ما هو غسيل القولون
اضطرابات الجهاز الهضمي
يبلغ طول الجهاز الهضمي في الإنسان أكثر من ستة أمتار، ويتكوّن من أجزاء مختلفة منها المعدة، والأمعاء الدقيقة، والقولون، ويتمثل الدور الأساسي للمعدة والأمعاء الدقيقة بتحطيم الطعام وامتصاصه، إذ تمتص ما نسبته 95% من العناصر الغذائية المتاحة، أمّا القولون فيتمثل دوره في امتصاص ما تبقى من الماء والمواد الغذائية بعد خروج الطعام من الأمعاء الدقيقة ، كما يعمل القولون على تحويل الفضلات إلى مركبات آمنة عن طريق معادلة الأحماض والإنزيمات الهضمية لكي تمر من الجسم دون التسبّب في أيّ ضرر، وبالإضافة إلى ذلك تعمل البكتيريا الموجودة في القولون على إنتاج الفيتامينات الأساسية، مثل البيوتين وفيتامين K، وتُخمِّر النفايات، وتُنتِج حوالي 1.7 لترٍ من الغاز يومياً. يستغرق وقت العبور الطبيعي للطعام خلال الأمعاء حوالي 24 ساعة، ولذلك يمكن أن يُخرج بعض الأشخاص الفضلات نتيجة تحريك الأمعاء مرة واحدة في اليوم، وتجدر الإشارة إلى أنّ من الممكن حدوث بعض الاضطرابات إذا كان وقت العبور سريعاً جداً، ممّا يسبّب الإسهال ، أو بطيئاً جداً، ممّا يسبّب الإمساك أو الانتفاخ، ويُعزى سبب هذه المشاكل إلى سوء التغذية، أو المرض، أو العدوى، بالإضافة إلى اتباع نمط حياة غير صحي مثل عدم ممارسة الرياضة وتناول الطعام بشكل غير المنتظم.
غسيل القولون
يتم غسيل القولون بعدة طرق منها المعالجة المائية للقولون أو ريّ القولون (بالإنجليزية: Colon irrigation) وهي عملية يتمّ فيها شطف القولون بشكل لطيف باستخدام كميات كبيرة من الماء الدافئ تصل أحياناً إلى حوالي ستين لتراً، بالإضافة إلى مواد أخرى مثل الأعشاب والقهوة ، لإزالة البراز، والغاز، والمخاط ممّا يسمح بامتصاص العناصر الغذائية الحيوية بسهولة أكبر، وقد تُستخدم كميات قليلة من الماء وتُترك في القولون لفترة قصيرة قبل إزالتها في بعض الحالات. كما يطلق مصطلح غسيل القولون على العملية التي يتم خلالها تناول الأدوية عن طريق الفم أو الشرج لتنظيف القولون من الفضلات. ويُستخدم غسيل القولون عادةً كتحضير للإجراءات الطبية مثل تنظير القولون (بالإنجليزية: Colonoscopy)، كما أنّ بعض ممارسي الطب البديل يستخدمون غسيل القولون لأغراض أخرى، مثل إزالة السموم (بالإنجليزية: Detoxification).
أنواع غسيل القولون
تتضمن أنواع غسيل القولون ما يلي:
- غسيل القولون باستخدام الأدوية والمكملات: يتمّ تناول بعض الأدوية والمكملات الغذائية المستخدمة لغسيل القولون عن طريق الفم، أو استخدامها عن طريق المستقيم ، وفي كلتا الحالتين، تساعد هذه العلاجات على طرد محتويات القولون، ومن الأمثلة على ذلك الحقن الشرجية، والمليّنات، وشاي الأعشاب، والإنزيمات، والمغنيسيوم.
- ريّ القولون: (بالإنجليزية: Colon irrigation) تتضمن هذه العملية ضخ الماء باستخدام مضخة ذات ضغط منخفض أو خزان قائم على الجاذبية، عبر أنبوب صغير يتمّ إدخاله في المستقيم، وبعد أن يصبح الماء داخل القولون، يقوم المعالج بتدليك البطن، ثم يقوم المريض بإخراج الماء كما هو الحال في حركة الأمعاء العادية، وقد تستمر الجلسة لمدة ساعة، وقد يحتاج المريض إلى تكرار هذه العملية، ومن الممكن أن يستخدم المعالج الإنزيمات، والأعشاب، والقهوة، والبروبيوتيك مع الماء، بالإضافة إلى أنّه قد يستخدم مجموعة متنوعة من ضغوطات المياه ودرجات الحرارة.
أهمية غسيل القولون
يعتقد أنصار غسيل القولون أنّ السموم في الجهاز الهضمي يمكن أن تسبّب مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية مثل التهاب المفاصل ، والحساسية، والربو ، ويعتقدون أيضاً أنّ غسيل القولون يحسن الصحة عن طريق إزالة السموم، وزيادة الطاقة، وتعزيز جهاز المناعة، ويدّعون أنّ غسيل القولون يحسّن القدرة العقلية، ويساعد على خسارة الوزن، والتقليل من خطر سرطان القولون ، إلا أنّه لا يوجد دليل على أنّ غسيل القولون ينتج هذه التأثيرات، حيث إنّ الجسم يستطيع تطهير نفسه بنفسه من خلال العديد من العمليات، ومنها ما يلي:
- تستطيع البكتيريا الطبيعية في القولون أن تقوم بإزالة السموم من مخلّفات الطعام.
- يقوم الكبد بمعادلة السموم في الجسم.
- تمنع الأغشية المخاطية في القولون المواد غير المرغوب فيها من دخول الدم والأنسجة.
- تجدّد بطانة الأمعاء نفسها بشكلٍ أسرع من أيّ نسيج آخر في الجسم، مما يمنع تراكم المواد الضارة.
- زيادة عدد مرات الإخراج يومياً لا يحسن من فقدان الوزن ، وذلك لأنّ الجسم يمتصّ معظم السعرات الحرارية قبل أن تصل إلى الأمعاء الغليظة.
مضاعفات غسيل القولون
هناك بعض الآثار الجانبية المحتملة لغسيل القولون، ومنها ما يلي:
- المعاناة من التقيؤ، والغثيان، والتشنجات.
- الإصابة بالدوخة والجفاف.
- اختلال توازن المعادن.
- التأثير في امتصاص الأدوية في يوم الإجراء نفسه.
- التسبّب بثقب في الأمعاء (بالإنجليزية: Bowel perforation).
- الإصابة بالعدوى.
- استنزاف بكتيريا الأمعاء الطبيعية المفيدة.
- حدوث تفاعل تحسسي (بالإنجليزية: Allergic reaction) بسبب إضافة المعالِج مواد أخرى إلى الماء أثناء ريّ القولون.
وتجدر الإشارة إلى أنّ احتمالية الإصابة بالآثار الجانبية تزداد إذا كان الشخص يعاني من الْتِهابُ الرَّتوج (بالإنجليزية: Diverticulitis)، أو التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis)، أو مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn's disease)، أو البواسير الشديدة، أو الأورام في المستقيم أو القولون، أو أمراض القلب، أو أمراض الكلى، أو في حال خضوعه لأجراء جراحي في الأمعاء حديثاً.
نصائح مهمة
إذا قرر الشخص تجربة غسيل القولون، فينبغي أخذ الاحتياطات التالية:
- التحدث إلى مقدمي الخدمات الطبية عن الأدوية والأمراض مثل أمراض الكلى أو القلب التي يعاني منها الشخص.
- التأكد من أنّ مقدم الرعاية الصحية يستخدم معدات يمكن التخلص منها، ولم يتم استخدامها من قِبَل أشخاص آخرين.
- الحصول على قائمة بالمكونات العشبية وغيرها من المنتجات المستخدمة لغسيل القولون، إذ إنّ بعض المكونات يمكن أن تسبّب مشاكل صحية.
- شرب الكثير من السوائل أثناء عملية غسيل القولون لتجنّب الإصابة بالجفاف.