صفة سجود الشكر
كيفية أداء سجود الشكر
سجود الشّكر يُشبه السجود في الصلاة، غير أنّ هناك العديد من الأمور المتعلّقة بأدائه من حيث مكان أدائه، والطهارة له، وما يُقال فيه، وسيتمّ توضيح هذه الأمور فيما يأتي:
ما يفعله المسلم في سجود الشكر
يكون سجود الشكر خارج الصلاة، ولا يجوز أداؤه في الصلاة، وإذا أراد المسلم أن يسجد للشكر فإنه يستقبل القِبلة، ثمّ يكبّر، ثمّ يسجد سجدة الشكر، ويكون السجود على الأعضاء السبعة، وهي سجدة واحدة، فيُسبّح فيها ويحمد الله، ثمّ يكبّر ويرفع من السجود، ويُسلّم دون قول التشهّد، ويُجزئ لسجود الشّكر تسليمة واحدة عن اليمين.
مسألة الطهارة لسجود الشكر
تعدّدت آراء العلماء في وجوب الطهارة عند تأدية سجود الشكر، وبيان أقوالهم فيما يأتي:
- القول الأول: عدم اشتراط الطهارة لسجود الشكر
يرى بعض العلماء عدم وجوب الطهارة لصحّة سجود الشكر ، فإذا جاء للمسلم خبرٌ مُفرح وهو على غير طهارة فله أن يؤدي سجود الشكر مباشرة ولو كان غير طاهر، وعلّل الفقهاء هذا الرأي بأن السجود ليس من جنس الصلاة في هذه الحالة، ولم يقصد المرء من فعله أداء فرض.
وهو هنا أشبه بالتسبيح وذكر الله -عز وجل-، وكما هو معلوم فإنّ الذكر عبادة لا تتطلب الطهارة، واستدلوا أيضاً على سكوت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أمر الطهارة لسجود الشكر، فلو كانت واجبةً لبيّن ذلك وأمر به، وفي تأخير سجود الشّكر لحين الطهارة تضييعٌ للمعنى الذي شُرعت من أجله.
- القول الثاني: اشتراط الطهارة لسجود الشكر
ذهب علماء آخرون إلى القول بوجوب الطهارة لسجود الشكر؛ لأنه في العادة يكون ركناً من أركان الصلاة ، وبالتالي ينطبق عليه ما ينطبق على الصلاة تماماً، فيجب لصحّته الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر.
ما يُقال في سجود الشّكر
لا يجب في سجود الشكر ذكرٌ معيّن، بل يقول المسلم فيه ما يقوله في سجوده للصلاة من الدعاء والذّكر، أو ما يُناسب المقام من الاستغفار و الثناء على الله وحمده وشكره، ولا بدّ أن يقول في سجوده للشكر: "سبحان ربي الأعلى" ولو مرّة واحدة، فإذا قالها ثلاثاً فهو الأفضل، ثمّ يشكر الله ويدعوه.
تعريف سجود الشكر ومشروعيّته
سجود الشكر هو سجودٌ يشبه السجود في الصلوات الخمس، يؤدّيه المسلم حمداً وشكراً لله -عزّ وجلّ- عند حصول أمرٍ يفرحه ويتمنّاه، سواء أكان هذا المراد نعمة؛ كأن يرزقه الله ولداً بعد عقم، أو كان المراد دفعاً لنقمة؛ كأن يشفيه الله من المرض، فهو في جميع الأحوال مرتبط بالفرج ودفع البلاء.
وسجود الشكر مستحب عند جمهور العلماء، وممّا يدلّ على مشروعيته ما جاء عن نفيع بن الحارث -رضي الله عنه-، حيث قال عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (كانَ إذا أتاهُ أمرٌ يسرُّهُ أو بُشِّرَ بِه خرَّ ساجدًا شُكرًا للَّهِ -تبارَك وتعالى-).
وقال كعب بن مالك -رضي الله عنه- في قصة توبته: (فبَيْنا أنا جالسٌ على الحالِ التي ذَكَر اللهُ؛ قد ضاقتْ عليَّ نفْسي، وضاقتْ عليَّ الأرضُ بما رَحُبتْ، سمعتُ صوتَ صارخٍ، أَوْفَى على جبلِ سَلْعٍ بأَعْلى صوتِه: يا كعبُ بنَ مالكٍ، أَبْشِر، قال: فخررتُ ساجدًا، وعرفتُ أنْ قد جاء فرَجٌ ...).