الحب بعد الفراق في علم النفس
الحب بعد الفراق في علم النفس
إنّ ألم ولوعة الفراق يترك الإنسان أمام صدمة نفسية حقيقية حيث يتوقف عقله عن التفكير وتجتاحه مشاعر مختلطة ما بين الغضب، والحزن، واليأس ورفضه لهذا الواقع الجديد، فهو ما يزال يعيش بين جدران عالمه الداخلي الذي يتجاهل حقيقة ما حدث مما يجعله يعاني من أزمة عاطفية قد تطول مدتها بسبب عدم القدرة على تجاوز هذه المرحلة فقد يشعر البعض أنه ما زال يشعر بالحب نحو الحبيب السابق مما يجعله يخلق الأعذار للتحدث إليه وإطالة الحديث معه قدر الإمكان. بالإضافة إلى التواصل مع أصدقائه وعائلته لمعرفة أخباره، ومحاولة كسب احترامه وتقديره، كما تدفعه مشاعر الحب أيضاً إلى الاهتمام به ومعايدته في أي مناسبة خاصة به، وفي علم النفس تشير هذه العلامات إلى أنك ما زلت تحتفظ بمشاعر الحب تجاه هذا الشخص حتى بعد فراقكما، ولكن ماذا لو كان هذا الشخص قد تخطى هذه المرحلة ولم يعد يبادلك نفس المشاعر من الحب والاهتمام؟
مراحل الحزن بعد الفراق
الشعور بالحزن بعد الفراق أمر طبيعي، فالفراق ليس سهلاً، كما يجعل البعض يدخل في حالة من الحزن تختلف مدتها من شخص لآخر، وقد تم تقسيمها وفقاً لعلماء النفس إلى المراحل التالية:
- الإنكار: تتمثل ردة الفعل الأولى في الشعور بالصدمة والإنكار وكأن كل شيء من حوله قد توقف، كما ينتابه إحساس بأنه لن يكون قادراً على الوقوع في الحب مرةً أخرى.
- الغضب: يلجأ البعض إلى الغضب والتعبير عن انزعاجهم وانتقادهم للحبيب السابق لتفريغ طاقة الحزن والمشاعر السلبية التي يشعرون بها.
- المساومة: قد يشعر البعض بعدم مقدرتهم على تجاوز هذه المرحلة مما يدفعهم لطلب فرصة جديدة للعمل على إنجاح هذه العلاقة مرةً أخرى؛ مما سيصعب الأمور أكثر ولن يساعده على الوقوع في الحب من جديد.
- القبول: سيصل الشخص في نهاية المطاف إلى قناعة بأنّ الأمور لن تتغير فعلاً وأنّ عليه تقبل الأمر والمضي قدماً مهما كان ذلك مؤلماً.
- الاكتئاب: يؤدي الحزن الشديد بالبعض إلى الاكتئاب حتى بعد تقبل الأمر مما يستوجب التواصل مع معالج مختص إذا استدعى الأمر.
كيفية التغلب على ألم فراق الحبيب
انفصالك عن الحبيب لا يعني نهاية الحياة فكل ما ستمر به من مشاعر حزن، ولوعة، وغضب سيمضي ولكن ستحتاج بعض الوقت للمضي قدماً نحو بداية جديدة ونسيان هذه التجربة بكل ما فيها من آثار سلبية، وفيما يلي مجموعة من أبرز النصائح التي ستساعدك في ذلك:
- اهتم بنفسك وأعطِها مساحتها الخاصة بالقيام بكل ما يجلب لك السعادة والراحة مثل؛ التأمل، أو القراءة، أو مشاهدة فيلم تحبه.
- تجاوز هذه المرحلة بالبقاء بعيداً عن الحبيب السابق وإلغاء التواصل بينكما عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى قد تجلب لك أخباره.
- حافظ على نشاطك ولا تترك نفسك رهينة لأوقات الفراغ التي لن تجلب لك سوى المزيد من الحزن والألم؛ لذا اشغل نفسك بالأنشطة المختلفة.
- امنح نفسك الوقت اللازم حتى تعتاد على فكرة الانفصال لكي تستطيع التعامل معها كما يجب.
- ضرورة الحصول على ساعات كافية من النوم وممارسة الرياضة مما يساعدك على التأقلم وتجاوز هذه المرحلة.
- الكف عن توجيه اللوم لنفسك والاقتناع بأنّ العديد من العلاقات قد تنتهي بالفراق.
- تجنب أن تفكر بالانتقام، أو أن تتعلق بأي أمل لعودة هذه العلاقة من جديد.
- لا تفقد الثقة بالآخرين فسوف تجد من تبدأ معه علاقة جديدة وناجحة.