شعر عتاب الصديق
شعر عتاب الصديق
للإمام الشافعي
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
- فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ
- وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا
فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ
- وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
- فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا
وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ
- وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا
وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ
- وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا
سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها
- صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا
سامي ثامر
أردتُ فيك صديق الأنس أجمعُهُ
- عنــــــــــــــد اللقـــاء مـــن الابريز والتبرِ
أردتُ فيك صديقاً صادقا وأخاً
::: بالعهـــدِ لا تفتري بالوعد لاتــــــــــزري
أردتُ فيكَ بما لو كنـــتُ أقدُرُهُ
::: نزراً وما حل بالأقدار مــن نـــــــــزرِ
لكنما قلّ عزمي يائـــساً ضجراً
::: وقـــلّما اليأسُ أظفــارَاً لها صبـــــــري
فإن أردتَ فراقــا لم تُرد طمعاً
::: البـــرُ أوسَـــعُ والآجــــالُ فـــي وتـــــــرِ
يا جالبَ الحُزن بالأحزان مرتهــــنٌ
:::ما مل قيدٌ من المأسوربالأسرِ
أنت الحزينُ فهل كفكفت مبتهجاً
::: يومـاً دموعـك لاتبـــــري ولاتُمــــــــــــري
أنت الحزينُ وهل للحزن مُتكئـــاً
::: إلا اللظــى وشفيـرُ النــــــــــــار والجمــــرِ
أخبر أباك وكن بالسخط ممتـشقا
::: ســـــــيفُ الحقيقةِ لم تعلم ولم تـــــــــدري
ما ضرني أنهُ بالحزن أمنيتــي
::: الحزن إلا قضــاهُ اللهُ فـــي أمــــــــــري
يا جالب الحزن لا تحزن على غــــررٍ
::: مني إذا ضــاق منـكَ الرحـــــبُ في صدري
واعلم بأني شديدُ الفتلِ أنقضُــــهُ
::: بحــرٌ يهيـــــــجُ هياج المدِّ والجــــــــــــزرِ
نفسي تنازعني والبرُ يمنعُني والحـ
::: ــقُ يقنعـــــــني بالوصــــل والهــــــــــجرِ
المتنبي
أبلِغ عَزيزاً في ثنايا القلبِ مَنزله
::: أني وإن كُنتُ لا ألقاهُ ألقاءُ
وإن طرفي موصولٌ برؤيتهِ
::: وإن تباعد عَن سُكناي سُكناهُ
يا ليته يعلمُ أني لستُ أذكرهُ
::: وكيف أذكرهُ إذ لستُ أنساهُ
يا مَن توهم أني لستُ أذكره
::: واللهُ يعلم أني لستُ أنساهُ
إن غابَ عني فالروح مَسكنهُ
جميل بثينة
أَهاجَكَ أَم لا بِالمَداخِلِ مَربَعُ
::: وَدارٌ بِأَجراعِ الغَديرَينِ بَلقَعُ
دِيارٌ لِسَلمى إِذ نَحِلُّ بِها مَعاً
::: وَإِذ نَحنُ مِنها بِالمَوَدَّةِ نَطمَعُ
وَإِن تَكُ قَد شَطَّت نَواها وَدارُها
::: فَإِنَّ النَوى مِمّا تُشِتُّ وَتَجمَعُ
إِلى اللَهِ أَشكو لا إِلى الناسِ حُبَّها
::: وَلا بُدَّ مِن شَكوى حَبيبٍ يُرَوَّعُ
أَلا تَتَّقينَ اللَهَ فيمَن قَتَلتِهِ
::: فَأَمسى إِلَيكُم خاشِعاً يَتَضَرَّعُ
فَإِن يَكُ جُثماني بِأَرض سِواكُمُ
::: فَإِنَّ فُؤادي عِندكِ الدَهرَ أَجمَعُ
إِذا قُلتُ هَذا حينَ أَسلو وَأَجتَري
::: عَلى هَجرِها ظَلَّت لَها النَفسُ تَشفَعُ
أَلا تَتَّقينَ اللَهَ في قَتلِ عاشِقٍ
::: لَهُ كَبِدٌ حَرّى عَلَيكِ تَقَطَّعُ
غَريبٌ مَشوقٌ مولَعٌ بِاِدِّكارِكُم
::: وَكُلُّ غَريبِ الدارِ بِالشَوقِ مولَعُ
فَأَصبَحتُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ موجِعاً
::: وَكُنتُ لِرَيبِ الدَهرِ لا أَتَخَشَّعُ
فَيا رَبِّ حَبِّبني إِلَيها وَأَعطِني
::: المَوَدَّةَ مِنها أَنتَ تُعطي وَتَمنَعُ
وَإِلّا فَصَبِّرني وَإِن كُنتُ كارِهاً
::: فَإِنّي بِها يا ذا المَعارِجِ مولَعُ
وَإِن رمتُ نَفسي كَيفَ آتي لِصَرمِها
::: وَرمتُ صدوداً ظَلَّتِ العَينُ تَدمَعُ
جَزِعتُ حِذارَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا
::: وَمَن كانَ مِثلي يا بُثَينَةُ يَجزَعُ
تَمَتَّعتُ مِنها يَومَ بانوا بِنَظرَةٍ
::: وَهَل عاشِقٌ مِن نَظرَةٍ يَتَمَتَّعُ
كَفى حَزَناً لِلمَرءِ ما عاشَ أَنَّهُ
::: بِبَينِ حَبيبٍ لا يَزالُ يُرَوَّعُ
فَوا حَزَناً لَو يَنفَعُ الحزنُ أَهلَهُ
::: وَواجَزَعاً لَو كانَ لِلنَفسِ مَجزَعُ
فَأَيُّ فُؤادٍ لا يَذوبُ لِما أَرى
::: وَأَيُّ عُيونٍ لا تَجودُ فَتَدمَعُ
شعر بالعامية لعتاب الصديق
- قلبي أصيل وماضي الحب ما انساه
والصاحب الغالي تشيله عيوني
اشتاق له وأشفق لصوته وطرياه
وأقول هو دنياي وشموع كوني
رفيق دربي ما تناسيت ذكراه
لو العرب في رفقته يعذلوني
تعبت أدور بين الأجواد صاحب
وعندي مفاهيم الصداقة عظيمة
وادري الصديق بكل الأحوال ساحب
واحذر صديق السوء حكمة قديمة
أحب راعي الطيب والجود والواجب
ناس مثلك تحشم وتستحق الحشيمة
من نسي في زحمة الدنيا رفيقه
قلت له عندي رفيق مانساني
لو يطول الوقت ويطول طريقه
أدري أنه لو يطول البعد جاني
بيني وبينه على العشرة وثيقة
إن بديته بالغلا والا بداني
صرت عنده بالغلا حسبت شقيقه
هو بعد غالي ومن حسبت اخواني
جالس في وسطهم
قاعد ولا أسمع حكيهم
لا تحسب إني عندهم
أنا معك بس جنبهم
متحمسين بحكيهم
ما غير أشوف عيونهم
وأتخيلك وسطهم
سألني واحد بينهم
وش رأيك بكلامهم
أحرجني والله قدامهم!!
قلت الـــعفو يا قلبهم
ناقص رفيع الشان بينهم
اشتقت لك يا صاحبي وين ألاقيك؟
محتاج لك بالحيل ودي أشوفك..
اشتقت أسولف معك واسمع حكاويك
واللمة الحلوة وباقي مزوحك
يا صاحبي من كثر ما أطريك واغليك..
صرت أتحلم فيك واصحى وأشوفك!
شخص إلا منه مضى لي معه
يوم
أندم على أيام مضت قبل
ما القاه
احتاج له لا صار في صدري
هموم
- فديت وقتا حط في دربي رفيق
وأحد يضحك معي وأضحك معه
وأحد لا صار وسط القلب ضيق
بالسوالف والمزايح وسعه
وإن حكى بأسلوبه العذب الرقيق
يسرق من الجوف قلب يسمعه
أنا صديقك لا قسى الوقت واكفيك
ولأني من اللي وقت المصالح يجونك
أعزك يا صاحبي بكل ما فيك
ومن كثر ما أعزك صرت أعز اللي يعزونك
افتخر لا قالوا إني مخاويك
يا منبع الطيب قلبك والصفا في عيونك