صفات أسماء ذات النطاقين
صفات أسماء ذات النطاقين
كرمها وجودها
إن من أبرز الصفات التي كانت تُعرف بها السيّدة أسماء -رضي الله عنها- هي الكرم والجود وشدة السخاء، فقد كانت من أكثر النساء تصدقًا وإنفاقًا، حتى إن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- كان يقول: "مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ"، بل إنها كانت دائمًا ما توصي أهلها وتحثّهم على كثرة الإنفاق في أوجه الخير.
ورعها وتقواها وعلمها
رضي الله عنها شديدة الورع والتقوى حتى بعد كِبر سنّها ومرضها وفقدانها للبصر، وكانت تعينها امرأة على أداء الصلاة وترشدها كيف تؤديها، وكان لها معرفة في تفسير الرؤى والأحلام، فقد تعلّمت ذلك من أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وتعلّم منها سعيد بن المسيب -رحمه الله- ذلك.
ومما يدل على ورعها وحرصها على طاعة الله أن أمها لم تكن قد أسلمت، فجاءت تزورها ذات يوم، وقد قدّمت لها بعض الهدايا، فخشيت أن تستقبلها أو تُدخلها بيتها؛ لأنها لم تكن مسلمة، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأَذِن لها أن تبرّها، فأنزل الله -تعالى- قوله في سورة الممتحنة: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ...).
شجاعتها
عُرفت -رضي الله عنها- أيضًا بالشجاعة و الصبر على الشدائد ، فقد وقفت أمام الحجاج بن يوسف الثقفي عندما قتل ابنها عبد الله وقالت له: "أَمَا آنَ لِلرَّاكِبِ أَنْ يَنْزِلَ"، ومن شجاعتها أيضًا أنها اتخذت خنجرًا لتواجه به اللصوص عندما كثروا في المدينة المنورة.
التعريف بأسماء ذات النطاقين
هي أسماء بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان القرشي التيمي، وهي أخت أم المؤمنين عائشة لأبيها، وقد كانت أكبر منها سنًا، وهي شقيقة عبد الله بن أبي بكر -رضي الله عنهم جميعًا-، تزوجت من الصحابي الجليل الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، وكانت -رضي الله عنها- من السابقين إلى الإسلام.
وهاجرت من مكة إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير، فولدته قرب المدينة المنورة في قباء، فكان من أوائل من وُلدوا بعد الهجرة، وكانت آخر من توفي من الصحابيات من المهاجرين، فقد عاشت مئة عام وتوفيت سنة ثلاث وسبعين للهجرة، وقد روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمانية وخمسين حديثًا.
سبب تسمية أسماء بذات النطاقين
كانت أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- تُلقَّب بذات النطاقين؛ وذلك لأنها عند هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة مع أبيها أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وإقامتهما في غار ثور ، كانت توصل لهما الطعام والشراب طول تلك المدة، فلم تجد ما تربط به الطعام والشراب لتحمله لهما، فقامت بشق نطاقها وربطت الطعام به، والنطاق هو حزام يشدّ به الوسط أو إزار تلبسه المرأة تشدّه على وسطها.