شعر عن جدتي الغالية
جدتي
الجدة هي الحضن الدافئ بكل الأوقات، الحضن الذي يبعث فينا طمأنينة، هي قلب هادئ يعطينا ما يحلو لنا ويخبئ لنا كل ما نهواه، عطفها يغمرنا، وكلامها البلسم يروينا في أيام الصيف، تبقى مساندةً إيانا في أحلك الظروف والمواقف وتنقل لنا خبراتها العظيمة، تروي لنا بتجاعيدها حكاية زمن طويل مضنٍ وقاسٍ، الجدة هي كائنٌ يعيش بروحه في الماضي وبجسده في الحاضر، ذاكرة لا تفتأ تسرُدُ أحداثها، نهرٌ يمارس لذة التفجر وأرق الانشطار.
شعر عن جدتي الغالية
مهما اللّيالي تدور حبّك يا جدتي في الصّدور
إنتِ يا بدر البدور لك كلّ حُبّ وشُعور
يا أمّنا يا الحبيبه يا الغالية يا القريبة
اسمك بقلبي في غيبتك والحضور
أنْتِ يا نَبع الحنان بيت الدّفا والأمان
لو دار بي الزّمان لا أظن حبِّك يدور
دايم بطيفِك أهَلّي عايش معي مثل ظلّي
التي رؤيتها ملا يملّي إن مَرّ طِيفِك يزور
أحسّ بك في فؤادي في صحوتي وفي جلوسي
أحبك ليس شيئاً عادي دائماً وليس له فُتور
لي جوهرة تسوى قوم ورجاجيل
لو أتحدث عنها تعجز مني الأحاديث
حبها في قلب لا يحتاج دليل وتعليل
ظاهر وواضح والكل في عينه شايف
ربت وكبرت من كل البلاد رجال
على الكرم، الإيمان، الطيب، والمواقف
تلك التي أعطت وقدمت ولا يأتي منها القليل
يأتي منها الوافي في العطى ولا قالت يا خسارة
دلالها لي حلم والذكرى فيها أحلى تدليل
تمنيت أني صغير لكن العمر مضى وصار ماضٍ
هنيئاً من هو صغير بهالجيل وكل جيل
والذي يجد مع جدته يسهر في الليل وما أجمل الكلام
ضاقني صدري من يوم المرض
أستيقظ من النوم وأبقى أبكي وخائف
أدعي لها في صلاتي كل فجر وليل
أن الله يطول بعمرها ويكون المرض راحل
إن رأيتها تمشي أراها تسابق الخيل
تقودني الأفكار من بعيد إلى قصر الأمير
والحاسد يقول هذه روايه وكذبة إبريل
جدتي حقيقة ولا هي من الكلام
الجوهر هي جدتي بنت الأصل
شعر عن الجدة
لي جدَّة ترأفُ بي أحنى عليَّ من أبي
وكلُّ شيءٍ سرَّني تذهب فيه مَذهبي
إن غضبَ الأهلُ عليَّ كلُّهم لم تغضبِ
مشى أَبي يوماً إليَّ مشية المؤدِّبِ
غضبانَ قد هدَّدَ بالضرْب وإن لم يَضرِبِ
فلم أَجِد لي منهُ غيرَ جَدَّتي من مَهرَبِ
فجعَلتني خلفَها أنجو بها وأختبئ
وهْيَ تقولُ لأَبي بِلهجة المؤنِّبِ
ويحٌ لهُ ويحٌ لِهذا الولدِ المعذَّبِ
أَلم تكن تصنعُ ما يَصنعُ إذ أَنت صبي
أسقي كل البحرمن طلك عذوبة
وأنثر ضوءك عليه
أنت العطر والشذى والأبحرُ
جدتي العظيمة
الكواكب التي تسرح على ضو النجوم
- يعلم بها ربي الذي أعطاك ديني وسهلة
والحمد لله سالمين في القوافي والعلوم
- والعلم يأصل وازهلوها من أعلى لأسفله
لي أكثر من الشهر ماغير اتروع في الحلوم
- في خاطري أكتب قصيدة للي ربي كمله
لو قلت بمدح ما قدرت أمدح ولا تقدر تلوم
- وكيف بمدح كامل الأوصاف عالي المنزلة
أخاف أمدح وأتوهق لو نقصت العموم
- وكيف لو بنسى خصوصية وقالولي أهمله
يمه وحشتي هالعيون اللي عليها من الهموم
- والله يوم شافتك سالت دموع من الوله
جيت أتحمد بالسلامة هذا أنا بيدك خدوم
- تدللي تأمري عن أي شيء وأفعله
هي الأصل هي الفصل هي الكرم هي السلوم
- هي الصبر هي الحكم هي الغنا هي الصلة
يا جدتي يا دنيتي يا فرحتي عند اللزوم
- وياللي عطفتي عالفقير ومن طلب ما تخذليه
تذكري يومي طفل وألبس قصيرات الكموم
- يومك تقولي لي الصلاة وضيفنا لا تجهله
في صمتها حكمة تقول كثر الحكي ماله لزوم
- وفي حكيها حكمة تقول انسى الكدر والململة
في عينها اليمنى أمل لا تشتكي خلك كتوم
- وفي عينها اليسرى صبر حتى القهر تتحمله
وفي كفها صفحة مشاعر تسعدك في كل يوم
- جرب وحب يدينها بلا وزن ومعادلة
صدقني أنّك تنبسط وتصير ما بين الغيوم
- وتعيش أسعد يوم لك ولا تواجه مشكلة
والآن يا يما أريد أنهي والقصيده ما تدوم
- إلا إذا ظلت على مر العصور محملة
سلام يا أحلى قمر لا تزعلوا النجوم
- أكيد إن شفت القمر تلقى النجوم مهملة
شعر الغربة عن الجدة
على ذكر المواجع والسفر والحل والترحال
طويت آخر ورق عندي بداخل دفتر أحزاني
طويته وانكسر قلبي وصوتي بالمواجع سال
ودريت إن الظلام إللي تحت كف السهر جاني
جلست أجمع مسافاتي وأغني للسفر موال
على صفحة من الماضي بها حلمي وعنواني
بها كم سافرت عيني ليالي والظلام أهوال
وبها كم سافرت روحي وأنا بالليل وحداني
جدتي كل ما أشوفك تجي بالذاكرة تختال
نهر من فايض الذكرى يجي من داخل أشجاني
تخيلي يوم عانقتني خيالك خاطري وش قال
تخيلي قبل أسولف لك نشدني عنك وجداني
نشدني لين خلاني مدينة هزها زلزال
تخيلي ما هدا حتى لقاك بوسط شرياني
هنا شف باقي آثارك على رمل الوعد ما زال
وهنا شف دمعة طاحت من عيونك على شاني
جدتي لا تنشدي عن أوضاعي وكيف الحال
أنا بعدك سحاب أبيض أضم الريح بأحضاني
تسافر بي الذكرى وأحسب إني وصلت آخر وطن بالبال
وأثرني ما وصلت إلا بداية درب حرماني
وتبقى سيرة الذكرى قصيدة تكتب الترحال
سوالف لجدتي اللي صداها دمعة أحزاني