شرح قصيدة جرير يمدح عبد الملك بن مروان
نص قصيدة جرير يمدح عبد الملك بن مروان
يقول جرير في مدح الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان:
أَتَصحو بَل فُؤادُكَ غَيرُ صاحِ
- عَشِيَّةَ هَمَّ صَحبُكَ بِالرَواحِ
يَقولُ العاذِلاتُ عَلاكَ شَيبٌ
- أَهَذا الشَيبُ يَمنَعُني مِراحي
يُكَلِّفُني فُؤادي مِن هَواهُ
- ظَعائِنَ يَجتَزِعنَ عَلى رُماحِ
ظَعائِنَ لَم يَدِنَّ مَعَ النَصارى
- وَلا يَدرينَ ما سَمكُ القَراحِ
فَبَعضُ الماءِ ماءُ رَبابِ مُزنٍ
- وَبَعضُ الماءِ مِن سَبَخٍ مِلاحِ
سَيَكفيكَ العَواذِلَ أَرحَبِيٌّ
- هِجانُ اللَونِ كَالفَرَدِ اللَياحِ
يَعُزُّ عَلى الطَريقِ بِمَنكَبَيهِ
- كَما اِبتَرَكَ الخَليعُ عَلى القِداحِ
تَعَزَّت أُمُّ حَزرَةَ ثُمَّ قالَت
- رَأَيتُ الوارِدينَ ذَوي اِمتِناحِ
تُعَلِّلُ وَهيَ ساغِبَةٌ بَنيها
- بِأَنفاسٍ مِنَ الشَبِمِ القَراحِ
سَأَمتاحُ البُحورَ فَجَنِّبيني
- أَذاةَ اللَومِ وَاِنتَظِري اِمتِياحي
ثِقي بِاللَهِ لَيسَ لَهُ شَريكٌ
- وَمِن عِندِ الخَليفَةِ بِالنَجاحِ
أَغِثني يا فَداكَ أَبي وَأُمّي
- بِسَيبٍ مِنكَ إِنَّكَ ذو اِرتِياحِ
فَإِنّي قَد رَأَيتُ عَلَيَّ حَقّاً
- زِيارَتِيَ الخَليفَةَ وَاِمتِداحي
سَأَشكُرُ أَن رَدَدتَ عَلَيَّ ريشي
- وَأَثبَتَّ القَوادِمَ في جَناحي
أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا
- وَأَندى العالَمينَ بُطونَ راحِ
وَقَومٍ قَد سَمَوتَ لَهُم فَدانوا
- بِدُهمٍ في مُلَملَمَةٍ رَداحِ
أَبَحتَ حِمى تِهامَةَ بَعدَ نَجدٍ
- وَما شَيءٌ حَمَيتَ بِمُستَباحِ
لَكُم شُمُّ الجِبالِ مِنَ الرَواسي
- وَأَعظَمُ سَيلَ مُعتَلِجِ البِطاحِ
دَعَوتَ المُلحِدينَ أَبا خُبَيبٍ
- جِماحاً هَل شُفيتَ مِنَ الجِماحِ
فَقَد وَجَدوا الخَليفَةَ هِبرِزِيّاً
- أَلَفَّ العيصِ لَيسَ مِنَ النَواحي
فَما شَجَراتُ عيصِكَ في قُرَيشٍ
- بِعَشَّاتِ الفُروعِ وَلا ضَواحي
رَأى الناسُ البَصيرَةَ فَاِستَقاموا
- وَبَيَّنَتِ المِراضُ مِنَ الصِحاحِ
الأفكار الرئيسة في قصيدة جرير يمدح عبد الملك بن مروان
من أبرز الأفكار الرئيسة في قصيدة جرير في مدح الخليفة عبد الملك بن مروان ما يأتي:
- وصف الشاعر لحاله بعد تقدمه في السن.
- وصف الظعائن ومدى جمالهن وعفويتهن.
- وصف الظعائن بأنّهنّ بدويّات لا حضريّات.
- تفضيل بنات البدو على بنات الحضر من خلال مقارنة يُجريها الشاعر.
- وصف الناقة والرحلة إلى بلاد الممدوح.
- حديث الشاعر مع زوجته حول جدوى قطع كل هذه الأميال للقاء الممدوح.
- حسن ظنّ الشاعر بالممدوح وكرمه وأياديه البيض.
- خطاب الشاعر للممدوح -وهو الخليفة- ومدحه بالكرم وإغاثة الملهوف.
- مدح عبد الملك بن مروان وآل أميّة معه.
- شدّة بأس الخليفة عبد الملك ومناعة أسوار حماه وسيطرته على كل بلاده.
- حديث الشاعر عن الحرب التي جرت بين عبد الملك والصحابي عبد الله بن الزبير.
- إشادة الشاعر بقوة جيوش الأمويين بقيادة عبد الملك بن مروان.
معاني المفردات في قصيدة جرير يمدح عبد الملك بن مروان
من المفردات التي تتطلب شرحًا لبيان معانيها ما يأتي:المفردة | معنى المفردة |
ظعائن | جمع ظعينة وهي المرأة التي في الهودَج. |
القراح | الماء الصافي. |
رباب | هو سحاب أبيض متوسط الارتفاع. |
سبخ | جمع سبخة وهي الأرض المستنقعية التي لا تصلح للزراعة. |
اللياح | هو الأبيض من كل شيء. |
امتناح | الامتناح هو الأخذ، يقولون امتنحَ فلان إذا أخذ العطاء. |
ساغبة | جائعة، من السغب وهو شدة الجوع. |
هبرزيًّا | الأسد. |
العيص | هو الشجر الكثيف الملتف. |
الصور الفنية في قصيدة جرير يمدح عبد الملك بن مروان
من أبرز الصور الفنية في قصيدة جرير في مديح عبد الملك بن مروان ما يأتي:
- فُؤادُكَ غَيرُ صاحِ
شبه الفؤاد بالإنسان الذي ينام ويصحو، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.
- يُكَلِّفُني فُؤادي
شبه الفؤاد بالإنسان الذي يُكلّف الآخرين بأعمال ما، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.
- أَذاةَ اللَومِ
شبه اللوم بالإنسان الذي يُؤذي غيره، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.
- يَعُزُّ عَلى الطَريقِ كَما اِبتَرَكَ الخَليعُ عَلى القِداحِ
شبه الشاعر الجمل الذي يحرص على السير على الطريق بدقة متناهية بالمقمور الذي خُلع ماله الذي يحرص على الضرب على الأقداح علّ ماله أن يعود إليه، فذكر المشبه وهو الجمل والمشبه به وهو الخليع وأداة التشبيه وهي الكاف مع ما، ووجه الشبه وهو الحرص، فالتشبيه هنا تشبيه تام الأركان.
- رَأى الناسُ البَصيرَةَ
شبه البصيرة بشيء يُرى، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.