سكان المغرب الأولون
المغرب
المغرب (رسميّاً: المملكة المغربيّة) هي دولة إسلاميّة ذات سيادة وطنيّة وهويّة مُوحّدة تشمل كافّة مُكوّنات مجتمعها، يُعدُّ نظام الحكم فيها ملكيّاً برلمانيّاً ودستوريّاً وديمقراطيّاً، وتعتمد الأمّة المغربيّة على دين الإسلام في تعزيز الرّوابط بينها، واللّغة العربيّة هي اللّغة الرسميّة. تعمل المملكة المغربيّة على توفير الحماية وضمان الحقوق لكافّة أفراد الشّعب المغربيّ في نطاق احترام القانون الذي يضمن منح الحريّات والمُساواة في كافّة المجالات الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة.
سكان المغرب الأولون
إنّ تاريخ وجود السُكّان في المغرب يعود إلى عصر الفينيقيّين الذين أسّسوا مُستعمراتهم التجاريّة على الأراضي الساحليّة للمغرب، وعندما أصبحت ضمن حكم الرومان انتشرت فيها المعالم الرومانيّة، أما الظّهور الأول للمُجتمعات الإنسانيّة يعود إلى الأمازيغ عندما هاجروا إلى المغرب في القرن الحادي عشر للميلاد، ولاحقاً وصل العرب المسلمون إلى الأراضي المغربيّة في عام 681م، وأصبح المُجتمع المغربيّ يُشكّل خليطاً بين السُكّان العرب والأمازيغ.
من السّهل التّمييز بين السُكّان في المغرب من العرب أو الأمازيغ؛ وذلك عن طريق التعرّف إلى اللّغة الخاصّة بهم، سواءً أكانت العربيّة أو الأمازيغية، وتُعتَبر كلّ منهما من اللّغات الرسميّة والوطنيّة في المغرب. يُصنّف العرب والأمازيغ أنّهما من أكبر الجماعات العرقيّة التي تعيش ضمن الأراضي المغربيّة، كما يوجد أقليّات من الزّنوج والأوروبيّين، كالإسبان والفرنسيين الذين يُشكّلون أعداداً مُتنوّعة من الكثافة السُكانيّة العامّة. يضمّ المجتمع المغربيّ مجموعاتٍ من المسيحيّين واليهود ، ويُشكّلون ما يُقارب 1% من السُكّان.
تختلف أنماط المعيشة في المجتمع المغربيّ، وتتنوّع أماكن السّكن في المناطق الريفيّة بسبب الاختلافات في طرق البناء والمناخ، ويعيش أغلب السُكّان في المناطق الجنوبيّة في منازل من الطّوب الجافّ، أمّا في الرّيف فيتمّ بناء البيوت من الحجارة والخشب، ويعيش سكان المدن المغربيّة في منازل صغيرة مُتجاورة، أو مبانٍ كبيرة كالمُجمّعات السكنيّة، وتُوفّر المغرب التّعليم مجّاناً للسُكّان من المرحلة الابتدائيّة إلى المرحلة الثانويّة، وتُستخدَم كلّ من اللّغتين العربيّة والفرنسيّة في كافّة المجالات التعليميّة. في العصر الحديث وصل العدد التقريبيّ لسُكّان المغرب إلى 37,275,287 نسمةً وفقاً لإحصاءات عام 2020م.
الاقتصاد
يعدّ إنتاج الفوسفات أكبر مساهم في الناتج المحليّ الإجماليّ للمغرب، فهو يشكّل نحو 95% من إنتاج المغرب، إذ تعدّ المغرب ثالث أكبر منتج للفوسفات، وأكبر مصدر للفوسفات الصخري في العالم، ولديها أكبر احتياطي من الفوسفات في العالم، كما يشمل قطاع التعدين إنتاج العديد من المعادن الصناعية والمعادن الأساسية مثل الفضة، والزنك، والكوبالت، وغيرها. وثاني أكبر مصدر للدخل في الدولة فيأتي من الحوالات الماليّة القادمة من المواطنين المغتربين، أمّا ثالث مصدر للدخل فيأتي من قطاع السياحة.
ومن القطاعات الاقتصاديّة المهمّة في المغرب قطاع الصناعة الذي يساهم بنحو 33% من الناتج الإجمالي المحليّ، وقطاع الخدمات بمساهمة 55%، وقطاع الزّراعة الذي يساهم بنحو 13%، فمن أهمّ المنتجات الزراعيّة الحمضيات والنبيذ بنسبة 80%، والخضار بنسبة 33%، ونحو 15% من الحبوب، كما يعدّ المغرب من أكبر منتجي ومصدري القنب في العالم.
الثقافة
تُعتبر الثّقافة السّائدة في المغرب خليطاً من الثقافات العربيّة، والأمازيغيّة، والأندلسيّة، والأوروبيّة، وتُعتبر ثقافة الأمازيغ هي أول ثقافة انتشرت في المجتمع المغربيّ بصفتهم السُكّان الأصليّين للمغرب، ومع وصول الثقافة العربيّة إلى الأراضي المغربيّة ساهمت في الدمج بينها وبين الثقافة الأمازيغيّة، وساعد في ذلك استقبال الأمازيغ للّغة العربيّة بسهولة مع إسلام العديد منهم، وعند انتهاء الحكم العربيّ الإسلاميّ لإسبانيا هاجر الكثير من العرب المسلمين واليهود إلى المغرب، ممّا أدى إلى انتشار الثّقافة الأندلسيّة بين السُكّان بشكل ملحوظ.
في القرن التاسع عشر للميلاد انتشرت الثّقافة الفرنسيّة بين الشّعب المغربيّ بالتزامن مع تأثير فرنسا على السّياسة العامّة في المغرب، وفي المناطق والدّول في شمال قارة أفريقيا، وقد ساهم انتشار اللغة الفرنسيّة بين السُكّان في تعزيز الأدب الفرنسيّ؛ فأصبح مع الوقت جزءاً من الثّقافة السائدة في المغرب، وما زال هذا التنوّع الثقافي مُؤثّراً على الحياة اليوميّة والتقاليد الاجتماعيّة عند الشّعب المغربيّ.
الجغرافيا
تتنوّع المناطق الجغرافيّة المنتشرة على الأراضي المغربيّة؛ إذ تحتوي على سلسلة جبال أطلس التي تُعتَبر من أشهر السلاسل الجبليّة في قارّة أفريقيا، كما تضمّ مجموعةً من النّطاقات الصحراويّة، وتطلّ على طول السواحل المغربيّة جبال الريف التي تُشرف على ساحل البحر المُتوسّط، أما في الجهة الشماليّة فتقع السهول الساحليّة القريبة من المُحيط الأطلسي، وتُشكّل المنطقة الغربيّة مجموعةً من المناطق الزراعيّة، وتُعتبر السهول الخضراء من المظاهر الجغرافيّة المُميّزة في المغرب، ومنها سهل تادلة وسهل الحوز.
المناخ
يُعتبر المناخ المُتوسطيّ التّابع للبحر المُتوسّط الغالب في الأراضي المغربيّة، يصل مُتوسّط هطول الأمطار سنويّاً في منطقة السّهول الساحليّة إلى 800 ملم، وتهطل كميّات كبيرة من الأمطار في المناطق الجبليّة بحوالي 2030 ملم تقريباً، وتتساقط الثلوج على ارتفاعات تصل إلى 2000م، كما تستمرّ كثافة التّساقط حتى نهاية فصل الرّبيع .
يصل مُتوسّط درجات الحرارة في المناطق الساحليّة في فصل الصيف بين 18 - 28 درجةً مئويّةً، أما في المناطق الداخليّة يصل إلى ما يُقارب 35 درجةً مئويّةً، وقد ترتفع درجات الحرارة إلى أكثر من 41 درجةً مئويّةً، ممّا يُؤدّي إلى حدوث ضرر ناتج عن جفاف الأراضي، أمّا في فصل الشتاء تتراوح درجات الحرارة بين 8 - 17 درجةً مئويّةً بعيداً عن المناطق الساحليّة، ولكن يُلاحَظ انخفاضها أحياناً إلى أقل من الدّرجة المئويّة للتجمّد.
المعالم السياحيّة
تحتوي المغرب على العديد من المناطق السياحيّة المشهورة، ومنها:
- القصر الصّغير: من المناطق الأثريّة القديمة في المغرب، وشهد تطوّراً ملحوظاً في عهد الحكم الإسلاميّ، لكن سيطرت الجيوش البرتغاليّة على الموقع الجغرافيّ الخاص به، واستمر وجود البرتغاليّين في القصر إلى ما يُقارب 90 سنةً، وتمّ اكتشاف موقعه والمناطق المُحيطة به من خلال بعثة أثريّة أمريكيّة عام 1972م.
- مدينة أغمات: مدينة أثريّة من أهمّ المدن الإسلاميّة في المغرب، ومع مرور الوقت تعرّضت أغلب معالمها للتّدمير، ولم يبقَ منها إلا بعض القنوات المائيّة والمساكن والأسوار.