شروط التيمم
التيمم
- التيمم لغة: القصد، فيُقال تيممت فلاناً وتأممته أي قصدته وعمدته، حيث قال الله -تعالى-: (وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ) ، أمّا التيمم في الاصطلاح: فهو أن يقصد المسلم التراب الطيب الطاهر لمسح وجهه ويديه بشروط مخصوصة وكيفية مخصوصة، وقد ثبتت مشروعية التيمم في الكتاب والسنة وإجماع العلماء ، حيث قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا).
- وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الله -تعالى- قد بيّن الحكمة من مشروعيته للتيمم، وذلك بقوله -تعالى-: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، ومن خلال الآية السابقة يتضح أنّ الحكمة من مشروعية التيمم تكمن في ثلاثة أمور:
- رفع الحرج عن المسلمين.
- إرادة التطهير للمسلمين.
- إتمام نعمته -تعالى- على المسلمين، وذلك أنّ شرع التيمم وأباحه لهم، وجعل الصعيد الطيب طهوراً.
شروط التيمم
يُشترط لصحة التيمم ثمانية شروط بيانها فيما يأتي:
النية
ذهب جمهور العلماء إلى القول باشتراط النية للتيمم من الحدث، وممّا استدلوا به على ذلك قول الله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) .
الإسلام والتكليف
ذهب جمهور العلماء إلى القول أنّ الإسلام شرط في صحة التيمم؛ وذلك لأنّ التيمم يعدّ عبادة والعبادة لا تصح من الكافر، كما اتفقوا على أنّ المتيمّم لا بدّ أن يكون أهلاً للطهارة ؛ وذلك بأن يكون بالغاً عاقلاً فلا يصح تيمّم المجنون لكونه قد فقد عقله، ولا تيمّم الصغير لكونه لم يبلغ، أمّا الصبي المميز فيصح منه التيمم وإن كان لا يجب عليه.
انقطاع دم الحيض والنفاس للمرأة
اتفق العلماء على أنّ من شروط صحة التيمم انقطاع دم الحيض أو النفاس عن المرأة، وغير ذلك من موجبات الغسل ، وذلك لأنّ التيمم إن كان عن حدث أكبر فيُشترط لصحته انقطاع ما ينافيه.
إزالة ما يمنع مسح أعضاء التيمم
اتفق الفقهاء على أنّه من شروط صحة التيمم ألا يكون على عضو التيمم حائل يحول بين المسح والبشرة نحو: الشمع أو الدهن؛ وذلك لأنّ المسح سيكون للحائل لا للبشرة.
دخول وقت الصلاة
ذهب جمهور العلماء إلى أنّه يُشترط لصحة التيمم دخول وقت الصلاة المتيمم لها، فإن تيمم بعد دخول وقت الصلاة المكتوبة جاز للمتيمم أن يصليها وما شاء من النوافل.
تعذر استعمال الماء
سواء كان ذلك لعدم وجود الماء حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الصَّعيدُ الطَّيِّبُ وضوءُ المسلمِ وإن لم يجدِ الماءَ عشرَ سنينَ)، أو كان بسبب الخوف على النفس باستعمال الماء لمرضٍ أو قرحٍ أو نحو ذلك، بحيث يكون استعمال الماء سبباً في زيادة المرض أو تأخر الشفاء منه، حيث قال الله -تعالى-: (وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا) .
طلب الماء
ذهب الإمام الشافعي وأحمد -رحمهما الله- إلى اشتراط طلب الماء لمن كان تيممه بعذر فقد الماء وعدم وجوده، ويكون الطلب بأن يطلب الماء في الرفقة والرحل، أو إن رأى خضرة وأشجار تدل على وجود الماء قصد ذلك المكان، أو إن كان قريباً من شيءٍ مرتفعٍ أتاه وقصده، وإن لم يكن نظر في جهاته الأربعة.