شعراء البرامكة في العصر العباسي الأول
شعراء البرامكة في العصر العباسي الأول
اشتهرت بعض الأسماء من الشعراء في العصر العباسي على أنها من شعراء البرامكة، ذلك لأنهم امتدحوهم بالإضافة إلى الخلفاء العباسيين، ومن أشهر شعراء البرامكة ما يأتي:
أبان بن عبد الحميد
وهو أبان بن عبد الحميد اللاحقي الرقاشي، من أهل البصرة أتى بغداد، وامتدح البرامكة وخص منهم الفضل بن يحيى البرمكي، كما اتصل من خلالهم بهارون الرشيد، فكان من شعرائه ومداحه، كثيرًا ما كان يتهاجى مع الشاعر أبي نواس وكثيرًا ما هجاه أبو نواس بشعره، ومن أبرز ما قاله فيه:
قدر الرقاشيّ مضروب بها المثل
- في كل شيء خلا النيران تُبتذلُ
تشكو إلى قدر جاراتٍ إذا التقتا
- اليوم لي سنة ما مسني بللُ
ابن مناذر
هو محمد بن مناذر اليربوعي الصبيري، ولد في عدن اليمنية وهو من أبرز شعراء العصر العباسي الأول، امتدح البرامكة كثيرًا في بداية حياته، كما امتدح هارون الرشيد وكان شعر المديح بالنسبة له عملًا تكسبيًا تقرب فيه من الخليفة ومن البرامكة الذين تولوا مناصب كبيرة في أيام خلافة هارون الرشيد، جمعت حياته ما بين المجون والزهد وهذا ما ذكره في أشعاره.
استقر في أواخر حياته في مكة المكرمة وعاش فيها تائبًا عما سلف له من معاصٍ وزلات، وجمع ديوانه بما حواه من شعر ماجن وزاهد، كان يميل في كتابة شعره إلى الطريقة العربية التقليدية، كما كان متقنًا ومجيدًا ونحويًا مميزًا.
مسلم بن الوليد
وهو مسلم بن الوليد الأنصاري ويكنى بأبي الوليد، لقب بصريع الغواني وذلك لقوله الأبيات الآتية:
هل العيش إلا أن أروح مع الصِبا
- وأغدو صريع الكأس والأعين النُجُل
ولد مسلم بن الوليد في الكوفة عام 140هـ، وفيها اطلع على أهم المعارف والآداب السابقة، ونظم الشعر منذ بداياته، عُرف عنه المجون ومعاقرته للخمر والتغزل بالنساء، مدح العديد من الخلفاء والأمراء أهمهم الرشيد والمأمون، كما امتدح البرامكة كثيرًا، وبلغ ما بلغ من جاه ومال وقرب من الخلفاء والسلطة.
يعدّ مسلم بن الوليد من أوائل من أدخلوا البديع في الشعر العربي، تميز شعره بالمرونة والخفة إضافة إلى لغته العربية القوية لقربه من البادية واطلاعه على الشعر العربي القديم.
أشجع السلمي
أشجع بن عمرو السلمي ولد عام 195هـ، في اليمامة، حيث تزوج أبوه من أمه هناك، وبعد وفاة أبيه قدمت به أمه إلى البصرة تطلب ميراثه من أبيه فأنكروا نسبه، حتى بلغ واشتد عوده وصار شعره مفخرة لأهله اعترفت به قيس واحتفت به، كما كان مقربًا من البرامكة وامتدحهم، ومنهم توصل إلى المنصور وامتدحه ثم الرشيد، وقد أعجب به وقربه منه، وهكذا ترزق السلمي من شعره في امتداح البرامكة والخلفاء العباسيين حتى بلغ أوج الغنى والجاه.