شرح قصيدة ثورة الشك
كلمات قصيدة ثورة الشك
قال الشاعر السعودي الأمير عبد الله الفيصل:
- أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي
- أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي
يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي
- وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي
وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي
- ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ
يصف الشاعر حالة الحب العالية بينه وبين المحبوبة، فهو لو أراد أن يشك فيها فإنّه يشك في نفسه، وبالتالي يكون خان نفسه بنفسه، ثم يُعرج للحديث عن النّاس وقولهم بأنّ المحبوبة خانت العهد وما حفظته، ومع ذلك فإنّه يحمل لها في قلبه كل الود والحب فهي مُناه وغايته.
- وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَوْدٍ
- يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْرِ أَمْنِ
وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَدَرُ المُوَالِي
- بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَمْ يَفُتْنِي
كَأَنَّ صِبَايَ قَدْ رُدَّتْ رُؤاهُ
- عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّي
يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي
- وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي
يُعرج الشاعر في حديثه عن الشباب وحياة الشباب وأنّ تلك المرحلة من السن قد أدارت ظهرها له، ولكن مع ذلك فهو يشعر في داخله بروح الشباب، ويلومه الناس؛ لأنّه ما زال على العهد القديم من الحب والهيام.
- وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ
- أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي
كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِي
- يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي
عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي
- وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي
وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً
- وَلَكِنِّي شَقِيـتُ بِحُسْنِ ظَنِّي
وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِـيرٌ
- مِنَ الشَّجَـنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِي
تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي
- وَتَشْقَى بِالظُّنُـونِ وَبِالتَّمَنِّي
أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ
- حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي
الشاعر الآن يعود إلى فكرة الشك التي طرحها في بداية القصيدة، وهو أنّه ما يزال يشك في وفاء المحبوبة، ولكنّه يُحاول أن يتمسك بحسن الظن ويلتمس لها الأعذار التي لا يجدها مقنعةً بينه وبين نفسه، وظلال الشك ما زالت تتخذ منه موضعًا تمر عليه في كل حين، وروحه الآن قابعة في العذاب بين ألسنة الشك والحب، وفي النهاية يتمنى من المحبوبة أن تُجيبه عن مدى صدق حديث النّاس أو كذبهم عنها.
الأفكار الرئيسة في قصيدة ثورة الشك
من الأفكار الرئيسة في قصيدة ثورة الشك ما يأتي:
- حالة الشك التي تُراوده ولكنّه يبقى رافضًا لها؛ لأنّ محبوبته تُمثل ذاته.
- حالة الضعف التي تعتري الشاعر؛ بسبب تلك المشاعر التي تتدفق عليه.
- عهد الشباب الذي تولى عن الشاعر مع أنّه دائم الشعور بالصبا داخله.
- الآلام التي يُعانيها الشاعر بسبب حسن ظنه.
- رغبة الشاعر في معرفة الحقيقة من المحبوب نفسه.
شرح المفردات في قصيدة الشك
شرح المفردات في قصيدة الشك فيما يأتي:المفردة | المعنى |
تصني | تحفظني وتحرسني. |
طاف | صار يصول ويجول. |
يساورني | يُصارعني في داخلي. |
مَضْجَعِي | اسم مكان من ضجع، وهو الفراش أو مكان النوم والراحة. |
يُسَاوِرُنِي | يأخذ فكره ويُصارعه. |
أُغَالِطُ | أُوقع بالخطأ. |
الصور الفنية في قصيدة الشك
الصور الفنية في قصيدة الشك فيما يأتي:
- وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ
جعل الهوى مثل الشيء الذي يُحفظ أو يضيع، وهنا استعارة مكنية حيث إنّه حذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
- وَأنْتَ مُنَايَ
تشبيه بليغ، حيث إنّه أبقى على المشبه والمشبه به وحذف أداة التشبيه ووجه الشبه.
- وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَوْدٍ يُوَلِّي
جعل الشباب مثل الإنسان الذي يأتي ويذهب، وهنا استعارة مكنية حيث إنّه حذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
- وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ
جعل الظلال مثل الإنسان الذي يطوف على غيره من أجل حاجة ما، وهنا استعارة مكنية حيث إنّه حذف المشبه به أبقى على شيء من لوازمه.
- وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِـيرٌ مِنَ الشَّجَـنِ
جعل الشجن مثل الإنسان الذي يُساور غيره على أمر ما، وهنا استعارة مكنية حيث إنّه حذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.