شروط العبادة في الإسلام
شروط العبادة في الإسلام
يُشترط لقبول العبادة شرطان اثنان، آتيًا بيانهما:
الشرط الأول: إخلاص النّية لله تعالى
فحتى تكون العبادة مقبولة لا بدّ من إخلاص النية فيها لله وحده، إذ إنّه لا يجوز عبادة غيره أو إشراك غيره في النّية، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}، وعلى هذا فمن نوى في عبادته غير الله من إرادة مدح الخلق أو التقرب منهم أو قَصَد العمل خوفًا من مخلوق، فهذا لا يثاب ولا يقبل عمله، وإن قصد بهذه العبادة وجه الله تعالى وخالطت نيته رياءً وسمعةً فهذا أيضًا ممن لا يقبل منه.
الشرط الثاني: موافقة العبادة للشّريعة الإسلامية
فلا بدّ أن تكون العبادة موافقةً لما جاء في القرآن الكريم والسنّة النّبوية الشريفة حتى تكون مقبولةً عند الله تعالى، وموافقة العبادة للشرع تكون في تحقق ست أوصاف بيانها آتيًا:
أن تكون العبادة موافقةً للشرع في سببها
إذ إنّ التعبّد في سبب لم يثبت شرعًا يعد بدعةً مردودةً على صاحبها، فقد رُوي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ).
أن تكون العبادة موافقةً للشرع في جنسها
فلا يجوز مثلًا للمضحي أن يضحي بغير الأنعام الوارد ذكرها تحديدًا في الشرع، فلو ضحى أحدهم بدجاجة فإنّه بذلك يعد مخالفًا للشرع.
أن تكون العبادة موافقةً للشرع في قدرها
فلو زاد أحدهم في صيام رمضان عشر أيام أو صلّى الظهر ستًا فإنّ عبادته هذه مخالفة للمقدار المحدد شرعًا.
أن تكون العبادة موافقةً للشرع في كيفيتها
فلو وافقت عبادة الإنسان لسبب وقدر وجنس العبادة وخالفت الكيفية فلا تصح منه ولا تقبل، ومثاله: كمن أراد الوضوء فبدء بغسل وجهه مثلًا، فلا يصح وضوءه بذلك أو أراد الصلاة فكبّر وسجد مباشرةً فهذا لا يصحّ منه أيضًا.
أن تكون العبادة موافقةً للشرع في زمانها
فلا يجوز صيام رمضان في شعبان مثلًا، ولا تجوز صلاة العشاء في وقت الغروب، فوقت العبادات محدد بالشرع وعلى المسلم الالتزام به.
أن تكون العبادة موافقةً للشرع في مكانها
فلو وقف الحاج في مزدلفة يوم عرفة فلا يجوز له ذلك وإن كانت عبادته قد وافقت بقية الأوصاف.