صفات الرجال في الإسلام
مفهوم الرجولة في الإسلام
يختلف مفهوم الرجولة في الإسلام عن مفهوم الذكورة؛ فمفهوم الرجولة ينطبق على الذكور الذين تتوفر فيهم صفات معينة، وفق معاييرٍ محددة، وهي كلمة تطلق في مقام المدح والتفخيم؛ فكل رجل هو ذكر، لكن ليس كل ذكر رجل.
بينما يشير مفهوم الذكورة إلى الجنس الذي يخلق عليه الإنسان؛ منذ أن يكون جنيناً في بطن أمه إلى حين خروجه إلى الحياة وليداً فهي صفة تشريحية؛ قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا).وسنتحدث في هذا المقال عن أبرز صفات الرجولة في الإسلام.
صفات الرجال في الإسلام
صدق العهد مع الله
من صفات الرجال في الإسلام صدق العهد مع الله ؛ فإذا عاهدوا الله على أمر التزموا وأفوا به، ومن الأمثلة على هؤلاء الرجال أصحاب بيعة الرضوان؛ وهم الصحابة الذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة بيعة الرضوان، حيث تعاهدوا على أن يقاتلوا حتى الموت والشهادة، وألا يفروا.
كما كان لسان حالهم ومقالهم يردد عبارة تؤكد على صدق عهودهم مع الله؛ حينما كان يقول أحدهم وهو مقبلٌ على المعركة: لئن لقيت الأعداء غداً لأرينّ الله ما أصنع، قال -تعالى-: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
عدم الانشغال بالدنيا
من صفات الرجال في الإسلام أنهم لا تشغلهم الدنيا، ولا ملاهيها ومتاعها الزائل عن الذكر والعبادة ؛ فقلوبهم معلقة بالمساجد، وألسنتهم تلهج دائماً بذكر الله تعالى، وإذا سمعوا النداء سارعوا بالاستجابة إليه تاركين الدنيا وعرضها الزائل.
ولم تشغلهم تجارتهم وأموالهم عما أوجبه الله عليهم؛ قال -تعالى-: (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).
حب الطهارة
مدح الله -عز وجل- في كتابه العزيز رجال الأنصار بسبب حبهم للطهارة؛ فلم يكونوا يكتفون عند الاستنجاء باستخدام الحجارة فقط، بل كانوا يتبعونها بالماء في تأكيد على طهارتهم من الخبث؛ قال -تعالى-: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ).
الإعانة على الخير
والمعروف والفضيلة؛ فالرجال يعينون الرسل والأنبياء في دعوتهم، ويقفون معهم، يؤازرونهم، وينصرونهم، ويحشدون الناس حولهم، ويكونون عوناً لهم في هداية الناس ونصيحتهم، وقد ظهرت هذه الصفة جليّة في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ الذين وقفوا معه في أصعب مراحل دعوته، وتحملوا الأذى والمشقة والصّد في سبيل رفع راية الإسلام ، والتمكين لدين الله في الأرض.
ولقد قصّ علينا القرآن الكريم قصة الرجل الذي أتى قومه ينصحهم نصيحةً صادقة، معيناً الرسل والأنبياء في دعوتهم؛ قال -تعالى-: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ* اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ).
القوامة
قال -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، وقضية قوامة الرجل على المرأة ليست قضية إهانة كرامة كما يُصوّر بعض الناس؛ إنما هي مقام تكليف واختصاص؛ فالرجل هو القيّم على أسرته وبيته، ويسعى لتأمين الاحتياجات، ويواجه صعوبة الكسب؛ وتأمين الحياة الكريمة لهذا اختصّ الله الرجال في الإسلام بالقوامة.