صور الكذب في الإسلام
الكذب في الإسلام
يعد الكذب من الأخلاق السيئة المذمومة في الإسلام، لعظيم ضرره على الفرد والمجتمع، إلا أنه في حالات خاصة أباح الإسلام بعض صور الكذب عندما يكون ضرره أكثر من نفعه، وفي الآتي بيان صور الكذب في الإسلام.
صور الكذب في الإسلام
الكذب المحرم
الأصل في الكذب أنه محرم، بل هو من الكبائر ، وقد ورد التحذير منه في القرآن الكريم والسنة النبوية ومن النصوص التي تحذر من الكذب:
- قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾.
- وقوله تعالى: ﴿انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً﴾.
ومن الأحاديث النبوية التي تحذر من الكذب:
- قوله صلى الله عليه وسلم: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ).
- وقوله صلى الله عليه وسلم: (وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا).
وتختلف خطورة الكذب في بعض الحالات عن البعض الآخر، ومنه ما يعد كفراً ومنه ما يعد معصية وكبيرة تفصيل ذلك حسب ما يأتي:
- الكذب على الله: ويعد أخطر أنواع الكذب لما يتضمنه من عبث في الدين وزيادة أو إنقاص لشرع الله تعالى، قال عز جل: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ﴾، ومثال الكذب على الله تعالى من يدعي أن لله تعالى شريك، أو أن لله تعالى ولد، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
- الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من يكذب عليه، وتوعده بالنار، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)، لذا ذهب جمهور المحدثين إلى من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم بحديث واحد يكون فاسقاً ولا تقبل روايةُ من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم حتى وإن تاب وحسنت توبته.
- الكذب على الناس: وهو أقل درجة من الكذب على الله تعالى أو الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فهو كبيرة من الكبائر، يقول صلى الله عليه وسلم عن هذا النوع من الكذب: (وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ)، وقال صلى الله عليه وسلم محذراً من يتحدث بكل ما سمع، فقال صلى الله عليه وسلم: (كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ).
الكذب المباح
أباح الإسلام في حالات خاصة بعض صور الكذب، خاصة تلك التي تدفع الأذى والفتنة عن المجتمع، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (لا أعدُّه كاذبًا الرجلُ يصلحُ بين الناسِ يقولُ القولَ ولا يريدُ به إلا الإصلاحَ ، والرجلُ يقولُ في الحربِ ، والرجلُ يحدثُ امرأتَه ، والمرأةُ تحدثُ زوجَها)، وهي حسب ما يأتي:
- الكذب للإصلاح بين الناس: لقوله صلى الله عليه وسلم: (ليسَ الكَذَّابُ الذي يُصْلِحُ بيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أوْ يقولُ خَيْرًا). فالذي ينقل الخير بين المتخاصمين ويرقق القلوب حتى ولو بالكذب فهذا كذبه محمود ولا يعد آثماً.
- في الحرب: لأن الصدق مع العدو في الحرب قد يكون سبباً في انكشاف المسلمين وبيان ضعفهم، وكما أن الكذب على العدو يصح من باب الحرب النفسية التي تحمي بها أرواح المسلمين وبلادهم.
- في الحياة الزوجية: قد يكون بعض الكذب سبباً لدرء الفتنة عن الأسرة، وسبباً في استمرارها وتماسكها، فهذا النوع من الكذب الغرض منه المحافظة على الأسرة، لذا نفعُ هذا الكذب أكثر من ضرره.