متى تتحقق الرؤيا
متى تتحقق الرؤيا ؟
لا تلزم الرؤيا حتى تكون حقيقة أن تتحقّق في ذات الوقت الذي يراها فيه صاحبها، فقد تتحقّق بعد أعوام عديدة ومرور زمان كثير على رؤيتها، وقد تتحقّق بعد فترة بسيطة من الزمن، ولا مقياس في ذلك.
وفي رؤيا يوسف -عليه السّلام- في قول الله -تعالى-: (إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ)، ثمّ بعد سنوات طويلة قال: (قالَ يا أَبَتِ هـذا تَأويلُ رُؤيايَ مِن قَبلُ قَد جَعَلَها رَبّي حَقًّا)، ممّا يدل على أنّها لم تتحقّق في الحال.
وقد رأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في منامه أنّه يدخل وأصحابه مكة المكرمة فاتحين معتمرين، فأخبر أصحابه بما رأى ثمّ خرجوا عام الحديبية إلى مكّة المكرمة لأداء العمرة ، فصدّتهم قريش وعادوا إلى المدينة بشرط أن يرجعوا في العام المقبل.
ولما أراد النبي أن يعود قال له عمر: "ألم تخبرنا يا رسول الله أننا سندخل المسجد الحرام؟ فقال له رسول الله: نعم، ولك لم أخبركم أنّه سيكون في هذا العام"، ثمّ عادوا في العام المقبل، وحينها تحققت رؤيا رسول الله، قال -تعالى-: (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّـهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ).
علامات قد تدل على اقتراب تحقق الرؤيا
وردت مجموعة من النصوص في السنة النبوية الشريفة تدلّ على صلاح الرؤيا، نذكر منها ما يأتي:
- التواطؤ على الرؤيا
والمقصود به اتّفاق مجمعة من الناس على مضمون الرؤيا، ولو اختلف منها بعض التفاصيل لكن الأساس واحد.
- كونها من المبشرات
فالرؤيا الصالحة يكون مضمونها متضمّناً بشرى بالثواب أو بالعقاب، فقد روى أبو هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إلَّا المُبَشِّراتُ. قالوا: وما المُبَشِّراتُ؟ قالَ: الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ).
- رؤيتها من قبل من عرف عنهم التقوى والصلاح
فإنّ هذه الفئة من الناس يكون تسلّط الشيطان عليهم أخفّ من غيرهم، ولما هو معهود منهم الصدق، فإنّ ذلك أدعى لأن تكون رؤياهم صادقة، ولما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وأَصْدَقُكُمْ رُؤْيا أصْدَقُكُمْ حَدِيثًا).
- الرؤيا عند اقتراب الزمان
فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيا المُؤْمِنِ).
آداب عند الرؤيا تُعين على تحققها
ورد في السنّة عن رسول الله آداب الرؤيا الصالحة ، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا رَأَى أحَدُكُمْ رُؤْيا يُحِبُّها، فإنَّما هي مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها)، وعليه فإن آداب الرؤيا الصالحة هي:
- حمد الله -سبحانه وتعالى- عليها.
- الاستبشار بها.
- الحديث بها أمام من يحب من رآها من الناس.
وإذا رأى المسلم ما يكره، فقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (وإذَا رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّهَا، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، ولْيَتْفِلْ ثَلَاثًا، ولَا يُحَدِّثْ بهَا أحَدًا؛ فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ)، وعليه فإن من رأى ؤويا مكروهة فمن آدابها:
- الاستعاذة بالله من الشيطان ممّا يكون فيها من شرّ.
- التفل عن اليسار ثلاث مرات.
- تغيير الجنب الذي كان الرائي نائماً عليه.
- الصّلاة ؛ لما فيها من الالتجاء إلى الله والعصمة به.
- أن لا يحدّث بها أحداً من الناس.