تحليل قصة التوت المر
تحليل قصة التوت المر
تلقَّت الرواية منذ صدورها ردود فعل وانتقادات سلبية وإيجابية، حتى أنَّ كثيرين استغربَ وجودها ضمن أفضل مئة رواية عربية لأنَّها حكاية بسيطة جدًّا تروي بطريقة سلسة واحدة من مشكلات الشباب، وربَّما هذا كان أحد أسباب نجاحها، إذ وظَّف الكاتب تلك المشكلة ووجَّه جهود الشباب لحلِّ تلك المشكلة ونجحوا في النهاية في التخلص منها.
وكان النقد الإيجابي لها أنَّها وثقت الحياة في تلك الحقبة الزمنية، ونشرت تراثًا وتقاليد وعادات أهالي جنوب تونس بأسلوب بسيط وجذاب، بينما رآها البعض بسيطة جدًّا، على مستوى الأحداث والأسلوب المتَّبع فيها، حيث أنها تضمنت حدثين رئيسيين فقط: إنشاء جمعية إنقاذ الشباب لحمايتهم من المخدرات في القرية، وقصة حب بين عبد الله وعائشة.
كما أنَّ اللغة وصفت في بعض الأحيان بأنها سوداوية ومعقدة، والنهاية كانت خيالية وغير واقعية نوعًا ما، ويسعى الكاتب من خلال القصة إلى الإشادة بالقيم الإنسانية المثلى، لذلك أكثر من العبر والحكم فيها، كما أنَّ فيها بعض الطرافة والفكاهة التي تنبع من اليأس والفقر أحيانًا.
نبذة عن قصة التوت المر
نشرت هذه الرواية أول مرة في عام 1967م عن الموقع الوطني للترجمة والنشر والتوزيع، وجاءت الرواية في نحو 312 صفحة، وهي من تأليف الكاتب التونسي محمد العروسي المطوي ، وهي قصة اجتماعية واقعية، تروي قصة مجموعة من الشباب التونسيين وصراعهم الكبير ضدَّ ما تمَّ تكريسه من قبل الاستعمار مثل تعاطي التكروري والتجارة به.
وقد حظيت بنجاح كبير عند نشرها، واختيرت الرواية لاحقًا من ضمن أفضل مئة رواية عربية وفق اتحاد الكتاب العرب، كما ترجمت إلى العديد من اللغات مثل الإسبانية في عام 2006م، ولاقت ردود أفعال كثيرة.
مؤلف قصة التوت المر
يعد محمد العروسي من أشهر الكتاب التونسيين، ولد عام 1920م جنوب تونس، حصل على شهادة في الحقوق وشهادة في الأبحاث الإسلامية، وزاول مهنة التدريس لمادتي الأدب والتاريخ فترة طويلة في تونس ، التحق بعدها بالعمل الدبلوماسي، وشغل منصب سفير تونس في العديد من الدول العربية إلى عام 1963م.
كان عضوًا ومؤسسًا لاتحاد الكتاب التونسيين، وأسس في حياته نادي أبي القاسم الشابي الثقافي، توفي في عام 2005م عن عمر يناهز 85 عامًا، تاركًا خلفه العديد من المؤلفات منها: التوت المر، رجع الصدى، حليمة، فرحة الشعب، الدهليز، من طرائف التاريخ، تحفة المحبين وغيرها.
اقتباسات من قصة التوت المر
تضمنت قصة التوت المر العديد من الاقتباسات المعبرة، ويمكن من خلال الاقتباسات الاطلاع على أسلوب الرواية، وبعض الاقتباسات من قصة التوت المر فيما يأتي:
- أريد أن أرى نفسي أمشي على قدمي، مرفوعةَ الرأس، منتصبةَ القامة، لقد سئمتُ حياتي، سئمتُ انكبابي على الأرض.
- فرنسا تمنع التكروري في بلادها، لكنه هنا مباح، هل هناك أعجب من هذا، هل تودّ حكومة الاستعمار أن تسلم عقول الشعب وتصح أجسامه، محال
- لأنّها كانت تطفو فوقها وتعلوها صورة عائشة، صورة المأساة والمرارة، بدت له كما رآها أوّل مرة، تمتشِط تحت شجرة التّوت.
- بينما تبدّت له صورة عائشة ضاحكةً راقصةً تحت شجرة التّوت، ترتفع يداها فوق رأسِها فتتشابكُ مع الأغصان.