شرح مفهوم التعاون في الإسلام للأطفال
شرح مفهوم التعاون في الإسلام للأطفال
إنّ التّعاون مفهوم يجب غرسه في نفس الطفل منذ نعومة أظفاره؛ حيث لا يستطيع أن ينجز نواحي حياته بدون إدراك مفهوم التّعاون وتطبيقه، كما يُعدّ ضرورة رئيسة لاستمراريّة الحياة؛ ومن الجدير بالذّكر أنّ الإنسان يجب أن يكون تعاونه على البر والتقوى وألا يتعاون على فعل المنكر، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
ومفهوم التعاون يكمُن في مدّ يد العون لفعل الخيرات، سواء كان ذلك فردًيا أو جماعياً، فقد يعود أثر التعاون الإيجابيّ على الفرد والمجتمع، ومن الأمثلة على التعاون الحسن: أن تتفق مجموعة من النّاس على تشييد المدارس أو المراكز الخيرية وغيرها، حيث يتمّ بذل أقصى جهد لإنجاح مشروع أساسه الخير، وهذا بالنسبة للتعاون على الخير، فبذلك يحقق العبد الفوز العظيم في الدنيا والآخرة.
أمّا بالنسبة للآثار المترتبة على التعاون على الشّر؛ فبذلك تُسلب حقوق العباد نتيجة ضعف الإيمان القلبي ، والبعد عن الله -تعالى-، كما ويُعدّ التعاون على الإثم والعدوان من الأسباب الرّئيسة للتخريب ولدمار الفرد والمجتمع، وهذا النوع من التّعاون يعطّل أمرًا من أمور الشريعة الإسلاميّة.
فوائد التعاون في الإسلام
فيما يأتي بيان أهم فوائد التعاون في الإسلام:
- التماسك والقوة بين أفراد المجتمع.
- الإخلاص التامّ لله -تعالى- في كافّة الأعمال.
- الفوز بمحبة الله -تعالى- ورضاه في الدنيا والآخرة.
- التعاون يوفر الوقت والجهد، ممّا يؤدّي إلى سرعة كبيرة بالإنجاز.
- التعاون من الثمرات التي تورث الأخوة والمحبة بين الناس.
- قمع الظلم فيمن ظُلم.
- حماية الفرد والمجتمع من كافة عوامل الاضطهاد والسّيطرة.
- إنجاز الأعمال المستعجلة والكبيرة.
- الابتعاد التامّ عن حبّ الذات والنرجسيّة والأنانيّة.
- التعاون ثمرة من ثمرات الإيمان بالله -تعالى-.
- السعادة التي يشعر بها المتعاون، و إزالة الضغينة من القلب .
- التعاون من الوسائل الذي من خلاله يُتقن في العمل، ويكون على عجلة من بالتقدم التكنولوجي والتطور العلمي.
- التعاون يُشعر صاحبه بالقوّة وسهولة العمل وتيسيره.
- تحقيق الاستثمارات الكبيرة والشائكة.
- استثمار قدرات الأفراد وملكاتهم المدفونة، ليصبح المجتمع أكثر تطورًا.
- التقليل من الازدواجية بالعمل، مع خلق روح التشاركيّة بين الأفراد.
الآيات الدالة على التعاون في الإسلام
فيما يأتي بيان بعض الأدلة الواردة في القرآن الكريم، والتي تدل على التعاون وأهميته:
- قال -تعالى-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
- قال -تعالى-: (يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
- قال تعالى: (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ* قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ).