنَّ تناول الزنجبيل يوميّاً كان مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما أشارت أيضاً إلى احتمالية أن يحتوي الزنجبيل على مركّباتٍ تساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة الأخرى مثل أمراض القلب والشرايين ، والسكّري، والسرطان، وارتفاع دهنيات الدم، وغيرها.
- الهيل: أشارت دراسةُ نشرتها مجلة Indian Journal of Biochemistry and Biophysics عام 2009، والتي ضمّت مرضى مصابين بارتفاع ضغط الدم من المرحلة الأولى، أنَّ تناول الهيل ساعد على خفض ضغط الدم عند من استهلكه من المشاركين، كما ساعد على تقليل خطر حدوث تجلّط الدم.
نصائح عامة للمصابين بارتفاع ضغط الدم
تعدّ أدوية ضغط الدم التي يصفها الطبيب الأكثر فعاليّةً لعلاج ارتفاع ضغط الدم، إلّا أنّه يجب اتباع بعض الممارسات للوقاية من ارتفاع ضغط الدم، ونذكر فيما يأتي بعض النصائح للمحافظة على ضغط الدم ضمن المستوى الطبيعي:
- اتباع نظام غذائيٍ مناسبٍ: إذ يُنصح باتّباع نظامٍ غذائيٍّ منخفض الصوديوم، ومنخفض الدهون المشبعة والكوليسترول، وغنيٍّ بالحبوب الكاملة والألياف، والفاكهة والخضار، ومنتجات الألبان قليلة الدسم؛ فقد يساعد ذلك على خفض ضغط الدم، ويُنصح باتبّاع حمية فرط ضغط الدم، أو ما يُعرف بحمية داش (بالإنجليزية: Dietary Approaches to Stop Hypertension)، واختصاراً DASH Diet).
- تقليل تناول الصوديوم: يوجد الصوديوم بشكلٍ أساسيٍ في ملح الطعام، وتوصي معظم الإرشادات التي تخُصّ مرض ارتفاع ضغط الدم بالتقليل من تناول الصوديوم؛ لتأثيره السلبيّ في صحّة القلب والشرايين، وتقدّر الكمية الموصى بها من الصوديوم بحوالي 2300 مليغرامٍ في اليوم، وللتقليل من كمية الصوديوم في النظام الغذائيّ؛ يُنصح بتجنّب تناول الأطعمة المصنّعة، والمعلّبات، ومكعّبات مرق الدجاج، والمخلّلات وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الملح.
- تجنّب تناول الكافيين: لا يزال تأثير تناول الكافيين في ضغط الدم غير واضحٍ؛ فهماك حاجةٌ لمزيدٍ من الأبحاث حول هذا الموضوع، إلّا أنه ينصح بتجنّب الكافيين للأشخاص المصابين بارتفاعٍ في ضغط الدم؛ حيث لوحظ أنّ تناول الكافيين يؤدّي إلى ارتفاعٍ في ضغط الدم بما يقارب 10 مليمتراتٍ زئبقيّةٍ لدى الأشخاص غير المعتادين على تناوله، بينما لم يُلاحظ تأثيرٌ للكافيين في الأشخاص الذين يتناولونه بكثرة.
- الإقلاع عن التدخين: إذ يسبب التدخين ارتفاع ضغط الدم؛ حيث تؤدي السيجارة الواحدة إلى رفع ضغط الدم لعدة قائق بعد التدخين، لذا فإنَّ التوقف عن التدخين يساهم في الحفاظ على مستوى ضغط الدم ضمن الحدّ الطبيعي، بينما يساهم الإقلاع عن التدخين في الوقاية من أمراض القلب والشرايين، وتحسين صحّة الجسم بشكلٍ عام.
- خسارة الوزن: يرتفع ضغط الدم عادةً بزيادة الوزن؛ وتزيد السُمنةُ خطرَ الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ويساهم فقدان كيلوغرامٍ واحدٍ من الوزن في تقليل ضغط الدم بمقدار مليمترٍ زئبقيٍّ واحد.
- ممارسة التمارين الرياضية: فالمحافظة على ممارسة التمارين الرياضيّة؛ وخاصّةً التمارين الهوائيّة، وزيادة النشاط البدني، قد تساهم في خفض ضغط الدم؛ وذلك لدورها في توسعة الأوعية الدمويّة وزيادة مرونتها، وبالتالي خفض ضغط الدم.
- تناول البروبيوتيك: (بالإنجليزية:Probiotic)، وهي البكتيريا النافعة الموجودة في الطعام، وقد لوحظ أنَّها قد تساعد على خفض ضغط الدم.
- تجنّب التعرض للضغط النفسي: فالتعرّض للتوتر والضغط النفسيّ لفتراتٍ طويلةٍ قد يسبب ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة للعديد من المشاكل الصحية الأخرى؛ لذا يُنصح بتجنّب مسببات التوتر ومحاولة الاسترخاء، وقد تساهم ممارسة اليوغا في الحفاظ على ضغط الدم ضمن المستوى الطبيعي.