شرح وسائل الاتصال قديمًا وحديثًا للأطفال
شرح وسائل الاتصال قديمًا
تنوعت أشكال الاتصال بين الناس في الماضي من وسائل لفظية، ومكتوبة ورسومات على الجدران والهدف منها إيصال المعلومات والرسائل إلى الأشخاص والتواصل معهم.
الحمام الزاجل
يُعتبر الحمام الزاجل (بالإنجليزية: Carrier pigeons) أو كما يسمى الحمام الحامل من الطرق القديمة جدًا في الاتصال، ومع أنّ جسم الحمامة يبدو صغيرًا على حمل أي شيء إلّا أنّها تستطيع حمل ما يُقارب 75 غرامًا على ظهرها مع التدريب المستمر على ذلك، وقد استُخدم الحمام الزاجل في مصر القديمة، والصين، والرومان، واليونان؛ لإرسال الرسائل فيما يتعلق بالتجارة، والملاحة، والأمور العسكرية، وكان الحمام في بداية الأمر يذهب لإرسال الرسائل في وجهة واحدة ولكن مع تدريبه أصبحت رحلة الحمام الزاجل ذهابًا وإيابًا، بحيث يحمل الرسالة ويعود بالإجابة بعد مُدة؛ لذا كان الحمام في القديم يقطع مسافةً تصل إلى 160 كيلومترًا.
البريد
من الطرق القديمة في الاتصال استخدام البريد (بالإنجليزية: Mail) أو كما يُشاع عنه بريد الحلزون (بالإنجليزية: Snail Mail) والذي يشبه في الحلزونة أو البريد العادي، والملفت في استخدام البريد أنه لا ينحصر في إرسال الرسائل الورقية فقط إنّما يُمكن من خلاله إرسال الهدايا مثل الأقلام، أو الألعاب الصغيرة، وغيرها من الأدوات، فعندما كانت تصل ورقة إلى الشخص بوجود رسالة أو هدية ما في عنوان بريده يذهب ويستلمها بكل مُتعة وتشوّق لمعرفة ما فيها، ومن الجدير بالذكر أن البريد لم ينقرض تمامًا إلى وقتنا هذا ولم يقتصر على وجود صندوق البريد فحسب إنّما أصبح هناك مبنى حكومي لإرسال واستقبال الرسائل من دولة إلى أخرى بالإضافة إلى بعض الخدمات المحلية داخل المناطق.
الإشارات الدخانية
الدخان الأسود (بالإنجليزية: Black Smoke) أو الدخان الأبيض (بالإنجليزية: White smoke) رمز قديمًا إلى وجود رسالة ما، حيث تشتعل النيران ويتصاعد الدخان لإيصال رسالة إلى القبائل أو الأشخاص في المناطق الأخرى، وكانت الإشارات الدخانية شائعة جدًا في القرون السابقة حيث كان للون سحابة الدخان، وشكلها، وحجمها، والزمن الذي يفصل بين سحابة وأخرى معنى مُحدد، وهذه بعض من الدلالات التي كان مُتعارفاً عليها في القدم خاصةً في أمريكا الشمالية، والصين، واليونان، وغيرها:
- إخراج سحابة واحدة من الدخان بتغطية النار ببطانية مثلًا، يعني ذلك الحذر والانتباه وأنّ هناك شيئًا ما يحدث في المكان.
- تدُل الرسالة التي توصلها سحابتان من الدخان أنّ كل شيء على ما يرام.
- اخراج 3 سحابات من الدخان يعني طلب المساعدة والإعلام بوقوع خطر ما.
- استخدام الصينيون إشارات الدخان لإرسال رسائل مفادها اقتراب العدو من المكان بالرغم من المسافات الكبيرة التي تفصل الفِرق عن بعضها.
- انبعاث الدخان الأبيض من الكنائس يرمز إلى الاتفاق على اختيار البابا الجديد، أما الدخان الأسود فيدل على عدم انتخاب البابا.
استخدام الرموز على جدران الكهوف
إشارات الكهوف (بالإنجليزية: Caves signs) من الطرق القديمة في الاتصال والتي تُشير أيضًا إلى الفن البشري منذ ما يزيد عن آلاف السنين؛ فكانت الرسومات تُخَط على جدران الكهوف بالإضافة إلى الأشكال البيضاوية، والدوائر، والمستطيلات، وبصمات الأيدي، والخطوط المتقاطعة، وغيرها؛ لإيصال رسائل معينة فكل واحدة من هذه الرسومات والرموز لها دلالة معينة وكان الناس يلجأون إلى رسمها للتواصل مع بعضهم من خلالها.
التلغراف
جاءت تسمية التلغراف (بالإنجليزية: Telegraph) من الكلمة اليونانية (tele) والتي تعني على مسافة، والكلمة (graph) والتي تعني الكتابة، ففي عام 1830م كان التلغراف مكوناً من سلك يصل طوله إلى ميل واحد أي ما يعادل (1.6 كيلومتر) وبعدها تمّ التطوير على مكونات جهاز التلغراف شيئًا فشيئًا، ليتمكن التلغراف فيما بعد من إرسال أول رسالة رسمية عام 1844م أو كما كانت تسمى البرقيّات، وبذلك حقق استخدام التلغراف نقلةً نوعيّةً في التكنولوجيا آنذاك ليتم بعدها اكتشاف المزيد من وسائل الاتصال الأكثر سرعة وحداثة.
قبل اكتشاف الكتابة وفي الوقت الذي انعدم فيه وجود التكنولوجيا والإنترنت وبسبب تباعد المسافات والأماكن، كان لابدّ من وجود طريقة للتواصل بين الناس لتسيير أمورهم، لذا ظهرت أهمية استخدام وسائل الاتصال لنقل الرسائل الحربية، والتجارية، والرمزية للأحداث والمناسبات، وتميزت بعض الشعوب بطرق إبداعيّة للاتصال والتواصل فيما بينهم بطرقٍ شتّى وأثبتت هذه الطرق فعاليّة كبيرة في ذلك الزمان، مثل: الحمام الزاجل، والبريد، والإشارات الدخانية، والتلغراف.
شرح وسائل الاتصال حديثًا
توسعت دائرة الاتصال حديثًا وتنوعت أشكال التواصل التي سمحت البقاء على اتصال بشكل دائم مع الآخرين وفي أي مكان في العالم من خلال استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من أدوات التكنولوجيا الحديثة، ومن أشهر وسائل الاتصال الحديثة ما يأتي:
الهاتف
الهاتف الخلوي (بالإنجليزية: Cell Phone) أو الهاتف النقال أوالهاتف المحمول هذه كلها أسماء شائعة للهاتف منذ استخدامه إلى يومنا هذا، كانت بداية اختراع الهاتف سلكيًا وفي أماكن ثابتة حيث لم يكن من الممكن حمل الهاتف إلى أي مكان يذهب إليه المُستخدم، ولكن مع التقدم التكنولوجي أصبح بالإمكان حمل الهاتف لاسلكياً في جيب المستخدم أينما حل وارتحل، وبمزيد من التطور أصبح هناك أشكال، وأنواع، وأحجام مختلفة من الهواتف الحديثة والقديمة بخدمات تكنولوجية متقدمة جدًا، فقد أتاح استخدام الهواتف المحمولة الفرصة الكافية ليتواصل الناس مع بعضهم البعض في أي وقت وأي مكان من خلال الرسائل النصية، والرسائل الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة.
الحاسوب
استُخدم الحاسوب أو الكمبيوتر (بالإنجليزية: Computer) في بداية التسعينات حيث كان حاسوبًا منزليًا بشكل محدد، وأصبح بعد ذلك حاسوبًا محمولًا يمكن حمله ليُسهّل الكثير من التعاملات الإلكترونية بين الناس بوجود الإنترنت، فأصبح وسيلةً مهمةً جدًا في الاتصال والتواصل بينهم من خلال المدوّنات، والمواقع، والشبكات الإلكترونية.
الفاكس
يُعد الفاكس (بالإنجليزية: Fax) أو الناسخ؛ من وسائل الاتصال الإلكترونية المهمة والسريعة في نقل المعلومات، وذلك من خلال تقنية المسح الضوئي للمستندات الورقيّة بما فيها الرسوم البيانية، والصور والمخططات، وإرسالها على الفور للجهاز الآخر للشخص المُستلم، حيث يُمكن إرسال الوثائق عن طريق الحاسوب المدعّم بمودم الفاكس من دون الحاجة إلى طباعتها أولًا.
طرق شرح وسائل الاتصال قديمًا وحديثًا للأطفال
يتطلب شرح وسائل الاتصال القديمة والحديثة المُختلفة مهارةً وتنوعاً في الأدوات المستخدمة لتوصيل فكرتها للأطفال وعرضها أمامهم، ومن التقنيات التي تساعد على ذلك ما يأتي:
الفيديوهات التعليمية
الفيديوهات التعليمية من أكثر الطرق الشائعة المُستخدمة لإيصال الفكرة للأطفال بأسلوب بسيط وشيّق، ويوجد الكثير من الفيديوهات التي تخدم هذه الفكرة وتوضح كيفية تطوّر وسائل الاتصال بين الماضي والحاضر وأبرز الفروقات بينهما وذلك من خلال الرسوم الكرتونية التي يُحبها الأطفال وينجذبون إليها.
الألعاب الرقمية
تُعتبر الألعاب الرقميّة من الخيارات القوية لإيصال مفهوم ما إلى الأطفال، لذلك يُمكن استغلال وجود التطبيقات الرقمية لشرح التواصل بين الناس قديمًا من خلال تحفيز الخيال عند الأطفال وكأنهم يعيشون في ذلك الزمن حقيقيةً، وتطويرعنصر المشاركة والتفاعل مع الأحداث وكأنها واقع لتترسّخ هذه الوسائل في عقولهم، خاصةً الوسائل القديمة كالإشارات الدخانية، والجدير بالذكر أن استخدام هذه الألعاب يجمع بين التسلية والتعليم في نفس الوقت فلا يشعر الطفل أنّه مُجبر على التعلّم.
البطاقات التعليمية
تكمن مُتعة البطاقات التعليمية في مشاركة الأهل أطفالهم ترتيبها وإيجاد الرابط بين هذه البطاقات، فمثلًا يُمكن إحضار بطاقة تحتوي على كلمة دخان وبطاقة أخرى تحتوي على شكل الدخان ويقوم الطفل بإيجاد الكلمة المرتبطة بالصورة، ونفس الشيء في كلمة الحمام وبطاقة أخرى لصورة حمامة مع معلومات عن الحمام الزاجل، وهكذا لصورة الهاتف وكلمة الهاتف، ويُفضّل أن يقوم الأب أو الأم بإعطاء معلومات بسيطة عن كل بطاقة عندما ينجح الطفل في ربطهما معًا ليستفيد بأكبر قدر ممكن من المعلومات والمتعة في نفس الوقت.
الأنشطة الحركية والتمثيلية
يُحب الأطفال فقرات التمثيل كثيرًا فيلعب كل منهم دورًا يُتقنه أمام الآخرين سواء في المدرسة أو المنزل، حيث يُمكن كتابة مسرحية صغيرة من قبل الأهل أو المعلّم توضّح آلية وسائل الاتصال الحديثة، فتحتاج الأم مثلًا إلى ورقة مستعجلة لا توجد معها، وتعطيها للطفل الذي يوجد في الغرفة المقابلة لينسخ منها نسخة بوجود الفاكس خياليًا ويرسلها إلى والدته وهكذا، كذلك يمكن تنظيم زيارة ميدانية لكهف قديم ورؤية الإشارات والرموز بداخله وشرحها للأطفال، وبالنسبة لوسائل الاتصال الحديثة متوفرة ويمكن استخدامها في التمثيل من قِبل الأطفال بكل سهولة كالهاتف والكمبيوتر اللوحي، ويكمن دور الأهل هنا في استغلالها في التعليم إلى جانب اللعب.
منذ وُجد الإنسان وُجِد الاتصال فلا يمكن العيش من دون الاتصال مع الآخرين وإن اختلفت أشكال الاتصال تبعًا للزمن الذي يعيش فيه الإنسان، حيث بدأ الاتصال بالأدوات البسيطة والمتوفرة قديمًا مثل النار، والدخان، والرموز في الكهوف، والحمام الزاجل، لتصبح أكثر تطوراً باستخدام التكنولوجيا والانترنت لتناسب مع متطلبات العصر الذي نعيش فيه ومع التقدم الذي يعيشه الإنسان ستظهر وسائل اتصال جديدة في المستقبل.