مفهوم النص
مفهوم النص
إنّ الحصول على تعريفٍ جامعٍ مانع للنص يحتاج إلى جهد ودراسة واسعة من الصعب على المتخصّصين تتبعها، واستقصاؤها في حقول اللسانيات، وذلك لاختلاف المنطلقات والاتجاهات الفكريّة الخاصة بكل تعريف للنص، وبسبب اختلاف الطرق المتتبعة في تحليل وتناول النصوص، فلكل باحثٍ منهج ، يحقق من خلاله غايات وأهداف خاصة، وفي ما يلي سنحاول تقديم تعريفٍ يشمل جميع جوانب مفهوم النص.
تعريف النص
مصطلح النص في المادة المعجميّة واللغة مستمدة من الفعل نصص، وهي تعني كل شيءٍ ظاهر وواضح، أما في الاصطلاح فالنص: هو عبارةٌ عن ظاهرة لغويّة، يزيد فيها المعنى على اللفظ، تجمع بين الجملة والكلام والقول والتبليغ والخطاب والنظم، أي مستوى التركيب، ومستوى الدلالة والخطاب الذي يحتاج إلى متكلم وسامع ورسالة ومقام خاص بهذا الخطاب، ومن جانبٍ آخر هو التفسير والتأويل والشرح، في حالة أنّ النص يتمحور حول حضارة أو ثقافة خاصة بشعبٍ عريق، وهي من الممكن أن تكون كل ما يكتب، ويعبر عن أفكار ومواضيع مختلفة، وهنا نختص بهيئات النص، الذي قد يكون نثراً، أو شعراً، وفي علوم الفقه والتشريع، يعرف النص بأنّه جزءٌ من القرآن أو السنة ، يروى لاعتبارات مختلفة، وأدوات النص القلم في الكتابة، واللسان في التعبير، ومن المتعارف عليه أنّ النحاة والبلغاء لم يستخدموا مفهوم النص كما نستخدمه اليوم، وإنما كان المعنى مختلجاً في نفوسهم، وعقولهم، وأخرجوه عندما رأوا أنّ هنالك حاجة لتوثيق ثقافاتهم، ومعارفهم، وعلومهم.
عناصر النص
هنالك مجموعةٌ من العناصر التي توجد بشكلٍ أساسي في أي نص على اختلاف أشكال النصوص، ومن هذه العناصر ما يلي:
- الألفاظ: هي أصغر وحدات النص ومكوّناته، وهنا لا نعني اللفظة بمفردها إذ لا قيمة للكلمة بمفردها، وإنما نعني اللفظة المتضمّنة ضمن نسقٍ يسمى السياق، وبالترابط مع مجموعة من الكلمات والألفاظ الأخرى.
- الأفكار: هذا العنصر من أهم العناصر المعنويّة التي تربط بقية العناصر، إذ إنّ الأفكار هي العلاقة والأداء ، وهي أيضاً الدافع الأساسي لقيام النص.
- المعاني: هذا العنصر أوسع عناصر النص، ومن خلاله يحكم على النص بالقوة أو الضعف، وبالجمال أو القبح، ومن خلال المعاني يظهر مدى إبداع الكاتب وما قيمته، ومستواه التعليمي.
- الخيال: هو الضرورة الأساسيّة التي يعتمد عليها الكاتب في النص، ليفرغ ما يثقل نفسه في النص من خلال الخيال.
- الصور البيانيّة: من أقدم عناصر النص هو الصور، فهي تجسّد كل ما هو معنوي، ليصبح الفهم أقرب للقارئ.
- العاطفة: هي ما يجعل التنوع والتغيير في الألفاظ والمعاني، والأساليب، والصور.
- الأساليب: من المفترض أن يجمع الأسلوب بين القوة والوضوح والجمال.
- الإيقاع الموسيقي: عنصر الموسيقا من جماليات النص، فهي تجذب القارئ وتمتعه خلال تلقيه للنص.