شعر قيس بن ذريح في الغزل العذري
قصيدة: ألا حي لبنى اليوم إن كنت غاديا
أَلا حَيِّ لُبنى اليَومَ إِن كُنتَ غادِياً
- وَأَلمِم بِها مِن قَبلِ أَن لا تَلاقِيا
وَأَهدِ لَها مِنكَ النَصيحَةَ إِنَّها
- قَليلٌ وَلا تَخشَ الوُشاةَ الأَدانِيا
وَقُل إِنَّني الراقِصاتِ إِلى مِنىً
- بِأَجبُلِ جَمعٍ يَنتَظِرنَ المُنادِيا
أَصونُكِ عَن بَعضِ الأُمورِ مَضَنَّةً
- وَأَخشى عَلَيكِ الكاشِحينَ الأَعادِيا
تَساقَطُ نَفسي حينَ أَلقاكِ أَنفُساً
- يَرِدنَ فَما يَصدُرنَ إِلّا صَوادِيا
فَإِن أَحيَ أَو أَهلِك فَلَستُ بِزائِلٍ
- لَكَم حافِظاً ما بَلَّ ريقٌ لِسانِيا
أَقولُ إِذا نَفسي مِنَ الوَجدِ أَصعَدَت
- بِها زَفرَةٌ تَعتادُني هِيَ ما هِيا
وَبَينَ الحَشا وَالنَحرِ مِنّي حَرارَةٌ
- وَلَوعَةُ وَجدٍ تَترُكُ القَلبَ ساهِيا
أَلا لَيتَ لُبنى لَم تَكُن لِيَ خُلَّةً
- وَلَم تَرَني لُبنى وَلَم أَدرِ ما هِيا
سَلي الناسَ هَل خَبَّرتُ سِرَّكِ مِنهُمُ
- أَخا ثِقَةٍ أَو ظاهِرَ الغِشِّ بادِيا
يَقولُ لِيَ الواشونَ لَمّا تَظاهَروا
- عَلَيكِ وَأَضحى الحَبلُ لِلبَينِ واهِيا
لَعَمري لَقَبلَ اليَومِ حُمِّلتَ ما تَرى
- وَأُنذِرتَ مِن لُبنى الَّذي كُنتَ لاقِيا
قصيدة: وإني لأهوى النوم في غير حينه
وَإِنّي لَأَهوى النَومَ في غَيرِ حينِهِ
- لَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ
تُحَدِّثُني الأَحلامُ إِنّي أَراكُمُ
- فَيا لَيتَ أَحلامَ المَنامِ يَقينُ
شَهِدتُ بِأَنّي لَم أُحِل عَن مَوَدَّةٍ
- وَإِنّي بِكُم لَو تَعلَمينَ ضَنينُ
وَإِنَّ فُؤادي لا يَلينُ إِلى هَوى
- سِواكِ وَإِن قالوا بَلى سَيَلي
قصيدة: ألا ليت أيام مضين تعود
أَلا لَيتَ أَيّامَ مَضَينَ تَعودُ
- فَإِن عُدنَ يَوماً إِنَّني لَسَعيدُ
سَقى دارَ لُبنى حَيثُ حَلَّت وَخَيَّمَت
- مِنَ الأَرضِ مُنهَلُّ الغَمامِ رَعودُ
عَلى كُلِّ حالٍ إِن دَنَت أَو تَباعَدَت
- فَإِن تَدنُ مِنّا فَالدُنوُّ مَزيدُ
فَلا اليَأسُ يُسليني وَلا القُربُ نافِعي
- وَلُبنى مَنوعٌ ما تَكادُ تَجودُ
كَأَنِّيَ مِن لُبنى سَليمٌ مُسَهَّدٌ
- يَظَلُّ عَلى أَيدي الرِجالِ يَميدُ
رَمَتني لُبَينى في الفُؤادِ بِسَهمِها
- وَسَهمُ لُبَينى لِلفُؤادِ صَيودُ
سَلا كُلُّ ذي شَجوٍ عَلِمتُ مَكانَهُ
- وَقَلبي لِلُبنى ما حَيِيتُ وَدودُ
وَقائِلَةٍ قَد ماتَ أَو هُوَ مَيِّتٌ
- وَلِلنَفسِ مِنى أَن تَفيضَ رَصيدُ
أُعالِجُ مِن نَفسي بَقايا حُشاشَةٍ
- عَلى رَمَقٍ وَالعائِداتُ تَعودُ
فَإِن ذُكِرَت لُبنى هَشِشتُ لِذِكرِها
- كَما هَشَّ لِلثَديِ الدَرورِ وَليدُ
أُجيبُ بِلُبنى مَن دَعاني تَجَلُّدا
- وَبي زَفَراتٌ تَنجَلي وَتَعودُ
نُعيدُ إِلى رَوحِ الحَياةَ وَإِنَّني
- بِنَفسِيَ لَو عايَنتِني لَأَجودُ
قصيدة: ألا يا ربع لبنى ما تقول
أَلا يا رَبعَ لُبنى ما تَقولُ
- أَبِن لي اليَومَ ما فَعَلَ الحُلولُ
فَلَو أَنَّ الدِيارَ تُجيبُ صَبّاً
- لَرَدَّ جَوابِيَ الرَبعُ المُحيلُ
وَلَو أَني قَدِرتُ غَداةَ قالَت
- غَدَرتَ وَماءُ مُقلَتِها يَسيلُ
نَحَرتُ النَفسَ حينَ سَمِعتُ مِنها
- مَقالَتَها وَذاكَ لَها قَليلُ
شَفَيتُ غَليلَ نَفسي مِن فِعالي
- وَلَم أَغبُر بِلا عَقلٍ أَجولُ
كَأَنّي والِهٌ بِفُراقِ لُبنى
- تَهيمُ بِفَقدِ واحِدِها ثَكولُ
أَلا يا قَلبُ وَيحَكَ كُن جَليداً
- فَقَد رَحَلَت وَفاتَ بِها الذَميلُ
فَإِنَّكَ لا تُطيقُ رُجوعَ لُبنى
- إِذا رَحَلَت وَإِن كَثُرَ العَويلُ
وَكَم قَد عِشتَ كَم بِالقُربِ مِنها
- وَلَكِنَّ الفُراقَ هُوَ السَبيلُ
فَصَبراً كُلَّ مُؤتَلِفَينِ يَوماً
- مِنَ الأَيّامِ عَيشُهُما يَزولُ
قصيدة: بانت لبينى فأنت اليوم متبول
بانَت لُبَينى فَأَنتَ اليَومَ مَتبولُ
- وَإِنَّكَ اليَومَ بَعدَ الحَزمِ مَخبولُ
فَأَصبَحَت عَنكَ لُبنى اليَومَ نازِحَةً
- وَدَلُّ لُبنى لَها الخَيراتِ مَعسولُ
هَل تَرجِعَنَّ نَوى لُبنى بِعاقِبَةٍ
- كَما عَهِدتَ لَيالي العِشقُ مَقبولُ
وَقَد أَراني بِلُبنى حَقَّ مُقتَنِعٍ
- وَالشَملُ مُجتَمِعٌ وَالحَبلُ مَوصولُ
فَصِرتُ مِن حُبِّ لُبنى حينَ أَذكُرُها
- القَلبُ مُرتَهَنٌ وَالعَقلُ مَدخولُ
أَصبَحتَ مِن حُبِّ لُبنى بَل تَذَكُّرِها
- في كُربَةٍ فَفُؤادي اليَومَ مَشغولُ
وَالجِسمُ مِنِّيَ مَنهوكٌ لِفُرقَتِها
- يَبريهِ طولُ سَقامٍ فَهوَ مَنحولُ
كَأَنَّني يَومَ وَلَّت ما تُكَلِّمُني
- أَخو هِيامٍ مُصابُ القَلبِ مَسلولُ
أَستَودِعُ اللَهَ لُبنى إِذ تُفارِقُني
- عَن غَيرِ طَوعٍ وَأَمرُ الشَيخِ مَفعولُ