صحة حديث (احفظ لسانك)
صحة الحديث
صححّ الإمام الألباني -رحمه الله- حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (احفَظْ لسانَك ثَكَلَتْك أمُّك يا معاذُ وهل يَكبُّ الناسَ على وجوهِهم إلا ألسنتُهم؟)، والحديث أخرجه الألباني في الجامع الصحيح، وفي روايةٍ أخرى حسنةٍ أخرجها الترمذي في سننه عن عقبة بن عامرٍ -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (احفظْ لسانَك ولْيسعْكَ بيتُك وابكِ على خطيئتِك).
معاني مفردات الحديث
- ثَكَلَتْك: فقدتك.
- يَكبُّ: يُلقي ويطرح.
المعنى الإجمالي للحديث
حثّ الإسلام على التخلق بالأخلاق الحسنة ، ورتّب على ذلك الأجر العظيم في الآخرة فضلاً على آثارها الإيجابية في الدنيا، وفي المقابل دعا إلى تجنّب سوء الأخلاق وذميمها، ويرشد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث إلى ضرورة حفظ اللسان وتجنّب لغو الكلام وفُحشه، وذلك حينما سأله معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن محاسبة الله للإنسان عمّا يصدر منه من كلامٍ، فأخبره النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ ما يصدر من كلامٍٍ سيءٍ قد يكون سبباً من أسباب دخول جهنّم، وقوله: "ثَكَلَتْك أمُّك يا معاذُ" ليس على سبيل الدعاء؛ وإنّما المراد بيان شدّة التحذير من آفة اللسان وعواقبه؛ فإنّ كثرة الكلام في غير طاعة الله وفيما يغضبه -عزّ وجلّ- في الدنيا سببٌ للحرمان من الجنة والتنعّم بنعيمها في الحياة الآخرة.
ما يُستفاد من الحديث
دلّ الحديث على جملةٍ من الفوائد والمعاني والإشارات، يُذكر منها:
- التحذير من آفة اللسان وسوء الكلام.
- الحثّ على ضرورة تجنّب لغو الكلام وفحشه، والتكلّم فيما يُرضي الله -تعالى-.
- كثرة الكلام بما لا يُرضي الله -تعالى- قد يكون سبباً في الوقوع في الفتن والمعاصي المهلكة في الدنيا والآخرة.
أحاديث أخرى في أهمية حفظ اللسان
وردت العديد من الأحاديث الصحيحة التي تحثّ على حفظ اللسان، منها:
- أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ).
- ورد عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إذا أصبح ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ الِّلسانَ فتقول: اتَّقِ اللهَ فينا، فإنما نحن بك، فإن استقَمتَ استقَمْنا، وإن اعوَجَجْتَ اعْوجَجْنا).
- ورد عن سفيان بن عبد الله الثقفي -رضي الله عنه- أنّه قال: (يا رسولَ اللَّهِ حدِّثني بأمرٍ أعتصمُ بِهِ، قالَ: قُلْ: ربِّيَ اللَّهُ ، ثمَّ استَقِم قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما أَكْثرُ ما تخافُ عليَّ؟ فأخذَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، بلِسانِ نَفسِهِ، ثمَّ قالَ: هذا).