شروط القرض الحسن
شروط القرض الحسن
القرض الحسن له عدة شروط يجب أن يتصف بها كل من المقرض والمقترض، ومنها ما يأتي:
- أن يكون المال من كسب طيب حلال أي من عمل مشروع
قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، فالمال الحرام لا يصح فيه القرض.
- أن يبتغي فيه وجه الله -سبحانه وتعالى-
والنية الصادقة والخالصة لله -تعالى-، ولا يكون تابع له أذى ولا مَنّ؛ لأن الأذى والمَنّ من مبطلات الصدقة فلا يقبلها الله -سبحانه وتعالى-، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ).
- أن يخلو من الفضيحة لمن تصدق عليه بالمال
ولذلك الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة حثت على إخفاء الصدقة، وبينت أن أجر الصدقة في الخفاء أكثر من أجر الصدقة في العلن وخير دليل على ذلك، قوله -تعالى-: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
- أن يتحرى المال الكريم الطيب الحلال
وليس الخبيث الذي لا يقبله الله -سبحانه وتعالى-، ومن ذلك قال -تعالى-: (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ)، وقد قيل في الإقراض؛ هو من المندوبات والمستحبات التي حث عليها الدين الإسلامي والسنة النبوية الشريفة، وقد وعد الله -سبحانه وتعالى- المقرض بمضاعفة أجره.
القرض الحسن
سمى الله -سبحانه وتعالى- القرض الذي يُنفق في سبيله -عز وجل-، وفي طُرق الخير الكثيرة لينال به المسلم رضا الله -سبحانه وتعالى- والأجر العظيم و دخول الجنة بالقرض الحسن، قال الله -تعالى-: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
ضوابط القرض الحسن
ضوابط القرض الحسن كثيرة ومن أهمها؛ رد القرض وإرجاعه إلى صاحبه في الوقت المتفق عليه بين الطرفين، وعدم إنكاره وأن لا يكون رديئاً ويُعطى للأحوج فالأحوج، وألا يراه كثيراً حتى لو كان المال كثيراً، وأن يكون في المال المحجوب عند صاحبه، ولا يرى في نفسه المباهاة بأنه غني، ويُشعر الفقير بالمذلة عند إعطائه المال.
وفي القرض الحسن يحرص المسلم دائما أن يبحث ويتحرى أفضل الجهات والمؤسسات التي تكون بحاجةٍ كبيرة وفيها نفع للمسلمين عامة، فعندما تجتمع هذه الضوابط جميعها يكون إقراضا لله -سبحانه وتعالى-، والإقراض دائماً يختلف عن الصدقة، لأن الصدقة تكون لله -سبحانه وتعالى-.
وتُنفق على الفقراء والمساكين ، ولا يوجد فيها إعادةٌ للمال أي لا يُرد المال الذي يُنفق في الصدقة، أما الإقراض فيكون أيضاً لله -سبحانه وتعالى-، وفي وجوه الخير؛ ولكن فيه إعادةٌ للمال وإرجاع لأصحابه في الوقت المتفق عليه بين الطرفين.