شعر عن العائلة
العائلة
العائلة هي الوطن والأحلام وما تبقى من الأمان، العائلة هي الكتف الذي يحتضننا ويروينا كلما عطشنا ,يجعلنا دوماً على ثقة بأن ظلّاً ما يحمينا، ويسندنا حين الفشل، يقف بجانبنا ويشدد من أزرنا، إن الحياة بهم هي الحياة، ودونهم نحن في عبث، وفي هذا المقال سنقدم لكم شعراً عن العائلة.
قصيدة عن الأم لأحمد شوقي
أغرى امرؤٌ يوماً غُلاماً جاهلاً
- بنقوده حتى ينال به الوطرْ
قال: ائتني بفؤادِ أمك يا فتى
- ولك الدراهمُ والجواهر والدررْ
فمضى وأغرز خنجراً في صدرها
- والقلبُ أخرجهُ وعاد على الأثرْ
لكنه من فرطِ سُرعته هوى
- فتدحرج القلبُ المُعَفَّرُ إذا عثرْ
ناداه قلبُ الأمِ وهو مُعفرٌ:
- ولدي، حبيبي، هل أصابك من ضررْ؟
فكأن هذا الصوتَ رُغْمَ حُنُوِّهِ
- غَضَبُ السماء على الوليد قد انهمرْ
ورأى فظيع جنايةٍ لم يأتها
- أحدٌ سواهُ مُنْذُ تاريخِ البشرْ
وارتد نحو القلبِ يغسلهُ بما
- فاضتْ به عيناهُ من سيلِ العِبرْ
ويقول: يا قلبُ انتقم مني ولا
- تغفرْ، فإن جريمتي لا تُغتفرْ
واستلَّ خنجرهُ ليطعنَ صدرهُ
- طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ
ناداه قلبُ الأمِّ: كُفَّ يداً ولا
- تذبح فؤادي مرتين ِ على الأثر
المعري في صف الأم
وأعط أباك النصف حياً وميتاً
- وفضّل عليه من كرامتها الأما
أقلّك خفّاً إذا أقلّتك مثقلاً
- وأرضعت الحولين واحتلمت تما
وألقتك عن جهدٍ وألقاك لذةً
- وضمّت وشمّت مثلما ضمّ أو شمّا.
العيش ماضٍ فأكرم والديك به
- والأمّ أولى بإكرامٍ وإحسان
وحسبها الحمل والإرضاع تدمنه
- أمران بالفضل نالا كلّ إنسان
قصيدة عن الأسرة للأطفال
في أُسْرَتي ألْقَى الأمانْ
ألْقَى المَحَبَّةَ والْحَنانْ
ماما لَنا رمزُ العَطاءْ
في قَلْبِها نَبعُ الوَفاءْ
بابا التَّفاني في الْعَمَلْ
أَحْلامُهُ تَهبُ الأَمَلْ
أُخْتي هدى فنانَةٌ
لوحاتُها فتانةٌ
وأخي يُحِبُّ الْمَدْرَسَةْ
عَنْها يَقولُ: "المُؤْنِسَةْ"
جدِّي نَرَاهُ في الصَّباحْ
يَسْقي لنا زَهْرَ الأقاحْ
وحكايَةٌ من جدَّتي
عَنْ صَبْرِها في الشدَّةِ
يا أُسْرتي أنتِ المُنى
يا ربَّنا احْفَظْها لنا
شعر عن الأخوة
- أبيات شعرية عن الأخوة:
وما المرء إلّا بإخوانه
- كما تقبض الكفّ بالمعصم
ولا خير في الكف مقطوعة
- ولا خير في الساعد الأجذم
- شعر عن عذر الأخ على أخطائه ومسامحته وعدم الفصح عنها:
اعذر أخاك على ذنوبه
- واستر وغط على عيوبه
واصبر على بهت السفيه
- وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضلاً
- وكل الظلوم وإلى حسيبه
واعلم بأن الحلم
- عند الغيظ أحسن من ركوبه
- شعر عن معنى أن تكون الأخوة في الصداقة الحسنة:
إنّ أخاك الصديق من لن يخدعك
- ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب زمان صدعك
- شتت نفسه ليجمعك
- شعر عن الأخ المثالي الذي يفرح معك وبقربك منه، ويحزن لحزنك وبعدك عنه:
أخوك الذي إن سرك الأمر سرّه
- وإن غبت يوما عنه ظل حزين
يقرب من قربت من ذي مودة
- ويقصي الذي أقصيته ويهين
أخي وصفيي فرق الدهر بيننا
- بكره ولكن لا عتاب على الدهر
تصبر على جنب الخوان مبصراً
- تصبر بحاجات المجاور والصهر
أبل الرجال إذا أردت إخاءهم
- وتوسمن إخاءهم وتفقد
فإذا وجدت أخا الأمانة والتقى
- فيه اليدين قرير عين فاشدد
كم صديق في الرخاء مساعد
- وإذا أردت حقيقة لم توجد
قصيدة البدر الآفل عن الأخوة
أبعدك يعرف الصّبر الحزين
وقد طاحت بهجته المنون؟
رمتك يد الزمان بشرّ سهم
فلمّا أن قضيت بكى الخؤون
رماك وأنت حبّه كلّ قلب
شريف، فالقلوب له رنين
ولم يكُ للزمان عليك ثار
ولم يكُ في خلالك ما يشين
ولكن كنت ذا خلق رضيّ
على خلق لغيرك لا يكون
وكنت تحيط علما بالخفايا
وتمنع أن تحيط بك الظنون
كأنّك قد قتلت الدّهر بحثاً
فعندك سرّه الخافي مبين
حكيت البدر في عمر ولكن
ذكاؤك لا تكوّنه قرون
عجيب أن تعيش بنا الأماني
وأنّا للأماني نستكين
وما أرواحنا إلاّ أسارى
وما أجسادنا إلاّ سجون
وما الكون مثل الكون فان
كما تفنى الدّيار كذا القطين
لقد علقتك أسباب المنايا
وفيّا لا يخان ولا يخون
أيدري النعش أيّ فتى يواري
وهذا القبر أيّ فتى يصون؟
فتى جمعت ضروب الحسن فيه
وكانت فيه للحسنى فنون
فبعض صفاته ليث و بدر
وبعض خلاله شمم و لين
أمارات الشّباب عليه تبدو
وفي أثوابه كهل رزين
ألا لا يشمت الأعداء منّا
فكلّ فتى بمصرعه رهين
أيا نور العيون بعدت عنّا
ولمّا تمتليء منك العيون
وعاجلك الحمام فلم تودّع
وبنت ولم يودّعك القرين
وما عفت الوداع قلى ولكن
أردت و لم يرد دهر ضنين
فيا لهفي لأمّك حين يدوّي
نعيّك بعد ما طال السّكون
و لهف شقيقك النّائي بعيداً
إذا ما جاءه الخبر اليقين
ستبكيك الكواكب في الدّياجي
كما تبكيك في الرّوض الغصون
و يبكي أخوة قد غبت عنهم
وأمّ ثاكل وأب حزين
فما تندى لنا أبدا ضلوع
عليك، وما تجفّ لنا شؤون
قد ازدانت بك الفتيان طفلاً
كما يزدان بالتّاج الجبين
ذهبت بزينه الدّنيا جميعاً
فما في الدهر بعدك ما يزين
وكنت لنا الرجاء فلا رجاء
وكنت لنا المعين فلا معين
أبعدك، يا أخي، أبغي عزاء
إذا شلّت يساري واليمين؟
يهون الرزء إلاّ عند مثلي
بمثلك فهو رزء لا يهون
عليك تقطّع الحسرات نفسي
وفيك أطاعني الدّمع الحرون
فملء جوانحي حزن مذيب
وملء محاجري دمع سخين
وما أبقى المصاب على فؤادي
فأزعم أنّه دام طغين
يذود الدمع عين عيني كراهاً
وتأبى أن تفارقه الجفون
لقد طال السّهاد وطال ليلي
فلا أدري الرّقاد متى يكون
كأنّ الصبح قد لبس الدّياجي
عليك أسى لذلك ما يبين
جزاك الله عنّا كلّ خير
وجاد ضريحك الغيث الهتون
قصيدة غربال
بركانكم يثور في قلبي
يا أخوة الشقاء
نوافذا مسرعة الى الضياء .
بركانكم يشك في صدري
صلبانه العاشقة
ويغرس الجمر على قبضتي
وفي فمي الصاعقة
محراثكم، يا خوتي
يطوف في السماء
يكهرب الغيوم بالغناء
فتسرع الأمطار نحونا
وكل قلب عندنا وعاء
لكننا، يا ممطرون
بعدنا على شواطىء المساء
جائعون، ظامئون
قلوبنا لا تمسك المطر
قلوبنا غربال
والليل ما يزال
يعيش في انتظار ساعة القَدَر
أخوة مجهولة
جادت بها سماء هذا اليوم
كنتُ داخل السيارة
أمام محطة للبترول
أنظر في الفراغ والصمت
وفي الجانب الآخر
ثمة شخص داخل سيّارته أيضاً
حياني بمودة طافحة ومحبّة
حاولتُ ردّ التحيّة بمثلها
لم أتبيّنه بوضوح
كان غارقاً في نظّارته السوداء
ولم أسع الى معرفة هذا الراشح
من تضاريس الأبعاد.
أكتفيت بالتحيّة
التي تأرجحت في الهواء الجريح
لكنها شقّت طريقها بنعومة الى قلبي
دَحرَت فيالق الكآبة
قصيدة عن الأخوة
أيا سائلي في تحدٍّ وقوّهْ
- أتُنشدُ؟ أين أغاني الأخوّة؟
قصائدك السود بركان حقد
- ومرجل نار، وسخط وقسوة
فأين السلام .. وأين الوئام
- أتجني من الحقد والنار نشوة
و صوتُك هذا الأجشّ الجريح
- صئمنا صداه الكئيبَ وشَجْوَه
فهلاّ طرحت رداء الجداد
- وغنيت للحبّ أعذبَ غنوة
أخوك أنا! هل فككتَ القيود التي
- حَفرتَ فوق زنديَّ فجوة
أخوك أنا! من ترى زجّ بي
- بقلب الظلام.. بلا بعض كوّة؟
أخوك أنا ؟ من ترى ذادني
- عن البيت والكرْم والحقل.. عنوة
تُحمّلني من صنوف العذاب
- بما لا أطيق وتغشاك زهرة
وتشتمني.. وتُعلّمُ طفلَك
- شتمَ نَبيّ..بأرض النبوة
تشكُّ بدمعي إذا ما بكيت
- وتُسرف في الظن إن سِرتُ خطوة
وتُحصي التفاتاتي المُتعبات
- فيوماً (أشارَ) و يوماً (تفوّه)
وإن قام، من بين أهلك، واعٍ
- يبرّئُني.. تردريه بقسوة
وتزجره شاجباً طيشه
- وتعلن أنَّى توجّهتَ لُغوَة
وإما شكوتُ.. فمنك إليك
- لتحكم كيف اشتهت فيك شهوة
فكيف أغني قصائد حبٍ
- وسلمٍ.. وللكُره والحربِ سطوة
وأنشد أشعار حريه
- لقضبان سجني الكبير المشوّه
أيا لائميّ أنتَ باللوم أحرى
- إذا شئتَ أنتَ.. تكون الأخوة