صفات حمزة بن عبد المطلب
صفات حمزة بن عبد المطلّب رضي الله عنه
تحلّى حمزة -رضي الله عنه- بصفات عدة، نذكر منها ما يأتي:
- قبل الإسلام كان مشهورًا ومعروفًا بالقوة والشجاعة
وازداد شجاعةً وقوةً بإسلامه -رضي الله عنه-، وقويت شوكة الإسلام والمسلمين به؛ فقد كان البطل الشجاع القوي، صاحب النّخوة والرجولة، شديد الحكمة والحنكة، ومضى في الإسلام مجاهدًا في سبيل الله، ومناصرًا لرسوله -صلى الله عليه وسلّم-، وقد كان المظلومون المستضعفون ينتصرون به، والمشركون يرهبون منه ويخافونه.
- جرأته في قول الحق
ثمّ بعد إسلامه تفرّد في الغزوات التي شارك بها قبل استشهاده، ففي غزوة أُحُد أدّى أداءً قويًّا عظيمًا فقد قتل وحده من المشركين واحدًا وثلاثين رجلًا، وهو يزأر ويقول: "أنا أسد الله أنا ابن عبد المطّلب".
- كان مثالًا عظيماً بالتضحيات المباركة
وفعل الطاعات، ونصرة العقيدة الإسلامية، ومساندة المسلمين وتقديم الخير لهم؛ حتى ضحّى بروحه في سبيل نشر دين الله، والدفاع عن رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
- كان قائدًا ماهرًا فذًّا
موهوبًا صاحب علم وتجربة واسعة، ومديرًا ذا حنكة عظيمة؛ فلهذا السّبب أعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- قيادة أول لواء لأول سريّة في الإسلام ؛ حيث أغار بها على قافلة لقريش كانت تحمل ثلاثمئة رجل.
- كان ذا قرارٍ قويمٍ سليمٍ سريع البديهة وصاحب إرادةٍ قوية، قادرًا على تحمّل المسؤولية بأكملها.
- كان يصل أرحامه ويفعل الخيرات
حيث شهد له النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بذلك؛ عندما وقف عند جثمانه بعد استشهاده بغزوة أُحد -رضوان الله عليه-، فقد ورد أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وقفَ علَى حمزةَ حينَ استُشْهِدَ فنظرَ إلى أمرٍ لم ينظُر إلى أمرٍ قطُّ أوجعَ لقَلبِهِ منهُ؛ فقالَ: (يرحَمُكَ اللَّهُ إن كُنتَ وصولاً للرَّحِمِ، فعولاً للخيراتِ).
- كان يقينه بالله عاليًا واثقًا من إيمانه وقوّته، ثابتًا على مبدئه.
- سيّد الشهداء
فحين استُشهد يوم أُحد صلّى عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سبعين صلاة.وهكذا انتقل سيّد الشهداء أسد الله وأسد رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى جنان النّعيم؛ ليحيا بها بإذن ربّه -سبحانه- الذي اصطفاه؛ لينصر دينه وليموت في سبيله.
التعريف بالصّحابيّ الجليل حمزة بن عبد المطلب
هو حمزة بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، يكنّى بأبي عمارة، ويُلقب بأسد الله وأسد رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهو عمّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخوه من الرّضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب.
وهما قريبان من جهة الأمّ، فأمُّ حمزة -رضي الله عنه- هي هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة، بنتُ عمّ آمنة بنت وهب بن عبد مناف أمّ النبيّ -صلّى اللَّه عليه وسلّم-، وكانا قريبان بالسنّ من بعضهما.
قصة إسلام حمزة بن عبد المطلب
جاء في كتب السيرة النبوية الحديث عن قصة إسلام حمزة -رضي الله عنه- بصورة غير مباشرة ولا مقصودة؛ فجاء فيها: "كان السبب في إسلام حمزة أن أبا جهل مرّ برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عند الصفا فآذاه وشتمه، ونال منه بعض ما يكره، فلم يكلمه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكانت هناك مولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها تسمع ذلك".
"ثم انصرف عنه، فعمد إلى ناد من قريش، فجلس معهم، فلم يلبث حمزة أن أقبل متوشحاً قوسه راجعاً من قنص له- وكان صاحب قنص يرميه، ويخرج له- وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، وكان إذا فعل ذلك لم يمر على ناد من قريش إلا وقف وسلم، وتحدث معهم، وكان أعزّ فتى في قريش، وأشدهم شكيمة، فلما مرّ بالمولاة قالت له: يا أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد".
وأخبرته الجارية بما جرى، فما كان منه إلا أن توجه إلى أبي جهل ، "فشجّه شجة منكرة، ثم قال له: أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟!، فردّ علي ذلك إن استطعت، فقام رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل، فقال لهم: دعوا أبا عمارة؛ فإني والله قد سببت ابن أخيه سباً قبيحاً"، وهنا بدأ يفكر حمزة بما قال بعد عودته إلى منزله، وسأل الله الهداية فكان له ذلك، وأعلن إسلامه.