صفات آكل الربا
صفات آكل الربا
إن آكل الربا لا يقوم يوم البعث من قبره إلا كالمجنون ومن ذلك قول الله -تعالى-: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، ويكون ماله لا بركة ولا خير فيه ومن ذلك قال -تعالى-: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ).
ومن صفات آكل الربا أنه ظالم لنفسه ولمن حوله، ومحارب لله -سبحانه وتعالى- ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ* فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ).
وإن آكل الربا من صفاته أنه فاعل للكبيرة ومن ذلك أن ما رواه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَعَنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقالَ: هُمْ سَوَاءٌ)، فمن استحق اللعن والطرد من رحمة الله يُعد أنه قام بكبيرة.
وأيضاً من صفات آكل الربا أنه شخصاً لا يتصف بصفة الرحمة فلا يتعاون مع المسلمين بل يكون همه جمع المال ولا يتسامح مع المسلمين بل هو شخص جشع يحب المال، ويتكاسل عن العمل الحلال فيجمع المال عن طريق العمل في الربا.
ما هو الربا
الربا أصله الزيادة، ربا الشيء، إذا زاد الشيء، قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ)،أي ارتفعت وعلت، ومعنى الربا في الشرع هو اسم للزيادة على أصل المال من غير بيع، والربا حرمه الله -سبحانه وتعالى- وورد ذلك في القرآن الكريم ومنه قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا).
أنواع الربا
للربا عدد من الأنواع منها؛ ربا الفضل وهو أن يكون مثل الدينار بدينارين، صاع التمر بصاعين وصاع الأرز بصاعين أرز، وصاع الحنطة بصاعين من الحنطة وهكذا، والنوع الآخر من أنواع الربا هو ربا النسيئة وهو أن يبيع الذهب بالفضة وأن يبيع الشعير بالأرز وعدم التقابض في نفس المجلس.
عقوبة الربا وآثاره على الفرد والمجتمع
الربا له عدّة سلبيات تؤثر على الفرد والمجتمع ومنها ما يسبب العداوة بين الناس والكراهية والبغضاء، وتعطيل الإنتاج والعمل وزيادة نسبة الفقر والبطالة، والربا هو من أعظم الكبائر والذنوب فهو من السبع الموبقات التي أخبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن ذلك ما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه-.
وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ)..