شعراء الأندلس في الغزل
شعراء الأندلس في الغزل
من شعراء الأندلس في الغزل كل من الآتي:
أبو الفضل الميكالي
هو عبيد الله بن أحمد بن علي الميكالي، كاتب وشاعر تنوعت مواضيعه الشعرية، فنجده يكتب قصائد رومانسية ، وقصائد دينية، وقصائد تاريخية، وقصائد عن الأصدقاء، وعن الفراق.
تتميز قصائده بقصرها فقلما نجد له قصائد ذات أبيات طويلة، أي لا نجد له قصيدة تتكون من أكثر من 15 بيتًا، ومن الجدير بالذكر أنه تم استخدام قصائده من أجل تدريس اللغة العربية، كما استخدمت قصائده الدينية في الأناشيد الدينية، ومن قصائده المشهورة: قصيدة "هل إلى سلوة وصبر سبيل" وقصيدة "دهتنا السماء غداة النجاب" وقصيدة "غدوت بخيرة ورخاء حال."
ويقول متغزلاً:
خالستُهُ قُبلَةً عَلى ظَمإٍ
- فَذُقتُ ماءَ الحَياةِ مِن شَفَتِه
فَاِرفضّ مِن فَرطِ خَجلَةٍ عَرَقاً
- فَصارَ خَدّي بَديلَ مِنشَفَتِه
ابن خفاجة
هو إبراهيم بن أبي الفتح عبد الله بن خفاجة الهواري الأندلسي ولد عام 450هـ، شاعر من طبقة البلغاء طغى على شعره وصف الرياض ومناظر الطبيعة، وهو من أهل جزيرة شقر، هذه الجزيرة التي أثرت في ابن خفاجة وحفرت بصمتها به.
ويصف ياقوت الحموي شقر فيقول: "أنزه بلاد الله وأكثرها روضةً وشجراً وماءً"، ولم يحصر ابن خفاجة نفسه بالغزل، بل تطرق في شعره للمديح والوصف والرثاء، لكنه أكثر ما تميز وأبدع في المدح والغزل.
فيقول متغزلاً:
أَما وَاِلتِفاتِ الرَّوضِ عَن أَزرَقِ النَهرِ
- وَإِشراقِ جيدِ الغُصنِ في حِليَةِ الزَّهرِ
وَقَد نَسَمَت ريحُ النُّعامى فَنَبَّهَت
- عُيونَ النَّدامى تَحتَ رَيحانَةِ الفَجرِ
وَخِــــدرِ فَتـــاةٍ قَـد طَـــرَقتُ وَإِنَّـمــــا
- أَبَحــتُ بِهِ وَكرَ الحَمامَةِ لِلصَّقرِ
ابن زيدون
أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، ولد في قرطبة عام 394هـ، تربى في جو أدبي وعلمي وكبر وهو ينتمي لهما ومما ساعده على الانتماء هو تواجده في جو قرطبة الداعم لذلك.
اشترك ابن زيدون في ثورة أبي الحزم ابن جهور على آخر خلفاء بني أمية من أجل قلب الحكم مما جعل له مكانة مرموقة عند ابن جهور؛ وهو أحد ملوك الطوائف في الأندلس.
ومن أبياته في الغزل:
أَقدِم كَما قَدِمَ الرَبيعُ الباكِرُ
- وَاِطلُع كَما طَلَعَ الصَباحُ الزاهِرُ
قَسَماً لَقَد وَفّى المُنى وَنَفى الأَسى
- مَن أَقدَمَ البُشرى بِأَنَّكَ صادِرُ
لِيُسَرَّ مُكتَئِبٌ وَيُغفِيَ ساهِرٌ
- وَيَراحَ مُرتَقِبٌ وَيوفِيَ ناذِرُ
قَفَلٌ وَإِبلالٌ عَقيبَ مُطيفَةٍ
- غَشِيَت كَما غَشِيَ السَبيلَ العابِرُ
علي الحصري القيرواني
هو أبو إسحاق علي بن عبد الغني الفهري الحصري، فقد بصره في الطفولة وعاش حياة طافحة بالهموم والأحزان، وكان له دور في نشر الثقافة والأدب في الأندلس، وقد بلغ شعره من البلاغة والحسن حد أن الحكام والأمراء كانوا يتباهون به.
ومن أبياته في الغزل :
يا من جَحَدتْ عيناه دمِي
- وعلى خدَّيْه توَرُّدهُ
خدّاكَ قد اِعْتَرَفا بدمِي
- فعلامَ جفونُك تجْحَدهُ
إنّي لأُعيذُكَ من قَتْلِي
- وأظُنُّك لا تَتَعمَّدهُ
باللّه هَبِ المشتاق كَرَى
- فلعَلَّ خيالَكَ يِسْعِدهُ