صحة حديث (خيركم خيركم لأهله)
صحة حديث (خيركم خيركم لأهله)
حثّنا الإسلام على السماحة و حسن الخلق مع الأهل ومن هم حولنا، ومن الأحاديث التي نصّت على ذلك حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
وجاء هذا الحديث في سنن الترمذي -رحمه الله-، فعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي، وَإِذَا مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ)، وخلاصة الحكم عليه أنه صحيح، وهو من الأحاديث التي وردت في بر الأهل والإحسان إليهم.
شرح الحديث
إنّ من غايات الشريعة الإسلامية وأهدافها تحقيق الانسجام بين الناس والتّحاب والتوادّ بينهم، وفي هذا الحديث توجيه عظيم لحب الأساس الأول والملجأ الآمن؛ حبّ الأهل، فالكثير من الناس يكون حَسن الخلق مع من هم حوله في العمل والدراسة، ويكون بالمقابل مقصّرا مع أهل منزله، فبدأ -عليه الصلاة والسلام- بالحثّ على البدء بالأهل، وهم الأوْلى، ليعلم الناس منهج الأوْلى فالأوْلى.
ويكون الإنسان أفضل محبّ مع أهله، وخير مربٍّ لهم بحسن خلقه وطيب تعامله، أما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وأنا خيركم لأهلي)، ليكون قدوةً للمسلمين في ذلك، فيبين لهم أنه قبل أن يأمر بذلك فهو خير الناس مع أهله، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وإذا مات صاحبكم فدعوه)، أي اتركوا ذكر من مات من مسلمي ومؤمني أصحابكم بسوء ما صنعوا، فمصيرهم صار إلى الله -عز وجل-.
مواقف من حياة النبي في الإحسان لأهله
كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خير الناس مع أهله، ويظهر ذلك من خلال العديد من المواقف، منها:
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخدم نفسه ويُعين أهل بيته على أعمالهم، قالت عائشة -رضي الله عنها- حين سُئلت عن صنع النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أهله: (كانَ في مِهْنَةِ أهْلِهِ..).
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حسن التعامل مع خادمه أنس بن مالك -رضي الله عنه-، فلم يعب عليه -صلى الله عليه وسلم- فعلاً، ولم يزجره أبداً، وقال أنس بن مالك عن تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- معه: (وَلَا عَابَ عَلَيَّ شيئًا قَطُّ).
- كان -عليه الصلاة والسلام- يمازح زوجاته ويداعبهن ويعطف عليهن ويحدثهن بالحنان والود.
- كان -عليه الصلاة والسلام- إذا صعد الحسن والحسين على ظهره في صلاته أطال سجوده لطفاً بهما وعطفاً عليهما.