صلاة تحية المسجد
حكم صلاة تحية المسجد
يُسنّ للمسلم إذا دخل المسجد أن يُصلّي ركعتي تحيّة المسجد ، وتُعدّ ركعتي تحيّة المسجد سنّة عند جمهور العلماء لكلّ من دخل مسجداً إلّا المسجد الحرام، والدّليل في مشروعيّة هذه الصّلاة ما رواه أبو هريرة -رضيَ الله عنه-: (إذا دخل أحدُكم المسجِدَ، فلا يجلِسْ حتى يركَعَ ركعتينِ)، وما رواه جابر بن عبد الله -رضيَ الله عنه-: (جَاءَ سُلَيْكٌ الغَطَفَانِيُّ يَومَ الجُمُعَةِ، وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فَقالَ له: يا سُلَيْكُ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا)، وتعدّ ركعتي تحيّة المسجد من آداب دخول المسجد التي تعبّر عن مكانة المسجد وتعظيمه، ويبدأ بها المسلم طاعاته عند دخوله المسجد.
أحكام متعلقة بصلاة تحية المسجد
شروط صلاة تحية المسجد
يُشترط لصلاة تحيّة المسجد مجموعة من الشّروط، بيانها فيما يأتي:
- الدّخول للمسجد؛ سواء أكان دخولاً للجلوس في المسجد أم مروراً منه، وهذا الشّرط اعتمده الجمهور بخلاف المالكيّة؛ والذين قالوا أنّ المارّ من المسجد لا تطلب منه تحيّة المسجد.
- دخول المسجد على وضوء.
- دخول المسجد قبل خروج الإمام للخطبة في الصّلوات المتضمِّنة خطبة؛ كالعيد، والجمعة، ولا يُشترط ذلك عند الشافعيّة، والحنابلة الذين قالوا أنّه إذا دخل والخطيب يخطب ولم يجلس مكانه بعد فإنّه يسن له صلاة ركعتين، لكن إن جلس فلا يؤدّيهما.
- دخول المسجد في غير ذات الوقت الذي بدأ الإمام فيه بالجماعة لصلاة الفرض، أمّا إن كانت الجماعة لغير صلاة الفرض جازت له صلاة التحيّة.
- دخول المسجد في غير الأوقات المنهيّ عن صلاة النّافلة فيها، مثل وقت شروق الشّمس، وما بعد صلاة العصر، وهو شرط عند الجمهور، وخالفهم فيه الشافعيّة الذي اعتبر أن صلاة التحيّة ذات سبب، وبناءً على ذلك فإنّه يجوز أداؤها في وقت الكراهة.
كيفية صلاة تحية المسجد
تحيّة المسجد وجه من وجوه تعظيم المسجد ، والمسجد هو بيت الله -تعالى-، وعليه فإنّ تحيّة المسجد هي تعظيم لله -تعالى-، وينوي بها المسلم التقرّب إلى الله -تعالى-، ويجوز أن يجمع نيّتها مع نيّة أداء أيّ صلاة من صلوات النّوافل باستثناء صلاة الجنازة، وهي ركعتين يؤدّيهما المسلم عند دخوله المسجد قبل أن يفعل أيّ شيء، وقبل أن يُسلّم على المسلمين إلّا إن خاف من الفتنة، وإن كان في المسجد النبويّ يؤديهما قبل السّلام على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
وإن وافق دخول المسلم إلى المسجد إقامة صلاة الجماعة مع الإمام فلا يُصلّي تحيّة المسجد عند الجمهور باستثناء المالكيّة؛ إذ إنهم فصّلوا في مرتبة الصّلاة المُقامة إن كانت نافلة أم فرض، فإن كانت نافلة فإنّه يُصلّي صلاة التحيّة، وإن كانت صلاة فرض فلا، ولا تُؤدى صلاة تحية المسجد عند كلٍّ من الحنفيّة والمالكيّة إن دخل المسلم والإمام يخطب، لأنّ ذلك ينافي قول الله -تعالى-: (فَاستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا)، ولأنه لا يجوز ترك الفرض لأداء السنّة، بينما ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنَّه يصليهما وإن كان الإمام يخطب لكن بشكل موجز وسريع.