صفات الشخص المزاجي
صفات الشخص المزاجي
هناك حدوداً معروفة للمزاجية الطبيعية ويجب التفريق بينها وبين تغيرات المزاج الحادة، فتغير المزاج والانغماس بشعور معين أو أكثر لمدة 15-90 ثانية فقط ثمّ زوال هذه المشاعر بعد الإحساس بها بشكل كاف يُعتبر مزاجية، أما إذا زادت المدة الزمنية عن ذلك أو تملّكت هذه المشاعر من الإنسان بشكل قوي فلا يمكن اعتبارها عرضاً طبيعياً، وبشكل عام هناك العديد من الصفات التي تجمع معظم الأشخاص المزاجيين معاً، ومنها ما يلي:
تغير المشاعر
حيث تتبدل مشاعر الشخص المزاجي بين المعنويات المنخفضة والتي يعبر عنها من خلال مشاعر التعاسة، وخيبة الأمل، والعناد، والكئابة، والعبوس، وإظهار الاستياء أو عدم الرضا، والمعنويات المرتفعة والتي تدل عليها السعادة والبهجة وغيرها.
الاهتمام بالمشاعر
يقوم الشخص المزاجي بالاهتمام بمشاعره إلى حد جعلها من الأولويات في الكثير من الأحيان، وقد يظهر عند التعامل مع الآخرين أنه يهتم بمشاعره على حساب مشاعرهم، وكأنه يحاول جلب الأضواء نحوه في كل موقف، ويجد كثير ممن يتعاملون معه أنفسهم يهتمون بردود أفعاله وفيما يُفكّر، إلا أنه في المقابل لا يُلقي اهتماماً كبيراً لما يشعرون أو يفكرون في أغلب الأحيان.
التصرف حسب المشاعر
عادةً ما يقوم الشخص المزاجي بالتصرف حسب مشاعره فإن كان سعيداً وهادئاً يتعامل بلطف مع الآخرين ويسهل الوجود حوله، إما إن كانت مزاجه معكّراً ومشاعره سلبية قد يقوم بالتصرف بطريقة لا تتناسب مع الموقف أو مسيئة وبالتالي يصعب على الآخرين التعامل معه.
الحساسية
يتميز الشخص المزاجي بكونه حساساً أكثر من الآخرين لما يجري حوله، حيث تتطور مشاعره بشكل قوي نتيجة أحداث أو أشياء صغيرة تحدث حوله ويؤدي ذلك إلى انفعاله وتغيير مشاعره دون سبب ظاهر للناس، فعلى سبيل المثال يمكن لموقف بسيط في بداية اليوم التأثير على مزاجه لفترة طويلة، ويمكن النظر إلى حساسية الشخص المزاجي على أنها صفة مميزة كونه يشعر في أغلب الأحيان بأقل المؤشرات التي تدل على وجود خطأ وحاجته للتعديل، لذا يمكن استغلال ذلك بشكل جيد عند التدرب على التعبير عن هذه المشاعر للآخرين بصورة واضحة ومنطقية.
اللوم
قد يلجأ الشخص المزاجي إلى لوم من حوله إذا ما شعر بشعور سلبي ، ومن المهم الانتباه إلى أنّه قد يستخدم هذا الأسلوب لصرف الانتباه عن سبب الغضب والاستياء أو تغير مشاعره المفاجئ، وقد تتطور تصرفاته إلى نوع من أنواع النرجسية والتحكم بالآخرين، لذا يُنصح بعدم تقبل اللوم الناتج عن الشخص المزاجي، أو محاولة إرضائه فقط دون صرف انتباهه إلى أفعاله وكيفية تعامله مع مشاعره وتوعيته نحوها.
كيفية التعامل مع الشخص المزاجي
يفضل استخدام أساليب التعاطف والتفهم وإيلاء الاهتمام للشخص المزاجي، ومن الجيد التحدث معه مباشرة والتعبير عن الاستياء نتيجة مزاجه المتقلب، ولكن إذا لم يبدي الشخص الاهتمام والنية للتحسين يمكن إعادة النظر في العلاقة؛ لأنه يجب التذكر بأن العلاقات الصحية مبنية على مبدء الأخذ والعطاء بشكل متساوٍ فإن كان الشخص المزاجي هو أحد أفراد العائلة أو صديق مقرب فيمكن اتباع الخطوات التالية معه:
- الحرص على الأخذ بعد العطاء: يجب أن يعتاد الشخص المزاجي أن يُعطي مقابل ما يحصل عليه ممن حوله من الاهتمام والوقت والتفهم، وذلك من خلال إصرار الطرف المقابل على ذلك، فمن غير الصحي أن يتم تفهم ومراعاة الشخص المزاجي دائماً؛ لأن ذلك قد يشجعه على زيادة مزاجيته ويُعلّمه إمكانية حصوله على ما يريد من خلال المزاجية.
- عدم الاستياء: إن التعامل مع أشخاص مزاجيين ليس سهلاً فقد يضطر من حولهم إلى مراجعة أنفسهم ومراقبتها حتى لا يتصرفوا بطريقة مسببة لإزعاجهم، لكن من الجيد تذكر أن مزاجية الشخص ناتجة عن شخصيته وليس عن أفعال من حوله، لذا يُنصح بالتوقف عن الشعور بالذنب كلما غضب أو استاء الشخص المزاجي.
- التساؤل عن سبب مشاعره: يمكن تنبيه الشخص المزاجي إلى حالته من خلال سؤاله مباشرة عن سبب مزاجيته، وجعله يُبرر موقفه بدلاً من مداراته ومحاولة التخفيف من استيائه أو غضبه فذلك يُساعد في التركيز على مزاجيته أكثر والتقليل من تأثيرها على من حوله.
- استشارة الطبيب: يُنصح باستشارة الطبيب عندما:
- يمكث الشخص وقتاً طويلاً في حالاته الشعورية، فقد تدل المزاجية الشديدة التي تستمر لفترة طويلة على وجود اضطرابات نفسية.
- يقوم الشخص المزاجي بأفعال خارجة عن السيطرة، حيث يجب ملاحظة الأفعال التي يقوم بها عندما يمر بتقلباته المزاجية فإن كان مثلاً يصرف الكثير من النقود عند الشعور بالسعادة الغامرة، أو يقوم بالصراخ فيمن حوله عند الشعور بالانزعاج ، أو الرغبة في دخول عراك مع الآخرين.
- من الجيد الأخذ بعين الاعتبار رأي الأشخاص الذين يعيشون مع الشخص المزاجي وإن كانوا يعبرون عن شكواهم وشعورهم بالأذى نتيجة تقلباته المزاجية، وذلك في حال تأثر علاقاته الاجتماعية بالطريقة السلبية.
- عندما يتكرر تغير المزاج من عمق شعور معين إلى شعور آخر بعيد عنه بصورة حادة، مثل أن يكون الشخص مرتاحاً وسعيداً ثم ينزل إلى أعماق بئر من الحزن الشديد دون سبب واضح.
- عند وجود صعوبة في النوم ، حيث يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى تغير حاد في المزاج.
- عندما تتأثر حياة الشخص المهنية نتيجة تغير مزاجه، أو واجه عدم الرغبة بالاستيقاظ أو القيام من السرير بشكل متكرر.
المزاجية
يمكن تعريف المزاج على أنّه الحالة النفسية أو الشعور السائد الذي يعيشه الشخص، ومن الطبيعي أن يتغير مزاج الإنسان خلال اليوم من حالة إلى أخرى ويُطلق عليه حينها المزاجية، وهنالك العديد من العوامل التي تؤثر على مزاج الفرد والتي تتسبب في تغييره، ويجب الانتباه إلى أن المزاجية الشديدة والمتغيرة بصورة سريعة قد تعتبر عارضاً مرضياً ويُنصج جينها بمراجعة الطبيب، أما المزاجية المعتدلة فيعتبرها بعض الناس صفة جذابة في الشخصية.