أسباب العنصرية ضد السود
أسباب العنصرية ضد السود
العنصرية هي الاعتقاد أن هناك علاقة سببية بين الصفات الجسدية الموروثة وصفات الشخصية والأخلاق والفكر وغيرها من الصفات السلوكية والثقافية، وبأنه يمكن تقسيم البشر إلى كيانات منفصلة بيولوجيًا وحصرية تسمى الأجناس، وأن بعض الأجناس تتفوق على غيرها بالفطرة، ومن أشهر أنواع التمييز العنصري هي العنصرية ضد ذوي البشرة السمراء، وتتعدد أسبابها، ومن أهم هذه الأسباب ما يأتي:
المصلحة الذاتية
يُمكن القول أنّ السبب الجذري للعنصرية ضد السود هي المصلحة الذاتية، فخلال القرنين 17 و 18، وعندما اكتشف المستثمرون أن الخدم بعقود لا يمكنهم العمل في زراعة السكر والتبغ والقطن، اختطفوا أشخاص من إفريقيا وأجبروهم على العبودية ، وبرروا هذا العمل الهمجي بأن العبيد كانوا أقل من البشر لذا فإن العبودية مقبولة بالنسبة لهم.
العنصرية العلمية
يقول الكثيرون إن الجهل يولد العنصرية، إلا أن دعم المعتقدات العنصرية جاء من أكثر العقول ذكاءً في التاريخ، فعندما حل العلم كسلطة فكرية محل الدين والخرافات، كان العلم هو الذي يبرر العديد من المعتقدات العنصرية، مثل اعتقاد أن الأطفال المختلطين الأعراق عمرهم قصير ويعانون من مشاكل صحية أكثر من غيرهم.
الحفاظ على الوضع الراهن
تُبرر العنصرية في الغالب بأنها من أجل الحفاظ على القانون والنظام وحفظ السلام، وقد كتب إبرام العاشر كندي في كتاب "مختوم من البداية" أنه لطالما قُمعت محاولة مقاومة التمييز العرقي من خلال الأفكار العنصرية، مثل أن السود بطبيعتهم عنيفون وخطرون، مما أدى إلى عدم انزعاج الناس من وحشية الشرطة مع السود أو السجن الجماعي في حقهم.
السياسات التمييزية
مما يعزز المعتقدات العنصرية ويبقي الناس في حالة فقر هو السياسات التي تميز على أساس العرق، مثل القوانين التي تمنع السود من تجميع الثروة، وقوانين الإسكان التي منعت الكثير من السود من امتلاك منازل في أحياء معينة، وتم تحويلهم إلى مساكن أقل جودة.
عدم محاربة العنصرية
أحد أسباب استمرار التمييز العنصري هو أن الأشخاص الطيبين لا يتحدثون بصراحة ضدها، فبالرغم من محاربة العبودية من قبل دعاة إلغاء الرق، إلا أنهم لم يناهضوا القوانين والأفكار العنصرية التي حالت دون أن يصبح السود مواطنين كاملين ومتساوين، ويعتقد ذوي النوايا الحسنة أن محبة الجميع ستنهي العنصرية، إلا أنه يمكن للتغيير المنهجي فقط أن يكون له تأثير حقيقي.
التمثيل الإعلامي
تعد وسائل الإعلام انعكاسًا لثقافة المجتمع عامة، ويعتبر تمثيل وسائل الإعلام المتمثلة بالكتب والتلفزيون والموسيقى والأفلام للأعراق مؤثراً على نظرة المجتمع لها، إذ إنها تحافظ على الصور العنصرية النمطية حية وتعزز منها، وبالتالي تغذي العنصرية.
تؤدي العنصرية في وسائل الإعلام إلى آثار سلبية برغم أنها خفية وبدون نوايا خبيثة، فعلى سبيل المثال؛ يتم تمثيل السود في وسائل الإعلام على أنهم فقراء، كما يتم تمثيل الرجال السود بشكل مفرط كمرتكبين لجرائم عنيفة، مما يؤثر على نظرة المجتمع للسود ونظرة السود لأنفسهم.
العيش مع أشخاص عنصريين
من الأسباب الجذرية للعنصرية هو التفاعل مع الأشخاص الذين يشتركون في نفس المعتقدات، مثل أفراد أسرته والأصدقاء العنصريين، فإذا لم يكن الشخص جزءًا من مجتمع متنوع، تصبح التعميمات الإيجابية حول العرق ضارة ويصعب تحديها، ويُبقي العنصرية موجودة.
عدم اعتراف الشخص بالعنصرية في نفسه
يعتقد الكثيرون أن العنصرية يمكن أن تبدو فقط مثل العبودية أو الفصل العنصري، ولا يستطيعون التعرف على العنصرية في أنفسهم، وغالبًا ما يظن الشخص بأنه ليس عنصريًا طالما أنه لا يقوم بالافتراءات العنصرية، هذا الفشل في تحمل المسؤولية وإدراك التحيزات هو السبب الرئيسي وراء استمرار العنصرية.
الأحكام السريعة
يسرع الناس في الحكم على الآخرين بناءً على صفاتهم الجسدية ومظهرهم وملابسهم، نظرًا لكيفية تمثيل وسائل الإعلام للأعراق المختلفة مما يؤدي إلى استمرار المعتقدات العنصرية، فيغدو من السهل جدًا تصنيف مجموعات بشرية كاملة على أنهم عنيفون ومتعالون وكسالى وما إلى ذلك، ويكون لها تأثيرًا كبيرًا على كيفية فهم الآخرين والفرص التي يحصلون عليها، إذا لم يتم تجنب هذه الأحكام السريعة.
إلقاء اللوم على الآخرين
يُعد إلقاء اللوم على الآخرين رد فعل منتشر بالنسبة لكثير من الناس، حيث يبحث المجتمع دائمًا عن كبش فداء عندما لا تسير الأمور على ما يرام، وتنتشر عبارات مثل: "المهاجرون غير الشرعيين يسرقون وظائفنا"، و"السود هم السبب الرئيسي للجريمة في المجتمع"، وبهذا يتم تأجيج الاستياء والمرارة وترسيخ المعتقدات العنصرية، مما يجعل المستضعفين أكثر ضعفًا.
القضاء على العنصرية
هناك العديد من الأمور التي يُمكن القيام بها والإجراءات التي يُمكن اتباعها للحد من العنصرية ضد السود والقضاء عليا تمامًا، ومن أهم هذه الأفكار ما يأتي:
- لا تضحك على النكات التي تحتوي على عنصرية، واعترض عليها.
- ابحث عن الأشياء المشتركة مع المختلفين عنك، وابذل جهدًا للتعرف عليهم وعلى حضارتهم.
- اختر كلماتك بعناية، إذ يمكن للكلمات العنصرية، سواء كنت تقصدها أم لا أن تؤذي الآخرين.
- كن صريحًا في معارضة الممارسات والآراء العنصرية وخاصة مع العائلة والأصدقاء.
- اعمل مع مجموعات مختلفة في إنجاز المشاريع، لزيادة الألفة مع الآخرين والتخلص من التحيز.
- أحضر اجتماعًا غير مألوف، وسافر إلى منطقة جديدة.
- عرّف أطفالك في سن مبكرة مفهوم الاختلاف، واقرأ عليهم قصصًا تشرح وجهة نظر الآخرين.
- ناهض العنصرية والتحيز، عن طريق الانضمام والتطوع للمنظمات ودعمها ماديًا.