أين نزلت سورة العنكبوت
أين نزلت سورة العنكبوت
تُعدُ سورة العنكبوت من السور المكيّة، وكان نُزولها بعد سورة الروم، وقد نزلت في أواخر حياة الصحابة في مكة قبل الهجرة، وكانت هذه المرحلة من أقسى المراحل في حياتهم؛ فكان نُزولها لتثبيت المؤمنين على الإيمان، وعدم الفتنة بما يتعرضون له من المُشركين.
وجاء عن بعض المُفسرين أنّ سورة العنكبوت من السور التي تعددت أقوال الصحابة في مكان نُزولها، فقال بعضهم: إنّها آخر سورة نزلت في مكة ، وقال آخرون: إنّها نزلت في المدينة، وجاء عن علي -رضي الله عنه- أنها نزلت على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بين مكة والمدينة.
وذهب بعض المُفسرين إلى أنها مكية، حيثُ لا يوجد روايات يُعتمدُ عليها في كون بعض آياتها مدنيّة، ومما يؤكد أنها مكية؛ نزولها بعد سورة الروم التي نزلت في السنة التي انتصر فيها الفرس على الروم، وكان ذلك قبل الهجرة بسنة، فيكون نُزول سورة العنكبوت في نفس السنة، وهي السورة التاسعة والعُشرون بحسب ترتيب المُصحف، والسورة الأولى من المجموعة الأولى من قسم المثاني، والسورة الأولى من سور آلم في قسم المثاني.
تعريف بسورة العنكبوت
سُمّيت سورة العنكبوت بهذا الاسم؛ لأن الله -تعالى- ضرب فيها المثل بالعنكبوت، وكان سببُ نزولها في مهجع بن عبد الله مولى عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، الذي كان أول من قُتل من المُسلمين في غزوة بدر، وهو أول من يُدعى إلى الجنة من الشُهداء، فكان قد رُمي بسهم من عامر بن الحضرمي فقتله، فنزلت أوائل سورة العنكبوت، وعددُ آياتها تسعةٌ وستون آية.
مناسبة سورة العنكبوت بين سور القرآن
جاءت سورة العنكبوت بعد سورة القصص، فقد أخبر الله -تعالى- في سورة القصص عن طائفة من الناس استضعفها فرعون، بقوله: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)، فافتتح الله السورة التي بعدها وهي سورة العنكبوت، بذكر المؤمنين الذين فتنهم الكُفار، وعذّبوهم على إيمانهم؛ فكانت من باب التسلية والتخفيف عنهم، كما أن سورة القصص تناولت الإشارة إلى هجرة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وأشارت سورة العنكبوت إلى هجرة المؤمنين، كما أنها إحدى السور التي بدأت بالحُروف المُقطعة؛ وسورة العنكبوت واحدةٌ منها.
موضوعات سورة العنكبوت
تناولت سورة العنكبوت العديد من الموضوعات، ومن أهمها ما يأتي:
- الحديث عن الإيمان وحقيقته، وسُنة الابتلاء للمؤمنين، ومصير المؤمنين والكافرين.
- الحديث عن بعض قصص الأنبياء، كقصة نوح، وإبراهيم، ولوط، وشُعيب، -عليهم السلام-، وما لاقوه في سبيل الدعوة، وعن دعوتهم لأقوامهم، وما كان من تصغير الناس لها، وأن جميع دعوتهم هي دعوةٌ واحدة؛ لأنها من عند الله -تعالى-.
- النهي عن مُجادلة أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.
- الحديث عن أقوال المُشركين، وبيان كذبهم، والرد عليهم، وشبهت عبادة المُشركين ببيت العنكبوت ، وفيها أمرٌ من الله لرسوله وصحابته بزيادة إيمانهم عن طريق الصلاة، والذكر، وقراءة القُرآن.
- إخبارها عن بعض الغيبيات؛ كذكرها للمُنافقين الذين سيكونون في مُجتمع المدينة، وذكرت الثواب الحسن لمن أطاع الله.
- الترغيب بالتقوى، والحث على بر الوالدين، وإقامتها الحُجة على التوحيد، ونهت عن الفحشاء والمُنكر، وبيانها لأدب الجدال مع غير المؤمنين.