ما هي هرمونات السعادة
السعادة
السعادة مصطلح واسع جداً، يشمل المشاعر الإيجابية، والمتعة، والرضى، والقناعة بالحياة، واستناداً إلى الدراسات الحديثة تَبين أنّ شعور الإنسان بالسعادة لن يجعله يشعر بشعور أفضل تجاه الحياة فحسب، بل سيمتدّ ليترك تأثيرات إيجابية في جسم الإنسان وصحته، كما أنّ الأشخاص السُعداء يميلون إلى الالتزام بنظام حياة صحي ورياضي ، والجدير بالذكر أنَّ الشعور بالسعادة يُحسن عادات النوم التي من شأنها تعزيز التركيز والإنتاجية والحفاظ على وزن صحي للإنسان.
هرمونات السعادة
يتمتع دماغ الإنسان بخاصية الإنتاج الذاتي للنواقل العصبية الكيمائية التي تحوَّل الأهداف والأحداث التي يمر بها الإنسان في الحياة إلى متعة وشعور بالسعادة، وهنالك عدد كبير من الهرمونات والنواقل العصبية المرتبطة بالسعادة، نذكر منها ما يلي:
- السيروتونين: (بالإنجليزية: Serotonin) وهو الهرمون المسؤول عن الثقة بالنفس الذي يجعل الإنسان أقل حساسية عندما يتعرض للرفض، ويجعله يشعر بالقيمة الذاتية؛ أي أنّهُ شخص ذو قيمة وأهمية، وهذا الشعور هو جزء من الشعور بالسعادة، ومن الجدير بالذكر أنّ السيروتونين يزداد إنتاجه في جسم الإنسان عندما يُنجز شيئاً ما، ويشعر بالفخر بذلك، فينتج الجسم تغذية راجعة تعزز هذا الإنجاز وتَبني الثقة بالنفس، مما يجعل الإنسان دائم الحاجة لهذا الهرمون.
- الدوبامين: (بالإنجليزية: Dopamine) وهو المركب المسؤول عن الشعور بالمكافأة، يُفرز هرمون الدوبامين بعد أي تصرف أو عمل يُنجزه الإنسان ويشعر بعده باللذة والرضا مكافأة لما أنجزه.
- الإندروفين: (بالإنجليزية: Endorphin) وهو الهرمون المسؤول عن القضاء على الألم، فجزء من سعادة الإنسان يرتبط بعدم الشعور بالألم، ويُمثل الإندروفين المورفينَ الطبيعي الذي يصنعه جسم الإنسان، إذ يشبه في تركيبه المواد الأفيونية (بالإنجليزية: Opiates) التي تشترك معه في خاصية تسكين الآلام ، ومن الجدير بالذكر أنَّ الجسم يُنتج الإندروفين أيضاً أثناء الجماع وخلال القيام بمجهود جسدي شاق.
طرق زيادة هرمون السيروتونين
يُعدّ هرمون السيروتونين من أهم هرمونات السعادة بالإضافة إلى تأثيره في مزاج وتصرفات الإنسان، ويرتبط بالشعور الجيد والعيش لمدة طويلة، وفيما يلي بيان لأهم الأطعمة والطرق التي تساعد على تعزيز هرمون السيروتونين في جسم الإنسان:
- ممارسة التمارين الرياضية: أثبتت الدراسات أنَّ ممارسة الرياضة بانتظام لها تأثير مُضاد للاكتئاب.
- التعرض لأشعة الشمس: العلاج بالضوء هو علاج شائع لحالات الاكتئاب الموسمي، إذ تُشير الدراسات إلى وجود علاقة مُباشرة بين التعرض للشمس ومستوى هرمون السيروتونين بالجسم.
- التفكير بإيجابية: تُشير الأبحاث إلى أنّ مواجهة صراعات الحياة اليومية والتعاملات الشخصية بتفكير إيجابي يُعزز مستوى هرمون السيروتونين في الجسم.
- الحفاظ على البكتيريا النافعة في المعدة: من خلال تناول الغذاء الغني بالألياف الذي يُغذي البكتيريا النافعة في المعدة، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّها تلعب دوراً مهماً في زيادة مستوى هرمون السيروتونين من خلال التأثير في الاتصال العصبي الذي يصل بين الدماغ والمعدة .
- الحصول على جلسة تدليك: (بالإنجليزية: Massage) فالحصول على جلسات تدليك للجسم يُساعد على تعزيز هرمون السيروتونين، وتنصح بعض الدراسات النساء الحوامل اللَّواتي يُعانينَّ من اكتئاب الحمل بجلسات التدليك؛ فقد وجدت إحدى الدراسات أنّ الحوامل المصابات بالاكتئاب واللاتي خضعن لجلسات التدليك بشكل منتظم قد ازداد مستوى هرمون السيروتونين لديهنّ بنسبة 30%.
- استرجاع ذكريات اللحظات السعيدة في الحياة: تذكُّر اللحظات والأوقات السعيدة عن طريق محادثة أصدقاء أو رؤية الصور أو قراءة دفتر المذكرات كل هذه الطرق تساعد على استعادة المشاعر السعيدة في ذلك الوقت، الأمر الذي بدوره يزيد من إنتاج السيروتونين ويجعل الإنسان يشعر بشعور أفضل من ذي قبل.
أطعمة تزيد هرمون السيروتونين
يُصنّع الجسم السيروتونين من مادة التربتوفان، ولذلك يمكن للفرد أن يتناول بعض الأغذية الغنية بمركب التربتوفان لزيادة مستوى السيروتونين في الجسم والشعور بالسعادة، وفيما يلي بيان لبعض الأغذية الغنية بالتربتوفان:
- البيض: البروتين الموجود في البيض وخاصة صفار البيض يزيد بشكل كبير من نسبة مركب التربتوفان في بلازما الدم، وبالتالي يزيد من إنتاج هرمون السيروتونين.
- الجبن: إذ يُعدّ الجبن مصدراً رئيسياً لمركب التربتوفان أيضاً.
- التوفو: إذ يُعتبر التوفو أحد منتجات الصويا الغنية بمركب التربتوفان.
- السلمون: سمك السلمون أيضاً غني بمركب التربتوفان، ويمكن تناول السلمون المُدخن مع البيض والحليب كوجبة شهية وصحية.
- المكسرات والبذور: تناول المكسرات والبذور أياً كان نوعها فهي جميعها تحتوي على مركب التربتوفان.
- الديك الرومي: الديك الرومي مليء بشكل رئيسي بمركب التربتوفان ولذلك بعض الأشخاص يأخذون قيلولة بعد تناولهم للديك الرومي.
عادات السعادة
مفهوم السعادة والرضا بالحياة متغير من شخص لآخر، بغض النظر لمفهوم الإنسان الشخصي للسعادة هنالك عادات تشحن الإنسان بالطاقة الإيجابية والتفاؤل، ولكنّها تحتاج لممارسة والتزام وصبر لتصبح عادة، وتُحدث التأثير المطلوب، وفيما يلي بيان لبعض منها.
- الابتسام: فالابتسام يعزّز إفراز الدماغ لمركب الدوبامين، والذي بدوره يعمل على تعزيز الشعور بالسعادة .
- الحصول على وقت كافٍ من النوم: فالشخص البالغ يحتاج في العادة إلى 7-8 ساعات نوم يومياً ليكون بصحة جسدية ونفسية جيدة، وحتى يعمل الدماغ كما يجب.
- الشكر والامتنان: إذ إنّ تعداد الإنسان للحاجات التي هو ممتن من أجلها حتى ولو كانت بسيطة لهُ دور كبير في تعزيز المزاج الجيد.
- المدح: فاللطف، ومدح الأشخاص الآخرين، وتقديم الإطراء لهم، يساعد الشخص على الشعور بالرضى ويُعزز الشعور بالسعادة.
- التنفس بعمق: فالتنفس بشكل عميق يساعد الإنسان على الاسترخاء.
- الاعتراف بالشعور بالحزن: التفكير بإيجابية أمر جيد جداً، لكنّ الأحداث السيئة التي تحدُث في الحياة يجب عدم تجاهُلها وتمثيل السعادة، بل فهمها وإدراك أنّها جزء من الحياة لمساعدة الشخص على تجاوزها والشفاء منها.
- الالتقاء بالأصدقاء: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ووجود صديق يجعل الإنسان أكثر سعادة.
- الابتعاد عن الهاتف المحمول: إغلاق الهاتف المحمول وجميع الأجهزة الالكترونية على الأقل مرة واحدة أسبوعياً، ومحاولة قراءة كتاب أو المشي أو التواصل مع الآخرين أو مع النفس.
- الاستمتاع بالطبيعة: قضاء 30 دقيقة أسبوعياً في مكان أخضر يساعد على خفض ضغط الدم ومشاعر الاكتئاب .