شرح قصيدة (اشتدي أزمة تنفرجي)
الأفكار الرئيسة في قصيدة (اشتدي أزمة تنفرجي)
أهم الأفكار الرئيسة في قصيدة (اشتدي أزمة تنفرجي) فيما يأتي:
- ما من أزمة تشتد على صاحبها إلا ولها انفراج تمامًا كالليل آخره صبح ونور.
- المصائب والأحزان لا بد في ثناياها من ألطاف يخف معها الغم حتى يتفضل الله ب الفرج التام الذي لا يبقى معه كرب كالليل المظلم فيه كواكب ونجوم فتخف ظلمته حتى يطلع الصبح.
- على المرء أن يتحلى بالصبر فبعد الغيم مطر وخير.
- فضل الله مُعدّ لشرح النفوس وإذهاب أحزانها فكيف ييأس العاقل عند اشتداد الأزمة؟
- الخلائق كل واحد منهم كائن في نفوذ قدرته تعالى فمنه النفع والضر والسعة وله الحكم تبارك وتعالى.
- استشعار الخوف والرجاء والتوكل وتفويض الأمور لله تعالى ويؤكد أثر الصبر الذي هو أساس التقوى.
- معاش الخلق وأسباب معيشتهم في طلوع ونزول وفق مراد الله.
- الله تعالى يتصرف في أمور عباده وفق حكمة وافق العبد أم لا.
- على الإنسان تسليم أمره لله تعالى فله الخلق والأمر تبارك وتعالى.
- الواجب على العبد الرضا بقضاء الله وتصرفه.
- على المرء أن ينتهز الفرص والدخول لمقامات الهدى قبل الموت وحصول الفوت.
- العيش في ظل التقوى هو الوصول صفو اليقين الموجب للابتهاج.
- الجاهل هو من يستحسن معاصيه.
- على المرء أن يحرص على الأعمال الصالحة ثم يرجو النجاة.
- تلاوة القرآن بخشوع .
- التأمل والتفكر في التلاوة يُقصد منه الفردوس الأعلى.
- الشرع يُثني على صاحب العقل الذي أفهمه أوامر الله ونواهيه.
- كتاب الله هو معلم الناس وواعظهم بما فيه من الوعد والوعيد.
- خيار الناس هم الهداة المهتدين فالعلم يهدي إلى الخير.
- كل نفس ذاقت الاشتياق لمحبوبها وجدت ألمًا بشوقها المعتلج.
- أسرار الله في خلقه في غيبه وملكه لا يعلمها إلا هو.
- الرفق يُلين الجانب مع الناس وأما من عامل الناس بصلابة فلم يدم له عمل.
- ذكر النبي وصحابته ويصلي عليهم في الأولين والآخرين.
معاني قصيدة (اشتدي أزمة تنفرجي)
جدول يوضح معاني الكلمات الصعبة في الأبيات فيما يأتي:الكلمة | المعنى |
اشتدّ | من الاشتداد وهي القوة |
الأزمة | القحط |
البلج | وضوح الصبح |
الظلام | خلاف النور |
سرج | الشمس |
يغشاه | يأتيه |
السحاب | الغيم |
المهج | الدم |
الإبّان | الوقت |
الأرج | انتشار ريح الطيب |
لجج | معظم الماء |
الحرج | الضيق |
الدرك | القعر |
العاقبة | آخر الأمر |
انتسجت | التحمت |
انعرجت | انحرفت |
حِجا | العقل |
مركوزته | وسطه |
فاعجِل | أسرع |
ولج | دخل |
فُرج | الأماكن المتسعة |
المبتهج | المسرور |
المنتهج | السالك |
هِج | تحرك |
ركدت | سكنت |
السماجة | القبح |
ذي حُرق | محترق |
شج | حزن |
ممتزج | مختلط |
التولي | الإعراض |
مندرج | أي بطريق واضحة |
الهمج | الذباب الصغير |
المِقدام | الشجاع |
الثبج | الوسط |
المُعتلج | الغلظة والاشتداد |
الفلج | تباعد منابت الأسنان |
العياب | وعاء يُصنع من الجلد يوضع فيه المتاع |
الشرَج | العرى |
الهرج | الفتنة |
اللهج | المثابر على الشيء |
الخُلج | ألم وتعب في العظام |
البهج | حسن الخُلق |
الخُلُج | السحاب المفترق |
مناسبة قصيدة (اشتدي أزمة تنفرجي)
كان ابن النحوي مجاب الدعوة رجلًا تقيًّا نقيًّا مغتربًا عن بلاده يحسبه أهل عصره من أهل الصلاح والخير وكانت الناس تأتيه كي يدعو لها، فيُروى أن الوالي في عصر ابن النحوي قد رأى رؤيا أفزعته، ويقال إنه رأى في منامه النبي وهو يقول له: ابعث لأبي الفضل بن النحوي في المسجد المعروف بكذا في بلد كذا من يأتيك به، ويقضي مآربه.
كتب له معتذرًا معترفًا بذنبه، وأعاد إليه أملاكه، فلما حضر بين يديه سأله عن حاجته. فأخبره ابن النحوي بأمره، فكتب له بإعادة جميع ما أخبره به، ثم سأله عن وسيلته عند رسول الله فأخبره بنظم هذه القصيدة.
كلمات قصيدة (اشتدي أزمة تنفرجي)
قال ابن مليك الحموي:
لما ضاقت ووهت حجبي
:::فظننت بأني غير نجي
ناديت وصبحي لم يعج
:::اشتدي أزمة تنفرجي
قد آذن ليلك بالبلج
:::وذا اشتدت وعلا رهج
ودجا ما كان به بلج
:::فاصبر فالضيق له فرج
وظلام الليل له سرج
:::حتى يغشاه أبو السرج
دعها تجري فلها قدر
:::والكل وقت معتبر
ورياح الجود لها نشر
:::وسحاب الخير لها مطر
فإذا جاء الأبان تجي
:::قسمًا ما تم لنا عمل
وعن التفصيل بنا ملل
:::أو كيف يخيب لنا أمل
وفوائد مولانا جمل
:::لشروح الأنفس والمهج
أكرم في الجود بها مددًا
:::نعمًا لم نحص لها عددًا
منها يتضوع نشر هدى
:::ولها أرج محيي أبدًا
فاقصد محيا ذاك الأرج
::إان عز مرام أو أعيا
أو جف ترى تلك الأحيا
:::أو غاض سحاب سما العليا
فلربتما فاض المحيا
:::ببحور الموج من اللجج
قسم الأشياء بسرمده
:::فسعيد ذا لتعبده
وشقي ذا لتبعده
:::والخلق جميعًا في يده
فذوو سعة وذوو حرج
:::وكذاك الناس جميعهم
لنهار الحشر رجوعهم
:::عاصيهم ثم مطيعهم
ونزولهم وطلوعهم
:::فإلى درك وعلى درج
سادت بعلاه مراتبهم
:::وصفت برضاه مشاربهم
ونمت بهداه مكاسبهم
:::ومعائشهم وعواقبهم
ليست في المشي على عوج
:::قوم أغز لهم التحمت
ببديع النسج وقد رقمت
:::ما ذاك سدى لما نظمت
حكم نسجت بيد حكمت
:::ثم انتسجت بالمنتسج
شرح قصيدة اشتدي أزمة انفرجي
يتمسك الشاعر في هذه القصيدة بعنصر الأمل بصورة كبيرة ويرى أن الحل لمشاكله قادم لا محالة، مهما اشتدت الأزمة أو تفاقمت. بل أن تفاقم المشكلة هو إشارة واضحة تدل على الانفراج والحل.
الشِّدة هي كل ما يصيب الإنسان من الأمورالمقلقة والصعاب التي يتعرض لها في حياته. وتستخدم الشاعر أسلوب الجزم في الإشارة إلى تأكيده لانفراج هذه الأزمة. يستخدم الشاعر أسلوب الاستعارة في وصفه لذهاب الهم؛ إذ يقول: قد آذن ليلك بالفرج: أي ضياء الصبح. فهو بذلك يشير للضياء الذي يذهب الظلام والفرج الذي يذهب الضيق والحزن.
ثم يذكر الشمس وأهميتها في أحداث النور لأنها أصل النور ومبعثه، وبذلك أراد أن يقول إن المصائب وأحزانها الشديدة لا بد في أثنائها من لطف من الله ينزله على الإنسان يخف عنه الغم، ويمده فيه بالصبر.
يبين الشاعر أن السحاب لما يمتلأ في ذلك إشارة لقرب الفرج وضرورة التزام الصبر أثناء هذه الشدة حتى تزول. وذلك كالسحابة التي يزول عنها الخصب بعدم نزول المطر فإن لها وقتاً مقدراً لا تحصل عليه إلا فيه. فالعاقل إذن لا يسعه إلا الصبر وعدم سخط الله ومقته ، بل ب الصبر الجميل والتسليم لمدب الأمور بحكمته ورحمته.
يذكر الشاعر بأن الله - سبحانه وتعالى- قريب من الإنسان وهو يسمعه ويستجيب له، وبيده الخير الكثير الذي يمنحه لمن يريد، ولا ينقص خزائن كرمه ورحمته شيئًا. بل بيده خزائن السماوات والأرض وهو قادر على أن يفرِّج هم الإنسان بأحسن مما يخيَّل له أو يريد.
تعرَف الشمس بأنها السِّراج، والظّلام خلاف النور. وهنا أراد الشاعر من هذه الألفاظ معانيها الحقيقية فهو كأنه يقول إن المصائب وأحزانها الشديدة لا بد خلالها من لطف يخف معها الغم، حتى يتفضل الله بالفرج التام الذي لا يبقى معه كرب. كالليل المظلم جعل الله الكواكب فيه يقل بها ظلامه حتى يأتي النهار فيذهب ظلامه كله.
السحاب هو الغيم، والخير ضد الشر، والإبان أي الوقت. فالشاعر يبين أن الشدائد مهما عظمت ففي طياتها لطف يؤذن بأن الشدة لا بد أن يتبعها الفرج. وهنا يشير الشاعرلضرورة التزام الصبر في زمن الشدة؛ لأن الفرج لا يأتي إلّا في زمانه المُقدر.