شروط صلاة الاستسقاء
شروط أداء صلاة الاستسقاء
يشترط لأداء صلاة الاستسقاء ما يُشترط لأداء أيِّ صلاةٍ، وليس لها شروطٌ خاصَّة بها، وشروط الصَّلاة عند بعض الفقهاء ستَّة شروطٍ وعند بعضهم خمسةٌ؛ لاختلافهم في كون النِّيَّة شرطاً لأداء الصَّلاة أو شرط لصحَّتها، وهذه الشُّروط هي كما يأتي:
- طهارة الثَّوب والجسد وموضع الصَّلاة، وخلوِّه من النَّجاسات.
- الطَّهارة من الحدث؛ وذلك بالوضوء، والطَّهارة من النَّجاسة الحاصلة بسبب الجنابة أو الحيض؛ وذلك بالاغتسال، فلا تُقبل صلاة دون طهور.
- ستر العورة: وعورة الرَّجل هي ما بين سرَّته وركبته، وعورة المرأة كامل جسدها إلَّا الوجه والكفَّين، فإذا أراد العبد صلاة الاستسقاء وجب عليه ستر عورته.
- العلم بدخول الوقت: حيث إنَّ لكلِ صلاةٍ وقتٌ محدَّدٌ لا تؤدَّى قبله، ويُكره أن تؤخَّر عنه، وإنَّ صلاة الاستسقاء يُحدَّد وقتها لعامَّة النَّاس في وقتٍ يجتمعون فيه لأدائها جماعة.
- استقبال القبلة: وقبلة المسلمين هي الكعبة المشرَّفة في مكَّة المكرَّمة، ولا تقبل أيُّ صلاةٍ سواءً كانت فرضاً أو نفلاً إن كانت بغير اتِّجاه القِبلة.
- النِّيَّة: وهي أساس قبول أيُّ عملٍ، فينوي المسلم أداء صلاة الاستسقاء، والنِّيَّة مكانها القلب.
تعريف بصلاة الاستسقاء
الاستسقاء هو: طلب سُقيا الماء سواءً من البشر أو من الله -تعالى-، وقد شرع الله -عزَّ وجل- للنَّاس أن يستسقوا ويطلبوا منه -عزَّ وجل- الماء عند حصول الجدب والجفاف الحاصل بسبب عدم نزول الأمطار أو تأخُّرها، والذي يؤثِّر على الكائنات جميعها من البشر والدَّواب والمزروعات، أو عند نزول الأمطار ولكن بكميَّات شحيحةٍ لا تكفي زرعهم ومواشيهم، إذ إنَّ هناك من البشر من يقطنون في أماكن تبعد عن الأنهار والجداول، ويكون جلُّ اعتمادهم على مياه الأمطار، فلا يستطيعون العيش إن تأخَّرت أو قلَّت.
فيهرع المسلمون حينئذٍ لربهم طالبين منه العفو والمغفرة وعدم حرمانهم الماء، وأن يمنَّ عليهم به، الذي قد يكون حبسه عنهم بسبب ذنوبهم ومعاصيهم، وقد استسقى سيِّدنا محمَّد -صلّى الله عليه وسلّم- لقومه، وكذلك نوح وموسى وهود -عليهم السَّلام-، كما جاء في قول الله -تعالى- على لسان نوح : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا).
صفة صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء ركعتان جهريَّتان، ولا أذان لها ولا إقامة، وتُشبِه في هيئتها صلاة العيد ، يُكبِّر فيها المصلِّي في الرَّكعة الأُولى سبع تكبيراتٍ من بينهنَّ تكبيرة الإحرام، وفي الرَّكعة الثَّانية خمس تكبيراتٍ، ويسبقها خطبةٌ يعظ فيها الخطيب النَّاس ويحثُّهم على ترك الذُّنوب والمعاصي، والتَّقرب من الله -تعالى- لرفع البلاء والجدب عنهم، ويحوِّلون رداءهم وملابسهم؛ لإظهار التَّذلل لله -تعالى- ليرأفَ بحالهم، أمَّا مكان أدائها فيحبَّذ أن تكون في صحراءٍ واسعةٍ أو في مصلَّى، وليست في المسجد، ويُنادى لها "الصَّلاة جامعة"، وأمَّا وقتها فليس محدَّداً، إذ تُصلَّى في أيِّ وقت شاؤوا غير أوقات الكراهة، ويسنُّ أداؤها في أوَّل اليوم كوقت صلاة العيد، وكما صلَّاها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديث عائشة -رضي الله عنها-: (فخرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ بدا حاجبُ الشَّمسِ)، كما يسنُّ للمسلمين عند الخروج للاستسقاء التَّكبير كما في صلاة العيدين، وعند المالكيَّة والشَّافعيَّة يسنُّ الاستغفار لا التَّكبير.
أمَّا ما يقرأ المسلم في الرَّكعة الأُولى والثَّانية في صلاة الاستسقاء فقد تعدَّدت آراء الفقهاء في ذلك على النَّحو الآتي:
- عند الشّافعية: يقرأ الإمام في الرَّكعة الأُولى سورة (ق)، وفي الثَّانية سورة (القمر).
- عند المالكيَّة: يقرأ الإمام في الرَّكعة الأُولى سورة (الأعلى) وسورة (الشَّمس) في الثَّانية.
- عند الحنابلة وبعض الحنفيَّة: يقرأ الإمام في صلاة الاستسقاء كما يقرأ في صلاة العيد، وهي سورة (الأعلى) في الرَّكعة الأُولى، وسورة (الغاشية) في الرَّكعة الثَّانية.
- ويرى بعض الفقهاء استحباب قراءة سورة (نوح)؛ لأنَّها تناسب حال صلاة الاستسقاء، ويُصلِّي المسلمون هذه الصَّلاة دون الحاجة لأخذ إذن الإمام أو الحاكم، وهذا عند الإمام أبي حنيفة؛ لأنَّها بمثابة دعاء والدُّعاء لا يحتاج لإذنٍ، وخالفه في ذلك الشَّّافعيَّة وبعض الحنابلة.