ثمرات الصدق والأمانة في التجارة
ثمرات الصدق والأمانة في التجارة
الصدق والأمانة صفتان على كل مسلم أن يتحلى بهما في حياته وفي معاملاته ، وللصدق والأمانة في التجارة ثمرات؛ نذكرها فيما يأتي:
- الصدق والأمانة في التجارة سبب للبركة في الأموال ، فيبارك الله -تعالى- في أموال الصادق والأمين في تجارته، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما).
- الصدق والأمانة في التجارة سبب من أسباب دخول الجنة مع النبيين والصديقين، وإنّ مخالفة هذه الصفات سبب من أسباب العقاب في الآخرة.
- التحلي بصفات الصدق والأمانة تجعل التاجر يبتعد عن الكذب والخداع والغش والتدليس في تجارته مع الناس؛ فتطمئن قلوب الناس إليه؛ فيتعاملون معه بالتجارة ويضعون عنده أموالهم وبضائعهم.
- التحلي بالصدق والأمانة يجعل من التاجر سداً منيعاً لمواجهة فتنة المال، فالتاجر الصادق يتقي الله -تعالى- في تجارته وأمواله ويُخرج من أمواله لأداء عبادة الزكاة والتصدق أيضاً، ليبارك الله -تعالى- له في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
- التحلي بالصدق والأمانة يجعل من التاجر إنساناً يتعامل في تجارته مع الله -تعالى-؛ فيقصد بتجارته منفعة المجتمع الذي يعيش فيه بنية صادقة لله -تعالى-، فالتاجر الصادق يقدم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية من أجل رضا الله -تعالى- والفوز بثوابه وجنته يوم القيامة.
- التحلي بالصدق والأمانة في التجارة ينعكس على التاجر إيجاباً بعدم الانقياد لبعض الإعلانات الكاذبة المضللة، فينظر التاجر في تجارته أولاً إلى حكم شراء البضائع ثم إلى جودتها ومنفعتها للمجتمع من حوله، ثم إلى ثمنها وربحها، فإن صلحت من كل هذه الجوانب اشتراها، وإن لم تصلح تخلى عنها، دون الانسياق وراء الدعايات الكاذبة المضللة.
- الصدق والأمانة؛ يبعثان في قلب المتحلي بهما تقوى الله -تعالى- وخشيته ومرضاته في أقواله وأفعاله وتعاملاته التجارية.
- التحلي بالصدق والأمانة يجعلان التاجر خاضعاً لله -تعالى- بالإخلاص والعبودية له وحده.
- التحلي بالصدق طريق لدخول الجنة له ولأهله ، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا).
- التحلي بالصدق والأمانة يبعثان في قلب التاجر استشعار مراقبة الله -تعالى- في أقواله وأفعاله، ويجعلان التاجر على صلة دائمة بالله -تعالى- بالدعاء.
- التحلي بالصدق والأمانة يجعلان للتاجر مقاماً عالياً عند الله -تعالى-؛ فيذكره ويثني عليه الله -تعالى- في الملأ الأعلى، ويثني ويبارك على أهله في الدنيا والآخرة.
- التحلي بالصدق والأمانة يرفعان مقام التاجر بين الناس؛ فيُقدمون على التعامل معه بكل طمأنينة وثقة.
- التحلي بالصدق والأمانة يبعثان في قلب التاجر الطمأنية والراحة النفسية.
- التحلي بالصدق والأمانة يجعلان من التاجر وفياً للعهود والمواثيق التي تلفظ بها.
صور الصدق والأمانة في التجارة
الصدق والأمانة في التجارة تظهر عند التاجر بصور متعددة؛ مثل التحلي بالأخلاق الحسنة، والالتزام بالعهود والمواثيق التي تعاهد عليها مع الناس، وتظهر أيضاً من خلال حسن تعامله مع الناس فيكون بشوشاً وسهلاً، ومن صفات التاجر الصادق الأمين؛ المسارعة إلى سد الديون، وإرجاع الحقوق إلى أصحابها، والصبر على المعسرين وإمهالهم وقتاً كافياً لتدبير أمورهم، ومن الصور المهمة التي تتحقق عندما يتحلى التاجر بالصدق والأمانة؛ الوفاء بالكيل والميزان، قال الله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ). وقد حرم الله -تعالى- التطفيف والغش في الكيل والميزان، قال الله -تعالى-: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ).
من الآداب التى راعى الإسلام توفرها في التجارة
- التجارة في الإسلام لها آداب كثيرة، فيما يأتي ذكر بعضها:
- الصدق والأمانة والبعد عن الغش والتدليس من الآداب التي أمر الله -تعالى- التجار بالتحلي بها.
- السهولة والسماحة في البيع والشراء، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى)، وترك المشاحنة والبغضاء والظلم والتعدي على حقوق الآخرين.
- التصدق من الأموال التي يجنيها التاجر للفقراء والمساكين لزيادة البركة والخير للتاجر في تجارته وحياته.
- المتاجرة بالحلال وترك الشبهات التي يختلط فيها الحرام مع الحلال.
الأمور المحظورة في التجارة
أمر الله -تعالى- التجار المسلمين بالابتعاد عن بعض المحظورات التجارية حتى تكون تجارتهم صحيحة مقبولة، فيما يأتي ذكرها:
- الابتعاد عن جميع أنواع الغش والتدليس والخداع والكذب في التجارة.
- الابتعاد عن تلقي الركبان؛ أي انتظار الحضري التاجر البدوي على الطريق؛ لشراء البضاعة منه بسعر زهيد قبل دخوله إلى السوق.
- الابتعاد عن اليمين الكاذبة، وكثرة الحلف بالله -تعالى-، فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كثرة الحلف في البيع والشراء وغيرها من أمور الحياة، فكثرة الحلف تُذهب البركة من التجارة.
- الابتعاد عن الاحتكار؛ كأن يحتفظ التاجر بالسلعة إلى حين غلائها ونفاذها من الأسواق؛ ليعرضها ويبيعها بسعر ثمين، وحرم الله -تعالى- الاحتكار لما فيه من أضرار سلبية؛ فهو يدمر حرية التجارة والصناعة في البلاد ويتحكم في حركة الأسواق ويؤدي إلى جمودها وكسادها، ويفرض على الناس سعراً معيناً باهظاً لا نقاش فيه.