شروط لا إله إلا الله
العلم
معنى عبارة لا إله إلا الله هو "التبرُّؤ من عبادة كل ما دون الله، وإخلاص العبادة بجميع أنواعها لله تعالى وحده"، والعلم أول شرط من شروطها، والدليل قوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ).
وفي الحديث الشريف قوله -عليه الصلاة والسلام-: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)، ومعناها: العلم بشروط لا إله إلا الله، وهذا يُلزم المُعتَقِد والمؤمن بها بالتوجُّه لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وهذا العلم لا بُدَّ من أن يكون منافياً للجهل.
اليقين
الدليل على اليقين من القرآن الكريم قول الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)، وفي السنة قوله عليه الصلاة والسلام: (اذهبْ بنعلي هاتينِ، فمن لقيتَ من وراءِ هذا الحائطِ يشهدُ أنْ لا إلَه إلَّا اللهُ مُسْتَيْقنًا بها قلبُه فبشِّرْه بالجنةِ).
واليقين هنا يفيد معنى أنَّ من يؤمن بـ "لا إله إلا الله" لا بُدّ من أن يكون مؤمناً بها وبما تدل عليه إيماناً يقينياً صادقاً منافياً للشك، فإن كان يراوده حيالها شك فإن هذا الإيمان لن ينفعه ويُعتبر ظناً.
القبول
الدليل على شرط القبول جاء في قول الله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ* وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ)، فجعل الله عذابهم بسبب تكذيبهم ورفضهم للقبول بهذه العبارة، وإثبات ما أثبتته، ونفي ما نفته، وهذا الشرط معناه القبول قولا باللسان من خلال قول لا إله إلا الله، ويسبقه الاعتقاد الجازم الذي منبعه من القلب، فلكي يكتمل شرط القبول لا بدَّ من اتفاق القلب واللسان على هذا القبول.
الانقياد
الانقياد هو أن يؤمن بالله تعالى ولا يستكبر على عبادته أو على رسوله، ويؤتي ما أمر الله به وينتهي عمّا نهى الله عز وجل عنه على قدر ما استطاع ما دام مؤمناً، ودليل هذا الشرط من قوله تعالى: (مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) .
الصدق
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما يا معاذُ بنَ جبلٍ! ما مِن أحدٍ يشهدُ أن لا إله إلا اللهُ، وأَنِّي رسولُ اللهِ، صِدْقًا من قلبِه إلا حَرَّمَهُ اللهُ على النارِ. قال: يا رسولَ اللهِ! أَفَلَا أُخْبِرُ الناسَ فيَسْتَبْشِرُوا، قال: إذًا يَتَّكِلُوا)، ومعنى الصدق هو أن يقولها وهو صادقٌ في قولها غير منكرٍ لها ويعمل بموجبها، وهي المحبة المنافية للكره أو البغض.
الإخلاص
جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (قيل: يا رسولَ اللهِ، مَن أسعَدُ الناسِ بشَفاعتِك يومَ القيامةِ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد ظنَنتُ -يا أبا هُرَيرَةَ- أن لا يَسأَلَني عن هذا الحديثِ أحدٌ أولَ منك، لمِا رأيتُ من حِرصِك على الحديثِ، أسعَدُ الناسِ بشَفاعَتي، مَن قال لا إلهَ إلا اللهُ، خالصًا من قلبِه، أو نفسِه).
ومفهوم الإخلاص: هو أن يكون التوحيد خالصاً لوجه الله تعالى نابعاً من القلب، وهذا شرطٌ لكل عمل أو عبادة تصدر من الإنسان الموحِّد لله تعالى، وهذا الشرط يحتاج لما يساهم في استمراره ألا وهو المتابعة.
المحبة
قال الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ).
ويأتي هذا الشرط بمعنى محبة هذه الكلمة وما جاءت به من معانٍ واعتقادات وحقوق، فالمسلم الموحِّد لله تعالى يُحب الله حباً ينزّهه عن كل نقص أو شريك أو ولد، ويكره كل ما من شأنه تعطيل هذه الصفات الخاصة بالله وحده دون غيره، وتشتمل أيضاً على محبة أهلها والعاملين بها، والملتزمين بشروطها.