شعراء الأندلس في وصف الطبيعة
شعراء الأندلس في وصف الطبيعية
من شعراء الأندلس في وصف الطبيعة ما يأتي:
ابن خفاجة الأندلسي
هو إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الهواري الأندلسي، شاعر غلب على شعره وصف الطبيعة ووصف الرياض، ولد سنة 450هـ وهو من أهل جزيرة شقر شرقي الأندلس، وتعد شقر موطن ولادته ونشأته ولها دور كبير في تكوين شخصيته، وتعد المكان الذي عزز نزعته الأدبية وساعد في إطلاق العنان لخياله الشعري.
وهو من أكبر شعراء الأندلس ، إذ إنه يتمتع بمقدرة فنية في وصف الطبيعة الأندلسية ومن الجدير بالذكر أن موطنه أي شقر كانت رمزًا للجمال؛ لغزارة أشجارها وكثرة أزهارها، فتغنَّى برياحينها وهام بأفيائها، وأصبحت طبيعة الأندلس مصدر إلهام لابن خفاجة، ووصف ابن خفاجة بـ (جنَّان الأندلس) و (صنوبري الأندلس) وسارت بأشعاره الركبان وراح أهل الأندلس يرددونها على ألسنتهم، وخاصة قوله:
- يَا أَهــــلَ أَندَلُــــسٍ لِلَّــهِ دَرُّكُـــمُ
- مــــاءٌ وَظِلٌّ وَأَنهارٌ وَأَشجارُ
- مـا جَنَّــةُ الخُـلدِ إِلّا في دِيارِكُــــمُ
- وَلَـــو تَخَيَّرتُ هَذا كُنتُ أَختارُ
- لا تَختَشوا بَعدَ ذا أَن تَدخُلوا سَقراً
- فَلَيسَ تُدخَلُ بَعدَ الجَنَّةِ النارُ.
ابن زيدون
هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، عربي يعود نسبه إلى بني مخزوم قبيلة خالد بن الوليد، ولد في قرطبة عام 394هـ، كان أبوه صاحب مكانة رفيعة فقد كان قاضيًا وجيهًا، غزير المعرفة في العلم والأدب مما جعل ابن زيدون يميل إلى التعلم.
ومما ساهم في ميل ابن زيدون إلى العلم والأدب نشأته في قرطبة؛ فهي منبع العلوم و الأدب في الأندلس ، فحفظ كثيرًا من آثار الأدباء وأخبارهم وأمثال العرب وحوادثهم، ومسائل اللغة فصار علمًا من أعلام العلم والأدب في قرطبة ونتيجة لهذا كله حظي بشهرة واسعة في المجالس الأدبية والاجتماعية.
انعكس ذكاؤه وحكمته على علاقاته مع الناس منذ صغره، وفي شبابه تولدت في داخله رغبة جامحة في الدخول بعالم السياسية، فأسهم ابن زيدون في تأسيس دولة بني جهور بقرطبة، حيث اشترك في ثورة أبي الحزم بن جهور على آخر خلفاء بني أمية لقلب الحكم، فمنحه ذلك مكانة كبيرة عند ابن جهور وهو أحد ملوك الطوائف في الأندلس، إذ جعل ابن زيدون كاتبه ووزيره.
ابن رشيق القيرواني
هو أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني ولد في المغرب عام 390هـ، ثم انتقل بعد ذلك إلى القيروان عام 406هـ، كان أبوه يعمل صائغًا في المحمدية وتعلم ابن رشيق الأدب والشعر في هذا المكان وقد كان أبوه مملوكاً رومياً، ثم رحل إلى القيروان ومدح حاكمها ونظم له قصائد نالت إعجابه.
كانت هذه القصائد سببا في تقوية علاقة ابن رشيق بحاكم القيروان، ثم عرف رئيس ديوان إنشاء القيروان أبي الحسن علي بن أبي الرجال وقام بمدحه فولاه ديوان الكتابة المتصلة بالجيش، وأقام بالقيروان إلى أن فتحها العرب، ثم رحل بعد ذلك إلى جزيرة صقلية وأقام بمدينة مازر حتى توفي.